تحقق حلم الناشط العراقي والطبيب المتخصّص في علم النفس هشام الذهبي بعد 18 عامًا من التمني بأن يكون للأطفال من الأيتام والمشردين في العراق بيت آمن يليق بهم.
فقد بات ذاك الحلم حقيقة ملموسة عبر تأسيس "البيت العراقي للإبداع"، حيث يتحدّث هشام إلى "العربي" عن تفاصيل هذا البيت، الذي تبلغ مساحة الأرض التي شيّد عليها 1500 متر مربع، فيما تبلغ مساحة البناء الذي يضم ثلاثة طوابق 700 متر مربع، بالإضافة إلى ملعب كرة قدم. كما يحتوي المبنى على مخارج طوارئ يستطيع الأطفال استخدامها بسهولة.
ويشير الذهبي إلى أنه بصدد إنشاء مجموعة من الورش بينها ورش حدادة ونجارة ومطبخ ومخازن.
إبداع وفنون وثقافة ورياضة
ويولّد كل ركن في بيت هشام الآمن الإبداع، ففيه أقسام شتى تعلّم الأطفال الفنون والثقافة والرياضة ومهن الحياة بأشكالها وأنواعها.
ويقول محمد عبد الله، وهو طفل في البيت الآمن: "عندما جئت إلى الدار قيل لي إنني أستطيع أن أتعلم وهنا تعلّمت القراءة والعزف".
ويؤهل البيت الآمن الذي يشرف عليه الذهبي الأطفال ليكونوا مشاريع نجاح في الحياة وقصة أحمد هشام أحد أشهر هذه المشاريع.
ويقول أحمد وهو طالب هندسة مشرف على تعليم الأطفال برامج الكومبيوتر: "أنا أحد الأشخاص الذين صنعهم هشام الذهبي فقد كنت منذ عام 2006 عندما كنت في الصف الابتدائي الأول ولهذا العام حيث أصبحت طالب جامعي في قسم الهندسة مرحلة أولى تبريد وتكييف".
دستور حياة للجيل الجديد
وتُسلّم رسالة الذهبي الإنسانية من يد إلى أخرى، علها تكون دستور حياة بالنسبة إلى الجيل الجديد. فقد شارك الطفل حسن في دورة تدريبية في الحاسبات وسيقوم هو بتعليم باقي الأطفال. ويطمح حسن بأن يصبح مبرمج حاسبات.
وقد يجد اليتيم في البيت الآمن ضالته حيث العطف والحنان والاهتمام، لكن الأرقام الرسمية تؤكد أن هناك نحو 5 ملايين طفل عراقي هو ما خلفته سنوات العنف والدمار التي مرّت خلال عقدين.
وهذه الإحصاءات تجعل هشام الذهبي يحلم بـ 18 نسخة من بيته الآمن توزع على عدد المحافظات العراقية.