سلّم لبنان الثلاثاء السفارة الأميركية ملاحظاته على العرض بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وفق ما أعلن مسؤول معني بالتفاوض، في وقت يأمل فيه المسؤولون التوصّل قريبًا إلى اتفاق يسمح للبلد الغارق في أزمة اقتصادية استثمار موارده المحتملة من النفط والغاز.
وصرّح نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب أن المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بشأن ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل وصلت إلى مرحلة متقدمة بحيث انتهت مرحلة التفاوض.
وقال بو صعب في مقابلة مع محطة تلفزيونية محلية: "إنّ المفاوضات انتهت". وأكّد أن لبنان قدم للولايات المتحدة الأميركية قائمة بتعديلات يرغب في إدخالها على اقتراح ترسيم الحدود البحرية. وقد سلّم هذه التعديلات في وقت سابق اليوم لسفيرة الولايات المتحدة في لبنان دوروثي شاي.
وقال بو صعب: "إنه لا يعتقد أن التعديلات المقترحة ستفسد الاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل". مضيفًا: "أخذنا بلوكاتنا كاملة" وفقًا لمسودة اتفاق أميركية بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
كما شدد على أن لبنان لن يدفع قرشًا من حصته في حقل قانا لإسرائيل وهذا من صلب الاتفاق.
وكان الرئيس الرئيس اللبناني ميشال عون قد أعلن أن إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بات قريبًا، مؤكدًا أنّ بلاده لن تكون شريكًا لإسرائيل في الثروات، وذلك بعد سلسلة اجتماعات لمناقشة الملف.
ومن جهته، لفت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى أنّ الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.
وقد كشفت مصادر أن مدير وزارة الطاقة الإسرائيلية وصل إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث يجري مباحثات مع شركة توتال الفرنسية التي ستتولى إخراج الغاز من حقلي كاريش وقانا.
وبحسب هذه المصادر، يشمل الاقتراح الأميركي أن يُمنَح حقل كاريش بالكامل لإسرائيل. كما ستحصل على عوائد مالية معينة من بيع الغاز في حقل قانا، في حال اكتشاف مخزونات من الغاز فيه.
وكانت مراسلة "العربي" في بيروت قد أوضحت أن لبنان شرع منذ تسلمه ورقة الوسيط الأميركي آموس هوكستين حول ترسيم الحدود البحرية، على دراستها ووضع الملاحظات عليها.
ونقلت عن مصادر القصر الرئاسي في لبنان أنّ بعض البنود في ورقة هوكستين نُقّحت في اجتماع القصر الرئاسي، وأعيدت صياغة بنود أخرى بشكل يمنع أي التباس في النص ويحفظ حقوق لبنان.
وانحصرت مناقشة ورقة هوكستين بين رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة إضافة إلى فريق رئيس الجمهورية التقني والعسكري.