الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

التلوث يتمدد.. جزيئات بلاستيكية في ثلوج تساقطت حديثًا على أنتركتيكا

التلوث يتمدد.. جزيئات بلاستيكية في ثلوج تساقطت حديثًا على أنتركتيكا

Changed

يؤكد السواس لـ "العربي" أن جسم الإنسان لا يستطيع التخلص من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة (الصورة: تويتر)
أظهرت 19 عينة من ثلوج هبطت حديثًا في موقع ناءِ بالقارة القطبية الجنوبية، وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة، وهو ما يهدد صحة النظم البيئية الفريدة في أنتركتيكا.

تعرّف باحثون في نيوزيلندا للمرة الأولى على الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، التي يمكن أن تكون سامة للنباتات والحيوانات، في 19 عينة ثلج كانت قد تساقطت حديثًا في القارة القطبية الجنوبية.

وقد يسرّع وجود هذه الجسيمات في الثلوج من ذوبان الجليد والثلج، ويشكل تهديدًا لصحة النظم البيئية الفريدة في القارة، وفق ما تورد صحيفة "الغارديان".

ونقلت الصحيفة عن الباحثين أن هذه المواد البلاستيكية الدقيقة، التي توصف بأنها أصغر من حبة الأرز، عُثر عليها سابقًا في جليد البحر والمياه السطحية في القطب الجنوبي، غير أن الإبلاغ عن وجودها في الثلوج المتساقطة حديثًا يأتي للمرة الأولى.

تلوث في المناطق النائية

أجرت البحث أليكس أفس، طالبة الدكتوراه في جامعة كانتربري، تحت إشراف الدكتورة لورا ريفيل. وقد تم نشره في المجلة العلمية The Cryosphere.

وقامت أفس بجمع عينات من جرف روس الجليدي أواخر عام 2019، لتحديد ما إذا كانت الجزئيات البلاستيكية الدقيقة قد انتقلت من الغلاف الجوي إلى الثلج.

وتشير الدكتورة المشرفة إلى أجواء التفاؤل التي سبقت الاكتشاف، من حيث أنه لن يُعثر على أي جسيمات في مثل هذا الموقع البكر والبعيد.

لكن بالمحصلة، عُثر على الجسيمات في كل عينة من العينات الـ19، التي التقطت من الجرف.

وعبّرت أفس عن حزنها الشديد، مشيرة إلى أن العثور على الجزئيات البلاستيكية الدقيقة في ثلوج أنتاركتيكا المتساقطة حديثًا يُسلط الضوء على مدى التلوث البلاستيكي، حتى في أكثر المناطق النائية في العالم.

وفي التفاصيل، وجدت أفس ما متوسطه 29 جزيئًا من البلاستيك الدقيق لكل لتر من الثلج الذائب؛ وهو تركيز أعلى من التركيزات البحرية التي أُبلغ عنها سابقًا، من بحر روس والجليد البحري في القطب الجنوبي.

إلى ذلك، كانت ريفيل قد طلبت جمع عينات من مواقع أخرى تم اكتشاف الجزيئات البلاستيكية الدقيقة فيها؛ وهي: قاعدة سكوت، وطرق محطة ماك موردو، ليكون لديها على الأقل جزيئات لتدرسها.

وقد أظهرت العينات تلك تركيزات أكبر؛ ما يقرب من ثلاثة أضعاف تلك الموجودة في المناطق النائية.

وتشير "الغارديان" إلى أنه تم العثور على 13 نوعًا مختلفًا من البلاستيك، وأكثرها شيوعًا هو PET، الذي يستخدم عادة في صناعة زجاجات المشروبات الغازية والملابس.

جزيئات بلاستيكية في جسم الإنسان

يُذكر أن أبحاثًا أشارت إلى تسلّل حبيبات البلاستيك داخل أنسجة جسم الإنسان، وهو ما قد يثير ردود فعل مناعية أو يتسبّب بتسرب مواد سامة إلى الجسم.

وخلال دراسة أُجريت في جامعة بأمستردام، عُثر على جزيئات بلاستيكية في دم الإنسان، بعدما تم فحص عينات دم من 22 متبرعًا بحثًا عن 5 أنواع مختلفة من البلاستيك.

وفي حديث إلى "العربي" من إسطنبول، يشير الطبيب المختص في أمراض الدم جمال سوّاس إلى أن الجسم لا يستطيع التخلص من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، لافتًا إلى أنها تتابع مسيرها في الدم وتترسب بشكل عشوائي، فتؤثر بحسب مكان ترسبها.

ويقول: إن هذا التأثير سواء كان بسيطًا أم شديدًا يصل إلى السرطان.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close