الحراك الجامعي في أميركا.. إضراب عن الطعام واستجابة لبعض المطالب

وسط استمرار الحراك الطلابي المناصر لقطاع غزة، بدأت مجموعة من الطلاب في جامعة برينستون الأميركية إضرابًا عن الطعام، تضامنًا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال أعضاء "مخيم التضامن مع فلسطين" بجامعة برينستون في بيان: "بدأنا إضرابًا عن الطعام تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة الذين يئنون تحت الحصار الإسرائيلي المستمر".

وأوضح البيان أنّ  "قرار الإضراب يأتي ردًا على رفض الإدارة الأميركية تلبية مطالبنا بسحب دعمها لإسرائيل".

حجب ثقة وإلغاء خطاب

من جهة أخرى، تصوّت هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم في جامعة "إيموري" بولاية جورجيا لصالح حجب الثقة عن رئيس الجامعة على خلفية استدعائه الشرطة ضد الطلاب المحتجين على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.

من جهتها، ألغت جامعة فيرمونت خطابًا لمندوبة واشنطن في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في حفل تخرّج الجامعة والذي كان مقررًا في وقت لاحق من هذا الشهر.

وجاء قرار الجامعة بعد ضغوط من المتظاهرين المؤيدين لغزة، الذي طالبوا بحذف كلمة غرينفيلد من الحفل المقبل، بسبب دورها في استخدام حق النقض (فيتو) ضد قرارات الأمم المتحدة المتعدّدة لوقف إطلاق النار في غزة.

اتفاقات مع طلاب بعض الجامعات الأميركية

في المقابل، توصّلت جامعة "كاليفورنيا ريفرسايد" لاتفاق مع الطلاب المحتجّين لإنهاء مخيمهم الاعتصامي، يتضمّن تعهّد إدارة الجامعة بالشفافية والإفصاح عن الاستثمارات وبرامج التعاون الأكاديمي مع الخارج.

كما رضخت إدارة جامعة "إيفرغرين" الأميركية لمطالب الطلاب المؤيدين لفلسطين وأبرمت معهم مذكرة تفاهم مقابل إزالة مخيمهم.

وبموجب مذكرة التفاهم، سيُصدر رئيس الجامعة جون كارمايكل بيانًا يُطالب فيه "بوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن وتوسيع المساعدات الإنسانية للمنطقة".

كما تعهّدت الجامعة بعدم الموافقة على برامج الدراسة في الخارج، في إسرائيل أو غزة أو الضفة الغربية، أثناء استمرار الحرب، أو برامج في مناطق قد يُمنع فيها الطلاب بسبب هويتهم اليهودية أو الفلسطينية.

وستُراقب لجان مشتركة بين الطلاب وإدارة الجامعة عملية تنفيذ مذكرة التفاهم، وسيتمّ إبلاغ الجامعة بالعملية، وستنظر الجامعة في تنفيذها حتى عام 2026 على أبعد تقدير.

إضافة إلى ذلك، ستقترح لجان أخرى إنشاء هيكل جديد للمجلس المعني بعمل عناصر الشرطة في الجامعة بحلول خريف 2026، واعتماد صيغة جديدة للتعامل مع الأحداث دون تدخل الشرطة بحلول 2030.

بدورها، أعلنت جامعة "روتجرز" في ولاية نيوجيرسي الأميركية موافقتها على 8 من أصل 10 مطالب وضعها المتظاهرون، بشرط فضّ الاعتصام، ثم التفاوض على الشرطين المتبقيين، وهو ما قوبل بموافقة الطلبة وفضّ اعتصامهم.

ويتمثّل الشرطان اللذان لم تُوافق عليهما الجامعة حتى الآن، في سحب الاستثمارات من الشركات أو المؤسسات العسكرية التي تشارك أو تنتفع من الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة لوقف شراكة الجامعة مع جامعة تل أبيب.

ألفا معتقل في الجامعات الأميركية

ومنذ 18 أبريل/ نيسان الماضي، تشهد الجامعات الأميركية حراكًا طلابيًا داعمًا لقطاع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية، قوبل باعتقالات بناء على طلب من إدارات الجامعات.

وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" أنّ الشرطة الأميركية اعتقلت نحو ألفي متظاهر خلال أسبوعين، بينهم طلاب وأساتذة جامعيين خلال المظاهرات الداعمة لفلسطين.

وانتقل الحراك الطلابي الداعم لفلسطين إلى جامعات أخرى حول العالم، منها: فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند والمكسيك.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمّرة على قطاع غزة، خلّفت نحو 112 ألفًا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورًا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".