الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

الحكومة الأفغانية و"طالبان" تتّفقان على تسريع محادثات السلام

الحكومة الأفغانية و"طالبان" تتّفقان على تسريع محادثات السلام

Changed

استضافت موسكو المؤتمر الدولي للبحث في تشكيل "إدارة انتقالية" قبل انسحاب محتمل للقوات الأميركية من أفغانستان.
استضافت موسكو المؤتمر الدولي للبحث في تشكيل "إدارة انتقالية" قبل انسحاب محتمل للقوات الأميركية من أفغانستان. (غيتي)
أكد رئيس المجلس الأعلى للمصالحة أن كابول تأمل في مواصلة روسيا وأميركا التعاون بشأن تحقيق السلام في أفغانستان، على الرغم من التوترات القائمة بينهما.

اتفقت الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، اليوم الجمعة، على تسريع محادثات السلام بينهما خلال اجتماعهما في موسكو، والذي أعقب مؤتمرًا دوليًا بشأن عملية السلام في العاصمة الروسية.

ودعت الولايات المتحدة وروسيا والصين وباكستان الطرفين المتناحرين في أفغانستان؛ للتوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار في المؤتمر المنعقد في روسيا، والذي يأتي قبل ستة أسابيع من الموعد النهائي المتّفق عليه في العام الماضي، لسحب القوات الأميركية من أفغانستان، مُشيرين إلى أنهم "لن يدعموا إقامة إمارة إسلامية تحت حكم طالبان، وأن أي تسوية سلمية يجب أن تحمي حقوق جميع الأفغان بمن فيهم النساء والأقليات". 

في المقابل، قال عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان إن الجانبين ركّزا خلال اجتماعهما على كيفية الاستفادة من الفرص لتحقيق النتائج، بدون مناقشة قضايا محددة. 

وأضاف عبدالله: "ربما سيكون هناك اجتماع آخر حول التسوية الأفغانية، بيد أن الهدف وراء اجتماع اليوم هو التعارف فيما بيننا وإقامة اتصالات.. ومن جانبنا، أعربنا عن استعدادنا لتسريع عملية السلام، وأبدت طالبان أيضًا الاستعداد لذلك". 

وأكد أن كابول تأمل في أن تُواصل روسيا والولايات المتحدة التعاون بشأن تحقيق السلام في أفغانستان، على الرغم من التوترات القائمة بينهما. 

كما دعا عبد الله إلى "وضع حد لعمليات القتل ووقف شامل لإطلاق النار لبدء الجولات التالية من المحادثات في بيئة سلمية".

واستضافت موسكو المؤتمر الدولي للبحث في تشكيل "إدارة انتقالية" قبل انسحاب محتمل للقوات الأميركية من أفغانستان، أمس الخميس، حيث دعا الوسطاء الدوليون "كافة الأطراف في النزاع الأفغاني إلى تخفيض مستوى العنف"، وحثّ حركة طالبان على التخلّي عن "هجوم الربيع".  

وكان مؤتمر موسكو هو الأول الذي يشارك فيه ممثل كبير للولايات المتحدة في المحادثات بشأن أفغانستان، في إطار صيغة أطلقتها روسيا في 2017. ويأتي قبل قمة سلام مماثلة تُعقد في إسطنبول خلال الشهر المقبل، برعاية الولايات المتحدة أيضًا.

وسعى المؤتمر إلى إحياء المفاوضات التي أُجريت في العاصمة القطرية الدوحة بين الحكومة الأفغانية و"طالبان"، والتي تعثّرت إلى حد كبير بسبب اتهامات الحكومة للمقاتلين بعدم وقف العنف.

وقال الوسطاء الدوليون إن على الطرفين التوصل "في أقرب وقت ممكن" إلى اتفاق "يضع حدًا لحرب مستمرة منذ أكثر من أربعة عقود في أفغانستان".

وقبيل المؤتمر، دعا رئيس المكتب السياسي لـ"طالبان" الملا عبد الغني برادر إلى "ترك الأفغان يقررون مصيرهم". 

ويأتي الاجتماع في وقت تتكثّف فيه الجهود الرامية إلى التوصّل لاتفاق سلام قبل الأول من أيار/ مايو، الموعد الذي يتعيّن فيه مبدئيًا على الولايات المتحدة سحب كل قواتها من أفغانستان، وذلك بعد عشرين سنة تقريبًا على غزوها، ردًا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.

وعقب استقبال الوفود المشاركة في المؤتمر، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف؛ واشنطن وطالبان إلى "الالتزام ببنود الاتفاق" الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب في فبراير/ شباط 2020 مع حركة "طالبان" في قطر.

لكن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدّث - الأربعاء - عن صعوبات قد تحول دون الانسحاب الكامل في الموعد المقرر.

وقال بايدن، في مقابلة بثّتها محطة "إيه بي سي" الأميركية: "يمكن أن يحدث ذلك، لكنه صعب"، منتقدًا الاتفاق الذي توصّل إليه سلفه دونالد ترمب مع المتمردين. 

وأضاف "أنا بصدد اتخاذ قرار لموعد مغادرتهم"، موضحًا أن الإعلان عنه سيكون قريبًا، بعد التشاور مع حلفاء واشنطن والحكومة الأفغانية. 

وفور هذا التصريح، هدّدت حركة طالبان بـ"عواقب" إذا لم تسحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان بحسب بنود الاتفاق.

والتزم ترامب بجدول الانسحاب حتى مغادرته البيت الأبيض، وبقي الآن 2500 جندي أميركي فقط في أفغانستان. 

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن روسيا تتمتّع بنفوذ "ضئيل على الأطراف المتنازعة" في أفغانستان "لكنّ القمة تظهر المخاوف الدولية المتزايدة من أن عملية السلام المنهارة قد تؤدي إلى تصعيد العنف خارج حدود البلاد".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close