Skip to main content

الدور الثاني للانتخابات التشريعية في تونس.. سعيد يتجاهل الرفض الواسع

الإثنين 16 يناير 2023

حدّدت الهيئة العليا للانتخابات في تونس، موعدًا لإجراء جولة الإعادة من الانتخابات التشريعية يوم 29 من الشهر الجاري، بينما تنطلق الحملة الانتخابية للمرشحين اليوم الإثنين، وذلك بعد تسجيل عزوف قياسي وغير مسبوق في الدور الأول، في حين لم يستجب الرئيس قيس سعيد لدعوات اتحاد الشغل ورابطة حقوق الإنسان وغيرهما بإلغاء الدور الثاني.

وتأتي الانتخابات على وقع احتجاجات سياسية تطالب بتنحي الرئيس من منصبه، لكن سعيد ماض في استكمال مساره من دون أن يبالي باتساع رقعة معارضيه، بل على العكس تمامًا، يواصل مهاجمة خصومه، ولا يحاور أحدًا من مسانديه أو معارضيه.

ويوضح عضو جبهة الخلاص الوطني بلقاسم حسن، في حديث إلى "العربي"، أنّ الرئيس سعيّد لا يسمع إلا نفسه، ولا يتحاور إلا مع نفسه، وبالتالي فقراره هو أن يمضي في الطريق الذي رسمه لنفسه منذ البداية.

ويؤكد حسن أنّ المعارضة لا توافق على ذلك، ولن تسير في هذا الطريق، مشدّدًا على أنّها لن ترضخ، وإنّما ستواصل مقاومة ما يصفه بـ"الانقلاب"، وذلك حتى تستعيد تونس روحها الديمقراطية.

اتحاد الشغل يحذر من "انتفاضة شعبية"

ودفع كل ذلك اتحاد الشغل لإطلاق مشاورات وتقديم مبادرة يدعو فيها للاستعداد لما أسماها معركة وطنية للإنقاذ، وسط تقارب بين القوى السياسية المعارضة للرئيس التي حالت الخلافات سابقًا دون اتحادها.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام المساعد للاتحاد التونسي للشغل حفيظ حفيظ: إنّ الاتحاد سيبحث مبادرة إنقاذ للبلاد، مضيفًا أنّ استحواذ الرئيس قيس سعيّد على السلطات الثلاث كشف عن نيّته للتفرد بالحكم.

وحذر حفيظ من إمكانية اندلاع انتفاضة للشعب التونسي ردًا على ميزانية السنة الجديدة التي تضمّنت إجراءات عدّة مثل رفع الدعم وتجميد الأجور وزيادة الضرائب. 

قيس سعيّد "مصرّ" على المسار الذي اختاره

ويشير الأكاديمي والأستاذ في الجامعة التونسية، مراد اليعقوبي، إلى أن الدور الثاني من الانتخابات مرفوض من قبل الأطراف كافة تقريبًا، لا سيما أن الهيئة المشرفة على الانتخابات تم تنصيبها واختيارها من قبل الرئيس حسب إرادته ورغبته، وهو ما يجعل التشكيك بالمسار الانتخابي برمّته مشروعًا.

ويعتبر اليعقوبي في حديث إلى "العربي" من تونس، أن سعيد يرفض أن يرى الوقائع الحاصلة على الأرض، حيث لا يعنيه الاحتجاجات أو دعوات المعارضة لإلغاء الدور الثاني، ولا يزال مصرًا على المسار الذي اختاره، ولا يهمّه أن يسانده الكثيرون أو القليلون، ولا سيما مع قوله إنه يجب جمع نسبة المشاركين في الدورين الأولين والثاني.

وفيما يرى أن نداءات اتحاد الشغل غير مسموعة من قبل سعيد، ينتقد ما يصفه بالتناقضات داخل الاتحاد لأن بعض قادته كانوا يساندون "الانقلاب" بحسب تعبيره، لافتًا إلى أن الأزمة في تونس لا تشمل فقط إجراءات سعيّد، وإنما تشمل أيضًا الصف المعارض من اتحاد وكذلك من بعض الأحزاب التي ما زالت تطرح أمورًا خارج السياق.

ويخلص إلى أنّ النتائج التي ستتمخض عن هذا الواقع ستكون "أكثر كارثية" وفق تعبيره، مشدّدًا على أنّ الأزمة تتعمق يومًا بعد يوم ولا بد من إرساء الحلول، خصوصًا على المستوى الاقتصادي.

المصادر:
العربي
شارك القصة