الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

مظاهرة تجمع معارضين لسعيد في ذكرى الثورة.. كيف يُقرأ مشهد الشارع التونسي؟

مظاهرة تجمع معارضين لسعيد في ذكرى الثورة.. كيف يُقرأ مشهد الشارع التونسي؟

Changed

تُناقش هذه الحلقة من برنامج "للخبر بقية" المشهد التونسي في الذكرى 12 للثورة، وتبحث في دلالات المظاهرات الغاضبة المطالبة برحيل سعيّد (الصورة: رويترز)
جرت المظاهرات التي نظمتها أحزاب وقوى معارضة في تونس بذكرى الثورة وسط تعزيزات أمنية وإغلاق للطرق المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة.

تظاهر آلاف التونسيين وسط العاصمة تعبيرًا عن رفضهم لسياسات الرئيس قيس سعيد، تزامنًا مع الذكرى الثانية عشرة للثورة.

وجرت المظاهرات التي نظمتها أحزاب وقوى معارضة، وسط تعزيزات أمنية وإغلاق للطرق المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة، ولم تخلُ من احتكاكات بين قوى الأمن والمحتجين.

إلى ذلك، طالب المتظاهرون باستمرار الحراك الشعبي إلى حين تحقيق أهداف ثورتهم كاملة، وطالبوا برحيل سعيد، منددين بنهجه وتوجهاته.

وتأتي تحركات المعارضة في الذكرى الثانية عشرة لثورة الياسمين، وسط تساؤلات حيال تمكّنها من تحقيق الحد المطلوب من التوافق في ظل تباينات وانقسامات في مواقفها، وإن توحدت في مطالبها العامة.

ويرى سياسيون تونسيون أن قوى المعارضة غير قادرة على تجاوز الحد الأدنى من خلافاتها، ولا على ترتيب أولوياتها أو الاتفاق على برنامج موحد.

"معركة وطنية لإنقاذ البلاد"

في غضون ذلك، يواصل الاتحاد العام التونسي للشغل سياسة الإمساك بالعصا من وسطها، حيث كان لافتًا اليوم تنظيمه اجتماعًا نقابيًا بمعزل عن المظاهرات.

وخلال الاجتماع، دعا الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي جميع النقابيين إلى الاستعداد لما قال إنها "معركة وطنية لإنقاذ البلاد".

من ناحيته، يواصل الرئيس قيس سعيد المضي قدمًا في تنفيذ إجراءاته الاستثنائية التي أعلنها في يوليو/ تموز 2021، وما زال يعتبرها ضرورية لإنقاذ الدولة من الانهيار الشامل.

في المقابل، يقول خصومه إن الانهيار بدأ فعلًا منذ تنفيذ الإجراءات الاستثنائية، معتبرين أن "الأزمة الاقتصادية الكبيرة، التي تشهدها البلاد، مثال على ذلك".

"حالة نكران تقودها السلطة"

ويؤكد نقيب الصحافيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي، أن الصورة اليوم في ذكرى الثورة مختلفة، بالمقارنة مع العام الماضي.

ويشير في حديثه إلى "العربي" من تونس، إلى أن "الوضع السياسي العام في البلاد مترد جدًا، وهناك انقسام سياسي حاصل لا تنكره إلا السلطة، فضلًا عن صعوبات اقتصادية واجتماعية وغلاء في الأسعار وفقدان لمواد غذائية، وغياب لأي رؤية سياسية لتونس للفترة المقبلة".

وبينما يرى أن "تونس تعاني حالة من النكران تقودها السلطة"، يؤكد أن "في البلاد مشكلات حقيقية يعيشها التونسيون يوميًا، وما من تفاعل جدي واستماع حقيقي من جانب السلطة لصوت الشارع والمنظمات والمعارضة".

ويوضح أن "هذا الواقع هو ما دفع بكل الناس اليوم إلى النزول للشارع، على عكس السنوات الماضية".

ويشرح أن "جميع أطياف المجتمع التونسي تنزل إلى الشارع في ذكرى الثورة منذ 14 سنة، ولكن هذه المرة كان هناك نزول ملؤه الغضب والحيرة والاحتجاج والنقمة على الوضع المزري". 

وفيما يتحدث عن تهديد حقيقي للحريات، يتوقف عند "قضايا الرأي بحق نشطاء وسياسيين ونقابيين وصحافيين"، ويقول: "هذه وضعية سيئة بعد 12 عامًا من الثورة على جميع المستويات".

"محاولة تضخيم احتفالات اليوم"

بدوره، يلفت عضو المكتب السياسي لحركة الشعب محمد مسيليني، إلى أن "14 يناير ذكرى يُحتفل بها في تونس كل سنة تقريبًا منذ 2012 وإلى الآن؛ بأحجام مختلفة تبعًا للأوضاع السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد".

ويقول في حديثه إلى "العربي" من تونس: "ما من اختلاف كبير بين احتفالات السنة الماضية واليوم"، مشيرًا إلى ما يصفه بـ"محاولة لتضخيم الأخيرة".

ويرى أن "العدد الذي نزل إلى الشارع اليوم لم يكن ذا حجم كبير، ولا يقلق السلطة على الإطلاق".

ويشير إلى وجوب "تحية قوات الأمن والأجهزة التي حرصت على تنظيم هذه المسيرات، والسماح للناس بالتعبير عن آرائهم - وهو حق لهم - بكل هدوء ومسؤولية دون تهديد للأمن العام وللاستقرار في البلاد".

وفيما يخص الانتخابات التي شهدتها تونس، يؤكد أن "نسبة الإقبال الضعيفة رسالة للجميع وليس لسعيد وحده، بأن الشعب في وادٍ والعملية السياسية الجارية منذ عام 2011 في وادٍ آخر"، معتبرًا أن "الرسالة لو كانت لقيس سعيد، لكان الحضور اليوم في الشارع بالملايين".

"قبول بالوجود في الشارع نفسه"

من جانبه، يرى القيادي في حركة "مواطنون ضد الانقلاب" الأمين البوعزيزي، أن "مسألة تبخيس عدد الحاضرين هو عمل السلطة أو مخبريها"، على حد تعبيره.

ويؤكد في حديثه إلى "العربي" من تونس، أن "العالم لم يعد يحتاج إلى شهادة شفوية، فيما الفضائيات والمراسلون حاضرون ويعرفون كمّ المواطنين الحاضرين".

كما يتحدث عن "ماكينة تعليمات عملت منذ البارحة في كل مدن الجمهورية، ومنعت الحافلات التي استخدمها المواطنون للقدوم إلى العاصمة"، مشيرًا في الآن عينه إلى "وجود عشرات البوابات لمحاولة عرقلة وصول الناس في الوقت المناسب".

ويوجز القول: إن "جزءًا كبيرًا من الناس لم يحضروا، لأن سلطة التعليمات أرادت ألا يصل الجميع".

إلى ذلك، يرى أن "الجديد اليوم هو أن الأطراف السياسية المتنازعة حضرت كلها في الشارع نفسه؛ وإن غابت المداخلات المشتركة، ثمة قبول بالوجود في الشارع نفسه"، وفق ما يقول.

ويلفت إلى أن "جبهة الخلاص الوطني مُنعت من التظاهر في قلب شارع الثورة، وحُدد لها مكان آخر معزول"، مردفًا بأنه "تم كسر جميع الحواجز بإرادة المناضلين، والوصول إلى الشارع الذي حرر بدماء الشهداء".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close