Skip to main content

الرباط تدعو مدريد إلى تجنّب "تصعيد" الأزمة بين البلدين

الإثنين 24 مايو 2021
تحوّلت القضية إلى أزمة بين المغرب وإسبانيا بعد تدفّق نحو 10 آلاف مغربي إلى سبتة في الفترة الأخيرة

دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إسبانيا الأحد إلى تفادي "تصعيد" الأزمة الناجمة عن استقبال مدريد زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، والعمل على إعادة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لا سيّما التعاون في مجال الهجرة.

وتؤكّد الرباط أنّ زعيم الجبهة المدعومة من الجزائر دخل إسبانيا "بشكل احتيالي وبوثائق مزورة وهوية منتحلة"، وقد دعت الجمعة إلى تحقيق "شفّاف" في ظروف استقباله الذي برّرته مدريد بـ"أسباب إنسانية".

وتحوّلت القضية إلى أزمة بين البلدين بعد تدفّق نحو 10 آلاف مغربي إلى سبتة، الأمر الذي تعزوه السلطات المغربية إلى تخفيف الشرطة المغربية رقابتها على الحدود.

وقال بوريطة في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إنّ السماح لغالي "بالعودة والالتفاف على القضاء الإسباني وتجاهل الضحايا سيكون بمثابة دعوة للتصعيد".

ووفقًا للوزير المغربيّ، فإنّ تجنّب "التصعيد" يمرّ بإجراء تحقيق "شفّاف" حول ظروف دخوله إلى إسبانيا و"الأخذ في الاعتبار الشكاوى المقدّمة ضدّه" بتهمة "التعذيب" و"انتهاكات حقوق الإنسان" و"الاختفاء القسري".

وشدّد على أن ذلك يمثّل "اختبارًا للشراكة الاستراتيجية" التي تربط البلدين، لا سيّما فيما يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية.

وأضاف أنّ "حسن الجوار ليس طريقًا ذا اتجاه واحد"، مشدّدًا على أنّ المغرب "ليس عليه التزام حماية الحدود" لكنّه يفعل ذلك في إطار الشراكة.

وأكّد وزير الخارجية المغربي أنّ بلاده قامت عام 2017 "بتفكيك أكثر من 4 آلاف شبكة "هجرة غير شرعية" ومنعت 14 ألف محاولة غير نظامية" لعبور الحدود، في حين أنّ المساهمة المالية الأوروبية في هذا الجهد كانت "بمتوسط 300 مليون يورو سنويًا" وهو مبلغ يمثّل أقلّ من 20% من المصاريف.

"جرائم ضد الإنسانية"

وأعاد القضاء الإسباني هذا الأسبوع فتح دعوى ضدّ إبراهيم غالي بشبهة تورّطه في "جرائم ضد الإنسانية"، على خلفية شكوى قديمة رفعتها ضدّه جمعية صحراوية تتّهمه بارتكاب "انتهاكات لحقوق الإنسان" ضدّ معارضين في مخيّمات تندوف الواقعة غرب الجزائر.

وزعيم البوليساريو البالغ 75 عامًا، الذي أودع في مستشفى بمنطقة لوغرونيو شمال إسبانيا في أبريل/نيسان إثر إصابته بفيروس كورونا، كان قد وجّه إليه القضاء الإسباني دعوة للمثول أمامه في الأول من يونيو/حزيران المقبل، على خلفية شكوى قدّمها منشقّ عن الجبهة يتّهمه فيها بـ"التعذيب".

وتطالب البوليساريو بإجراء استفتاء تقرير مصير في الصحراء أقرّته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب الذي يسيطر على ثلثي هذه المنطقة الصحراوية منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادته. 

وتعتبر الأمم المتحدة الصحراء من ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" في ظل عدم وجود تسوية نهائية لوضعها. 

وكانت الجبهة أعلنت استئناف القتال في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد حوالى ثلاثة عقود من سريان وقف لإطلاق النار، وقد جاء ذلك إثر تنفيذ المغرب عملية عسكرية في منطقة في أقصى جنوب الصحراء.

المصادر:
العربي، أ.ف.ب
شارك القصة