الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

الصين والسعودية في المراتب الأولى.. إدمان الهواتف الذكية يتفاقم

الصين والسعودية في المراتب الأولى.. إدمان الهواتف الذكية يتفاقم

Changed

فقرة حول استخدام الهواتف المحمولة لفترات طويلة وتأثير ذلك على صحة الفرد (الصورة: غيتي)
أظهرت دراسة كندية أن استخدام الهواتف الذكية المضطرب آخذ في الازدياد في جميع أنحاء العالم، مما قد يؤدي لـ"عواقب نفسية".

كشفت دراسة كندية جديدة عن الدول التي لديها أعلى معدلات إدمان للهواتف الذكية. وتصدرت الصين والمملكة العربية السعودية وماليزيا القائمة، بينما سجلت ألمانيا وفرنسا أقل معدلات استخدام الهواتف الذكية. 

وأجرى الدراسة باحثون في "جامعة ماكغيل" في مونتريال بكندا، ونُشرت في مجلة "كومبيوتيرز إن هيومن بيهايفيور". واستخدم الباحثون بيانات عن استخدام الهواتف الذكية بين عامي 2014 و2020 لما يقرب من 34000 مشارك في 24 دولة حول العالم.

وجاءت كل من البرازيل وكوريا الجنوبية في المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي تلتهما إيران. 

واحتلت كندا المرتبة السابعة، وتركيا المرتبة الثامنة تلتها مصر. فيما احتلت بريطانيا والولايات المتحدة المراتب الـ16 والـ18 على التوالي.

وقال الفريق في الورقة البحثية: "لقد أجرينا تحليلًا لاستخدام الهاتف الذكي الذي ينطوي على مشاكل، مع التركيز على الشباب".

وأضاف: "زاد استخدام الهواتف الذكية الذي ينطوي على مشاكل في جميع أنحاء العالم بين عامي 2014 و2020، ونتوقع أن يستمر هذا التوجه". 

كما نظر الفريق في 81 دراسة منشورة سابقًا عن استخدام الهاتف من قبل المراهقين والشباب، وكلها تستند إلى مقياس إدمان الهواتف الذكية "أس أي أس". 

وهذا المقياس هو الأكثر استخدامًا لإدمان الهواتف الذكية، للسؤال عن استخدام الهاتف الذكي فيما يتعلق باضطرابات الحياة اليومية وفقدان السيطرة وأعراض الانسحاب.

وتراوحت أعمار المشاركين من 15 إلى 35 عامًا على الرغم من أن متوسط العمر الإجمالي كان 28.8 عامًا، وكان معظم المشاركين من الإناث (60%).

وحدد الباحثون لكل دولة درجة لاستخدام الهاتف الذكي المثير للمشاكل، والتي تتراوح من 10 إلى 60. واحتلت الصين المرتبة الأعلى، برصيد 36 من أصل 60.

تباين ثقافي

ويعتقد الباحثون أن التفسير المحتمل للاختلافات قد يكون تباين الأعراف الاجتماعية والتوقعات الثقافية المحيطة بأهمية البقاء على اتصال بانتظام من خلال الهواتف الذكية.

أمّا البلدان التي لديها أدنى مشكلة في استخدام الهواتف الذكية، ألمانيا وفرنسا، فتعتبر "فردية ومنفصلة ثقافيًا"، لذلك قد لا تشترك في مثل هذه المعايير.

وبشكل عام، أظهرت النتائج أن استخدام الهواتف الذكية المثير للمشاكل آخذ في الازدياد في جميع أنحاء العالم، مما قد يكون له "عواقب نفسية". 

وخلص مؤلفو الدراسة إلى أنه "نظرًا لأن المؤسسات تتبع مقاييس موضوعية مثل ملكية الهواتف الذكية ووقت الشاشة، فمن المهم أيضًا تقييم الجوانب الذاتية والعواقب النفسية لهذا الانتشار".

ويأمل الباحثون أن تساعد هذه الدراسة صانعي السياسات على تحديد استخدام الهواتف الذكية المضطرب في جميع أنحاء العالم وتوقعه.

4.8 ساعات يوميًا

ويقضي الناس حوالي 4.8 ساعات يوميًا في تصفح هواتفهم المحمولة، بحسب تقرير، نشرته في يناير/ كانون الثاني الماضي، شركة "أب آني" لمراقبة التطبيقات، ومقرها الرئيسي في الولايات المتحدة الأميركية.

وارتفع عدد الساعات هذا بنسبة 30% مقارنة بعام 2019. ويضيف التقرير أن عام 2021 شهد تحميل تطبيقات ذكية بما يقدر بنحو 230 مليار مرة، بقيمة تناهز 170 مليار دولار.

وتصدر "تيك توك" قائمة التطبيقات التي حملها مستخدمو الهواتف المحمولة حول العالم، حيث استغرق المستخدمون وقتًا أطول بنسبة 90% مقارنة بالعام السابق 2020.

أما الدول التي تخطّى بها عدد الساعات المعدل المشار إليه؛ فتضم البرازيل وإندونيسيا وكوريا الجنوبية، إذ تجاوز الوقت الذي يمضونه في تصفح هواتفهم مدة 5 ساعات يوميًا.

ولا تبدو هذه الأرقام صادمة، خاصة وأن العام الماضي شهد إطلاق نحو مليونَي تطبيق جديد. واللافت هذا العام، كان ازدياد تطبيقات الصحة واللياقة، ويُعتقد أن السبب في ذلك يعود لانتشار جائحة كوفيد-19

الحاجة للتوعية

في هذا الإطار، أشارت الأكاديمية والباحثة الاجتماعية وديعة الأميوني إلى غياب الدراسات التي تتعلق باستخدام الشبكة العنكبوتية في البلدان العربية، لمعرفة مدى خطورة استخدام الإنترنت.

وأفادت وفق دراسة أجرتها هي في شمال لبنان بأن هناك أشخاصًا يتخطون الـ8 ساعات يوميًا في استخدام الإنترنت.

وفي حديث إلى "العربي" من زغرتا شمالي لبنان، قالت الأميوني: إن من "يجلس أكثر من 8 ساعات يوميًا لاستخدام الإنترنت يعتبر مدمنًا وبحاجة إلى علاج"، وفقًا لبعض الدراسات.

ونبهت الأميوني إلى أن الاستخدام الإيجابي للإنترنت بحاجة إلى توعية خاصة في مجتمعاتنا العربية. وشددت على وجوب أن تعتمد وزارة التربية في مناهجها تدريس "كيفية استخدام الإنترنت"، وعلى ضرورة أن يراقب الأهل أولادهم، خاصة الأطفال منهم.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close