الجمعة 17 مايو / مايو 2024

العدوان على مخيم جنين.. ما هو مستقبل سكانه ومآلات الوضع الإنساني فيه؟

العدوان على مخيم جنين.. ما هو مستقبل سكانه ومآلات الوضع الإنساني فيه؟

Changed

ناقش "للخبر بقية" أهداف العملية العسكرية في مخيم جنين وأبعاد تصريحات نتنياهو عن أنّ هذا الاجتياح لن يكون الأخير (الصورة: غيتي)
هل حقّق العدوان الإسرائيلي هدفه في جنين فعلًا؟ وما هي أبعاد تصريحات نتنياهو بأنّ الاجتياح لن يكون الأخير؟ وما هي مآلات الوضع الإنساني في المخيم؟

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نهاية عدوانه على جنين ومخيمها، بعد عملية استمرّت يومين كانت الأكبر منذ عام 2002 الذي شهد عملية "السور الواقي".

وأكد جيش الاحتلال مشاركة أكثر من 3 آلاف جندي و200 مدرّعة وآلية عسكرية، إضافة إلى عشرات الطائرات بمختلف أنواعها في العملية.

وبينما أكدت تقارير صحافية إسرائيلية أنّ العملية لم تُحقّق كل أهدافها، يُقرّ قادة الاحتلال أنّها كانت معقّدة وواجهت صعوبة في تحقيق عنصر المفاجأة في الهجوم.

وعقب إعلان قرار الانسحاب من جنين ومخيمها، انطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة.

كما جدّدت المقاومة الفلسطينية استهداف الاحتلال في نابلس، ورأت أنّ الانسحاب من جنين يُعدّ بمثابة إعلان فشل لإسرائيل وانتصار للفلسطينيين.

بدورهم، بدأ سكان المخيم في إحصاء الدمار الواسع الذي خلّفه الاحتلال في منازلهم وبنيتهم التحتية دون أن يمنعهم ذلك من الإشادة بصمود المقاومين.

وأمام مشاهد الدمار، تتواصل الإدانات الدولية والحقوقية للعدوان الإسرائيلي. وأشارت منظمة "اليونيسيف" إلى عمليات النزوح التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على الأهالي، ولفتت إلى قتل إسرائيل 3 أطفال على الأقل خلال العملية، ما يُثير مجددًا التساؤلات بشأن الدعاوى التي هدّدت السلطة الفلسطينية بتحريكها ضدّ إسرائيل في المحافل الدولية.

فهل حقّق العدوان الإسرائيلي هدفه في جنين فعلًا؟ وما هي أبعاد تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنّ الاجتياح لن يكون الأخير في سياق سياسة جديدة يتبعها اليمين المتطرف الإسرائيلي؟ وما هي مآلات الوضع الإنساني في مخيم جنين بعد تدمير الاحتلال البنى التحتية ومنازل السكان؟

محاكاة لحرب كاملة وشاملة

في هذا السياق، أوضح جوني منصور الباحث في الشأن الإسرائيلي أنّ إسرائيل تدعي من خلال وسائل إعلامها أنّ العملية قد أنجزت بعضًا من بنك الأهداف الذي تُلوّح به دائمًا قبل أي عملية عسكرية وبعدها، مع جمع بعض الأسلحة من المخيم.

وقال منصور في حديث إلى "العربي" من حيفا: إنّ إنهاء العملية بشكل كامل اليوم يحتوي على هدف غير مُعلن يتمثّل في محاكاة لحرب كاملة وشاملة في مناطق كثيفة بالسكان ومزدحمة بالبنى التحتية والعمران، مع تنفيذ بعض الإستراتيجيات العسكرية للوحدات الخاصّة الإسرائيلية لناحية تنفيذ خطة محاصرة مركز ونواة المخيم.

وأضاف أنّ هذا يسمح لإسرائيل بتنفيذ عملية مشابهة في مواقع أخرى تعتبرها تُشكّل خطرًا على أمنها.

وأكد أنّ جيش الاحتلال لم يُحقّق إنجاز الردع، ولم يتمكّن من حسم المعركة كما كان يدّعي نتنياهو منذ بداية العملية.

أهداف إسرائيل لم تتحقّق

بدوره، تحدّث الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية أنّ إسرائيل حقّقت إنجازًا بارتكاب جريمة حرب جديدة، وقتلت 12 شهيدًا بينهم 4 أطفال، ودمّرت البنية التحتية في جنين.

وقال البرغوثي في حديث إلى "العربي" من رام الله: إنّ أهداف إسرائيل في جنين تحقّقت بالعكس، حيث كان الشعب بأكمله يحتضن المقاومة، التي تحوّلت إلى فعل من قبل الآلاف من الفلسطينين.

وأكد أن ما حصل في جنين هو مشهد رائع لمقاومة شعبية واسعة واجهت الاحتلال بالسلاح والحجارة، حيث انتفضت المدينة بمخيمها وقراها.

وشدّد على أن فلسطين دخلت في حالة انتفاضة شعبية حقيقية، وتعمّق الوعي بأنّه ليس أمام الشعب الفلسطيني إلا المقاومة والكافح والنضال، وأن المراهنة على المجتمع الدولي خاسرة.

وأكد أن الجيل الفلسطيني الحالي الرائع تعلّم المبدأ الأساسي بالاعتماد على النفس، وتنظيمها والثقة بها، وخرج مقاومًا من جديد بكل طاقته رغم كل محاولات إشعاره بالإحباط واليأس خلال السنوات الماضية، وهو ما يُمثّل فشلًا كبيرًا للسياسة الإسرائيلية.

جرائم حرب وانتهاكات لقانون النزاعات المسلّحة

من جهتها، اعتبرت سارة ليا ويتسون المديرة التنفيذية لمنظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" أنّ ما قامت به إسرائيل هو اجتياح للضفة الغربية وهجوم عسكري كامل على جنين، وأنّ إسرائيل لا يُمكنها أن تقوم بأي اجتياح لأراضي الضفة في أي وقت تريده.

وقالت ويتسون في حديث إلى "العربي" من نيويورك: إنّه من الناحية القانونية ما جرى هو "نزاع عسكري مسلّح في منطقة تحت الاحتلال".

وأكدت أن استهداف المدنيين والدمار الكبير للبنية التحتية هي "انتهاكات لقانون النزاعات المسلّحة"، والهجمات المتعمّدة على المستشفيات واستخدام إسرائيل للغاز المسيل للدموع داخلها هي "جرائم حرب".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close