الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

العلماء يصلون إلى أطول شجرة معروفة في غابات الأمازون

العلماء يصلون إلى أطول شجرة معروفة في غابات الأمازون

Changed

فقرة ضمن "صباح جديد" تتناول ارتفاع معدّل إزالة الغابات في الأمازون بالبرازيل (الصورة: ديلي ميل)
الشجرة التي حطمت الرقم القياسي، هي أطول شجرة في أميركا الجنوبية، وهي جزء من مجموعة أشجار من نوع "دينيزيا إكسيلسيز".

وصل العلماء أخيرًا إلى أطول شجرة معروفة في منطقة الأمازون، بحجم مبنى مكون من 25 طابقًا، بعد ثلاث سنوات من ادعاء باحثين في جامعة كامبريدج أنهم عثروا عليها خلال رحلة استكشافية، بحسب صحيفة "ديلي ميل".

ويبلغ طول الشجرة العملاقة الموجودة في منطقة فلوريستا إستادوال دو بارو في شمال البرازيل، 88.5 مترًا. 

ويعد هذا أطول بكثير من عمود نيلسون في لندن (170 قدمًا) وما يقرب من ارتفاع تمثال الحرية في نيويورك (310 قدمًا).

اكتشفت عام 2019

واكتشف العلماء الشجرة في عام 2019 باستخدام "ليدار" وهي طريقة للاستشعار عن بعد باستخدام ماسح ليزر على متن طائرة، لكن لم تنجح رحلة استكشافية للوصول إلى الشجرة سيرًا على الأقدام في العام نفسه، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

لكن جامعة كامبريدج أصدرت حينها بيانا صحفيا بعنوان "إكسبيديشن تجد أطول شجرة في الأمازون"، ونشرت مقطع فيديو وصورا لباحثين يتسلقون أشجارًا عالية أخرى في المنطقة.

وبحسب الصحيفة، وصل الخبراء الآن فقط إلى أطول شجرة، بعد ثلاث سنوات من التخطيط وخمس رحلات استكشافية ورحلة لمدة أسبوعين عبر غابة كثيفة. وتضمنت الرحلة عبور 300 ميل عبر منحدرات نهر جاري و25 ميلًا عبر الغابة الأصلية "التي لم يزرها الإنسان من قبل".

الرحلة الاستكشافية الأخيرة

وضمّت بعثة عام 2019 عالم النبات بجامعة كامبريدج توبي جاكسون، على الرغم من عدم مشاركته في الرحلة الاستكشافية الأخيرة، التي اكتملت أواخر الشهر الماضي بين 12 و25 سبتمبر/ أيلول من هذا العام.

وقاد كلتا الرحلتين البروفيسور إريك جورجينز، الباحث في جامعة فاليس دو جيكويتينونها إي موكوري، البرازيل.

وقال لـ"ميل أونلاين": "إنه في عام 2019، خلال رحلتنا إلى أطول شجرة، قمنا برسم خرائط وتوثيق أشجار أخرى عالية جدًا لأغراض البحث. لكن لسوء الحظ، لأسباب تتعلق بالسلامة، قررنا إجهاض الرحلة والعودة بعد ثلاثة أيام في محاولة للوصول إلى أطول شجرة". 

والشجرة التي حطمت الرقم القياسي، هي أيضًا أطول شجرة في أميركا الجنوبية، وهي جزء من مجموعة أشجار من نفس النوع، تسمى "دينيزيا إكسيلسيز". 

وتنمو هذه الأشجار في منطقة نائية في شمال البرازيل، بعيدًا عن النشاط البشري، بالقرب من نهر جاري، أحد الروافد الشمالية لغابات الأمازون.

رئة الأرض

ويمكن لأشجار بهذا الحجم تخزين ما يصل إلى 40 طنًا من الكربون لكل منها، مما يجعلها موردًا ثمينًا في المعركة ضد الانبعاثات البشرية.

وبعد التخييم تحت الشجرة الضخمة جمعت المجموعة أوراقًا وبعضا من التربة وعينات أخرى، سيتم تحليلها الآن لمعرفة عمرها ولماذا يوجد في المنطقة الكثير من الأشجار العملاقة وكمية الكربون التي تخزنها.

ويقدر مهندس الغابات دييغو أرماندو سيلفا من جامعة أمابا الفيدرالية، والذي ساعد في تنظيم الرحلة أن عمر الشجرة يتراوح بين 400 و600 عام أو ربما أكثر.

ويعد حوالي نصف وزن الأشجار العملاقة في المنطقة عبارة عن الكربون الذي يمتص من الغلاف الجوي، وهو أمر أساسي للمساعدة في كبح تغير المناخ.

إزالة الغابات في الأمازون

وعلى الرغم من اعتبار غابات الأمازون رئة الأرض، إلا أنها فقدت حوالي 50 ألف كيلومتر من مساحاتها، حيث ارتفع معدّل إزالة الغابات بنسبة 20% السنة الماضية.

وقد حطمت ظاهرة إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية خلال النصف الأول من عام 2022، جميع الأرقام القياسية. وبحسب تقرير لمركز الأبحاث البيئي، تفقد البرازيل الأشجار بمعدل 18 شجرة في الثانية. 

وخسرت منطقة غابة الأمازون في البرازيل بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران 2022 ما مقداره 3988 كيلومترًا مربعًا بسبب قطع الأشجار، وفقًا لبيانات المعهد الوطني لأبحاث الفضاء. 

وكان رئيس اتحاد الجمعيات البيئية، عمر الشوشان قد أشار في حديث سابق إلى "العربي" من عمّان إلى أن ما يجري في الأمازون هو نتيجة سياسات الحكومة البرازيلية، فالرئيس البرازيلي لا يكترث إطلاقًا بكل ما يتعلق بحماية البيئة، ويعتبر حماية البيئة "عائقًا اقتصاديًا".

وإذ شدّد الشوشان على أن "العالم بأكلمه هو نظام حيوي واحد"، أوضح أنّ "ما يجري في البرازيل يؤثر على مناطق أخرى وعلى جميع المؤشرات المناخية الحيوية"، معبرًا عن اعتقاده أن مسألة حماية غابة الأمازون "لا تقع على دولة البرازيل فقط، بل هي مسؤولية دولية لأن الضرر يحصل على مستوى المناخ العالمي".

المصادر:
العربي- ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close