Skip to main content

"الفيروس ينتقل بين الثدييات".. تحذيرات من سرعة تطور إنفلونزا الطيور

السبت 3 يونيو 2023

أكد باحثون أن فيروس "إتش 5 إن 1" الذي يقف وراء الانتشار القياسي لإنفلونزا الطيور في جميع أنحاء العالم، يتغير بسرعة مع توجيه نداءات متزايدة لتلقيح الدواجن.

وعلى الرغم من بقاء الخطر على البشر متدنيًا، فإن العدد المتزايد من الحالات بين الحيوانات الثديية بات مقلقًا، وفق تصريحات أدلى بها باحثون لـ"فرانس برس".

وأدى فيروس إنفلونزا الطيور منذ ظهوره في عام 1996 لظهور أوبئة موسمية بشكل أساسي؛ لكن "شيئًا ما حدث" في منتصف عام 2021 جعله أكثر قدرة على التسبب بالعدوى، وفق ريتشارد ويبي، عالم الفيروسات ومدير مركز أبحاث أمراض الطيور التابع لمنظمة الصحة العالمية.

"تحوّل إلى وباء سنوي"

ومنذ ذلك الحين، صار الوباء سنويًا وامتد إلى مناطق جديدة متسببًا بنفوق أعداد كبيرة من الطيور البرية إضافة إلى ذبح عشرات الملايين من الدواجن.

وقال ويبي إن أوبئة إنفلونزا الطيور هذه هي الأسوأ على الإطلاق. وأشرف الباحث على دراسة نُشرت نتائجها هذا الأسبوع في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications)  وأظهرت أن الفيروس تطور سريعًا مع انتشاره من أوروبا إلى أميركا الشمالية.

وكشف أن الباحثين أصابوا نمسًا بإحدى السلالات الجديدة من إنفلونزا الطيور ووجدوا كمية "هائلة" وغير متوقعة من الفيروس في دماغه، وهذا يشير إلى أن السلالات الجديدة أكثر خطورة.

ومع أنه لفت إلى أن الخطر ما زال منخفضًا بالنسبة للبشر، لاحظ أن "هذا الفيروس ليس ثابتًا، بل يتطور، وهذا يزيد من خطر اكتساب الفيروس، وأن عن طريق الصدفة سمات جينية تقربه من أن يكون فيروسًا بشريًا".

وما زالت حالات إصابة البشر بالفيروس نادرة، رغم أنها أدت في بعض الأحيان إلى الموت، بعد التعامل عن قرب مع طيور مصابة.

لكن اكتشاف المرض في عدد متزايد من الثدييات، بما في ذلك أنواع جديدة، يعد "علامة مقلقة حقًا"، وفق ريتشارد ويبي.

وأعلنت تشيلي، في الأسبوع الماضي، أن ما يقرب من 9000 من حيوانات أسد البحر وطيور البطريق وثعالب الماء وخنازير البحر والدلافين نفقت بسبب إنفلونزا الطيور على ساحلها الشمالي منذ أوائل عام 2023. ويُعتقد أن معظمها أصيبت بالفيروس عن طريق أكل طيور مصابة.

"غير متكيف مع البشر"

وفي فبراير/ شباط الماضي، حذر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من أن "حالات انتقال الفيروس الأخيرة لدى الثدييات يجب مراقبتها عن كثب".

وقال إيان براون، رئيس قسم علم الفيروسات في الوكالة البريطانية لصحة الحيوان والنبات إنه لا يوجد "دليل واضح على قدرة هذا الفيروس على البقاء في الثدييات".

وأكد لـ"فرانس برس" أنه في حين تطور الفيروس ليصبح "أكثر قدرة على التكاثر في الطيور"، فإنه ما زال "غير متكيف مع البشر".

وأوضح ريتشارد ويبي بدوره أن فيروسات الطيور ترتبط بمستقبلات مختلفة على الخلية المضيفة مقارنة بالفيروسات البشرية، موضحًا أن الأمر سيستغرق "طفرتين أو ثلاث طفرات طفيفة في أحد بروتينات الفيروس" حتى يصبح أكثر تكيفًا مع البشر.

وأضاف أن إحدى طرق تقليل عدد حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور وتقليل المخاطر على البشر تتمثل في تطعيم الدواجن.

وبعض الدول، بما في ذلك الصين ومصر وفيتنام، نظمت حملات التطعيم هذه. لكن بلدانًا كثيرة أخرى مترددة بسبب الخشية من فرض قيود محتملة على الاستيراد ومن عبور طيور مصابة عبر ثغرات في السلسلة.

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة