Skip to main content

"الفيلق الإفريقي" ينطلق من ليبيا.. ما دور قوة بوتين العسكرية الجديدة؟

الإثنين 26 فبراير 2024
تشير تقديرات إلى أن الفيلق الإفريقي يضم في صفوفه نحو 45 ألف مقاتل - غيتي

كشفت روسيا عن التشكيل العسكري "فيلق إفريقيا" لتنطلق مجددًا نحو إفريقيا ولكن هذه المرة بشكل معلن من بوابة ليبيا، لتكون قاعدة لفيلق جديد يعيد إحياء قوات فاغنر

وهذا الفيلق هو تشكيل عسكري جديد ترعاه موسكو من أجل استمرار "الدفاع عن مصالحها". 

وجه فاغنر الجديد

وتتوزع القوات الروسية على الأرض، انطلاقًا من ليبيا مركز قيادة الفيلق الإفريقي، في 5 بلدان رئيسة هي بوركينا فاسو ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والنيجر. 

وتشير تقديرات إلى أن الفيلق الإفريقي الذي أُعلن عنه مطلع عام 2024 يضم في صفوفه بين 40 و45 ألف مقاتل. 

وقد أعلنت القناة الرسمية له على التطبيق الروسي "تلغرام" بدء قبول مجندين جدد من ديسمبر/ كانون الأول الماضي وفق شروط معقدة وطويلة وتدريبات شاقة. ومن المتوقع أن يكتمل إنشاء الهيكل العسكري للفيلق الإفريقي بحلول صيف 2024، وفق صحيفة "فيدوموستي" الروسية.

يقود نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف مفاوضات تشكيل الفيلق الإفريقي

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين روس قولهم، إن قوام الفيلق يتكون في الأساس من مقاتلي مجموعة فاغنر ولكن هذه المرة سيتلقون تمويلهم وأوامرهم مباشرة من السلطات الروسية ممثلة في وزارة الدفاع.

ويقول المستشار العسكري للقائد الأعلى للجيش الليبي سابقًا، عادل عبد الكافي: "إنه بعد مقتل يفغيني من خلال عملية التمرد والانقلاب الذي حاول أن يمارسها على بوتين ووزارة الدفاع الروسية أصبح هنالك تكليف مباشر من نائب وزير الدفاع الروسي بقيادة الفيلق الروسي الإفريقي".

ولفت إلى أن روسيا ستتجه من خلاله إلى تعزيز مواقعها على مستوى إفريقيا وكذلك المواقع المتواجدة فيها سواء كانت سوريا أو غيرها. ويضيف: "إن هذا الفيلق معني فقط بإفريقيا". 

يونس بك يفكوروف بديل لبريغوجين

يبدو أن القيادة الجديدة للفيلق الروسي لن تخرج من عباءة فاغنر. لكن هناك طباخًا جديدًا لبوتين يتولى زمام الأمور هو رفيق يفغيني بريغوجين ونائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف الذي يقود مفاوضات تشكيل الفيلق الإفريقي.

ويوضح عبد الكافي: "إنه نائب وزير الدفاع الروسي ودُفع به نظرًا لولائه وانتمائه، كما أنه يستطيع أن يحقق ما تتطلع إليه وزارة الدفاع الروسية وبوتين تحديدًا، لذلك يُضمن أنه لن يقوم بالانقلاب والتمرد على وزارة الدفاع الروسية  ولا على بوتين".  

تشكيل الفيلق الإفريقي

بعد أيام قليلة من مقتل بريغوجين في أغسطس/ آب حملت طائرة روسية يفكوروف وحطت رحالها في ليبيا للقاء اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرق البلاد وأجزاء كبيرة من جنوبها.

وكانت هذه الزيارة الأولى لنائب وزير الدفاع الروسي. ويبدو أنها كانت بداية الإعلان عن تشكيل الفيلق الإفريقي وقاعدته الرئيسة في ليبيا. 

وبعد تلك الزيارة عاد يفكوروف مرة أخرى إلى بنغازي منتصف سبتمبر/ أيلول ومنها زار العاصمة المالية باماكو للقاء وزراء دفاع النيجر وبوركينا فاسو ومالي. وفي الشهر نفسه، ذهب حفتر إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

كان لقاء يفكوروف واللواء المتقاعد خليفة حفترفي ليبيا بداية الإعلان عن تشكيل الفيلق الإفريقي

وفي ديسمبر/ كانون الأول عاد يفكوروف مرة أخرى إلى بنغازي وزار بعدها النيجر للقاء وزير الدفاع. وكانت كل هذه الزيارات المتبادلة تحضيرًا لإنشاء الفيلق الإفريقي. 

وبحسب عبد الكافي، كانت للزيارات المتكررة لنائب وزير الدفاع  إلى معسكر الرجمة واجتماعه بخليفة حفتر "عدة أهداف منها ضمان استمرار الدعم اللوجيستي وإعطاء الأوامر لخليفة حفتر بالاستمرار في عملية التنسيق مع قيادات الفيلق الروسي الإفريقي على الأراضي الليبية، بالإضافة إلى تأمين وصول الأسلحة والإمدادات عبر ميناء طبرق ووصولها وتمريرها إلى قاعدة براك الشاطئ وقاعدة الجفرة العسكرية"، لافتًا إلى أن عناصر الفيلق الروسي الإفريقي تسيطر على هذه القواعد. 

موقع إستراتيجي

وتظهر ليبيا موقعًا إستراتيجيًا لتعزيز موطئ قدم للفيلق الجديد للانطلاق نحو إفريقيا، فروسيا تسيطر بالفعل على مواقع إستراتيجية فيها، أبرزها قاعدة القرضابية وسط البلاد وميناء طبرق شرقي البلاد. وفي أقصى الجنوب، تتمركز في قاعدة الجفرة الجوية إلى جانب قاعدة براك الشاطئ. 

ويضيف عبد الكافي: "إن الموقع الإستراتيجي لليبيا جنوب المتوسط قرب قواعد الناتو في أوروبا، يجعلها ممرًا وطريقًا آمنة لوصول الإمدادات العسكرية. وقد تحصلت (روسيا) على قواعد إستراتيجية لم تكن تحلم بها كقاعدة الجفرة العسكرية وقاعدة براك الشاطئ". 

ستنتشر قوات الفيلق الإفريقي الروسية في بوركينا فاسو ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والنيجر انطلاقًا من ليبيا

ويتابع: "نحن نتحدث عن حدود تربط بيننا وبين النيجر وتشاد التي تأتي في الهرم الذي ستستحوذ عليه روسيا في إفريقيا بعد أن استحوذت على جمهورية إفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو"، لاحظًا  الحدود الرابطة بين ليبيا والسودان تربط أيضًا مع جمهورية إفريقيا الوسطى لأن هذه الحدود المشتركة تؤمن مرور الأسلحة والمعدات لأن نهج روسيا حقيقة هو استخدام الأسلحة ونثرها، وتوسيع رقعة الصراع، ودعم عمليات التمرد". 

اتفاقيات عسكرية وصفقات تجارية

ولم تكتف روسيا بالنفوذ والانتشار العسكري في الدول الإفريقية فحسب، فبعد تمركز مرتزقتها في ليبيا والسودان والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى، تحاول موسكو أيضًا تعزيز شراكتها مع دول القارة عبر عقد اتفاقيات عسكرية وصفقات تجارية أبرزها تلك التي عقدتها مع مصر لإنشاء محطة الضبعة النووية بقيمة تجاوزت 28 مليار دولار.

 كما وقّعت مع تونس والجزائر وإثيوبيا وغينيا وغانا ودول إفريقية أخرى اتفاقيات عسكرية وأخرى في مجال الطاقة. 

ويفسر ذلك اهتمامها بالمنطقة بمنظور مختلف عما كانت عليه في السابق عبر مجموعة فاغنر التي كانت تعمل منفصلة عن الجيش الروسي. 

وحول تأثير انتشار الفيلق الجديد، يعتبر المستشار العسكري للقائد الأعلى للجيش الليبي السابق، إن تواجد الفيلق الروسي الإفريقي لا يشكل خطرًا فقط  على ليبيا ووحدة أراضيها وسلامة أراضيها ولكن يشكل خطرا على دول الجوار لليبيا. ويقول: "لا أستثني أحدًا".  

المصادر:
العربي
شارك القصة