الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

القتال القيرغيزي-الطاجيكي.. مخاوف من عدم الاستقرار في آسيا الوسطى

القتال القيرغيزي-الطاجيكي.. مخاوف من عدم الاستقرار في آسيا الوسطى

Changed

جندي من حرس الحدود الطاجيكي.
جندي من حرس الحدود الطاجيكي (غيتي)
تصاعد الاشتباك إلى أبعد من "مناوشات حدودية" تندلع بانتظام بين البلدين؛ ما أثار مخاوف من تحوّلها إلى نزاع أكبر قبل أشهر من الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

أسفر الاشتباك الحدودي الذي دار الخميس بين القوات القرغيزية والقوات الطاجيكية عن مقتل 13 شخصًا من الجانب القرغيزي، في أسوأ مواجهة عسكرية بين البلدَين الواقعَين في آسيا الوسطى، واللذَين يتنازعان السيطرة على أراضٍ حدودية واسعة.

وأثار الاشتباك مخاوف من عدم الاستقرار في آسيا الوسطى، حيث تستعدّ الولايات المتحدة للانسحاب من أفغانستان.

وقالت وزارة الصحة في بشكيك في بيان: إنّ حصيلة الخسائر البشرية في الجانب القرغيزي بلغت 134 شخصًا، "بينهم 13 قتيلًا"، مشيرة إلى أنّ من بين القتلى فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا، وأن اثنين من الجرحى حالتهما خطرة. 

كما أفادت سلطات قرغيزستان، في بيان الجمعة، أنه تمّ إجلاء حوالي 11500 شخص من سكان منطقتَين في باتكين كانتا تشهدان معارك عنيفة، موضحة أنهم "نُقلوا إلى أماكن مجهّزة، أو ذهبوا للمكوث عند أقرباء لهم".

ورسميًا، تحدّثت طاجيكستان عن إصابة شخصين فقط بالرصاص. لكن وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي نقلت عن مصدر في البلدية في بلدة إسفارا الحدودية قوله: إن ثلاثة أشخاص على الأقل قُتلوا وجُرح 31 آخرون في الجانب الطاجيكي.

وقف إطلاق نار

وأعلنت وزارة الخارجية القرغيزستانية، بعد ظهر الخميس، أن وزيرَي خارجية الطرفين اتفقا على "هدنة كاملة"، و"عودة القوات إلى مواقع انتشارها السابقة".

كما أوضح مكتب الإعلام الحكومي في طاجيكستان، في بيان صباح الجمعة، أن الجانبين توصّلا إلى "اتفاق متبادل لإنهاء النزاع المسلح، وسحب الأفراد والمعدات العسكرية إلى أماكن تمركزها الدائم".

وأعلنت وزارة الداخلية في قيرغيزستان أن "لا مخططات لديها على أرض أجنبية، ولا خطط لتقاسم أراضيها".

مخاوف من نزاع أكبر

وأثارت اشتباكات الخميس التي تُعتبر الأعنف منذ سنوات مخاوف من تحوّلها إلى نزاع أكبر.

واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن اندلاع القتال أثار شبح عدم الاستقرار في آسيا الوسطى حيث تستعدّ الولايات المتحدة للانسحاب من أفغانستان، إذ تصاعد الاشتباك إلى "أبعد من المناوشات الحدودية النموذجية" التي تندلع بانتظام.

ونقلت عن مسؤولين قرغيزيين قولهم: إن حرس الحدود وقوات الأمن الأخرى تبادلوا نيران الأسلحة الصغيرة، كما أُطلقت قذائف مورتر ومدفعية من الجانب الطاجيكي. وأفادت السلطات القرغيزية أن طائرات الهليكوبتر هاجمت عدة مواقع.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن المنطقة بعيدة عن الحدود الأفغانية والطرق الرئيسية للخروج من أفغانستان، إلا أن الأعمال العدائية تأتي في وقت حساس بالنسبة للولايات المتحدة.

وأشارت إلى أنه في المراحل الأولى من الحرب الأفغانية، فتحت الولايات المتحدة قاعدتين في آسيا الوسطى لنقل القوات إلى أفغانستان، ونقلت كل شيء من الوقود إلى الطعام عبر طريق بري في المنطقة.

وأوضحت أن آسيا الوسطى توفّر اليوم بديلًا لباكستان باعتبارها طريقًا بريًا لنقل المعدات من أفغانستان، حيث تعهّدت إدارة بايدن بالانسحاب الكامل بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل.

والخلافات الحدودية بين الدول الثلاث التي تتقاسم وادي فرغانة الخصب - قرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان - ناجمة عن ترسيم الحدود خلال الحقبة السوفيتية، الذي أدى إلى فصل بعض المجموعات عن بلدانها الأصلية.

وأكثر من ثلث حدود قرغيزستان هي مناطق متنازع عليها، ولا سيما تلك المحيطة بجيب فوروخ الطاجيكي، حيث اندلع النزاع الخميس، والذي يُشكّل حجر عثرة دائم لمطالب دول المنطقة، لا سيما فيما يتعلّق بالوصول إلى المياه.

وبالإضافة إلى النزاع على المياه، تدّعي الحكومة الطاجيكية وجود ممر للوصول إلى المنطقة المتنازع عليها من قبل حكومة قيرغيزستان. وتركز القتال حول هذا الطريق وحول سد يتحكم في مياه الري.

اشتباكات متكررة

وتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبّب باندلاع الاشتباكات التي تتكرّر باستمرار.

وقالت لجنة الأمن القومي في قرغيزستان: إن طاجيكستان "تعمّدت إثارة النزاع"، واتهمت خصمها بـ"إقامة مواقع لإطلاق قذائف الهاون".

في المقابل، اتهم مجلس الأمن القومي الطاجيكي جيش قرغيزستان بإطلاق النار على قوات طاجيكستان "المتمركزة في موقع توزيع المياه في جولوفناشا على الروافد العليا لنهر إسفارا".

وأكدت طاجيكستان أن صدامات اندلعت قبل يوم بين مدنيين، موضحة أن سبعة طاجيكيين أصيبوا برشق الحجارة.

وسُجل عدد من الحوادث التي سقط فيها قتلى عام 2019. وفي سبتمبر/ أيلول قُتل ثلاثة من حرس الحدود الطاجيك وواحد قيرغيزي في تبادل لإطلاق النار.

وكان زعيم طاجيكستان إمام علي رحمان قد سبق والتقى بالرئيس القرغيزي سورونباي جينبيكوف في يوليو/ تموز 2019 في مصافحة رمزية في إسفارا بطاجيكستان. لكن مناقشات البلدين حول "ترسيم الحدود" و"منع النزاعات وحلها" لم تنجح.

المصادر:
العربي، صحافة أجنبية، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close