الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

القتال يتواصل في السودان.. الرياض وواشنطن تدعوان لاستئناف مباحثات جدة

القتال يتواصل في السودان.. الرياض وواشنطن تدعوان لاستئناف مباحثات جدة

Changed

تقرير إخباري لـ"العربي" يسلط الضوء على تحذير مجلس الأمن الدولي من استمرار القتال في السودان (الصورة: غيتي)
أكدت وزارة الخارجية السعودية أن "الميسّرين على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية" بين طرفي النزاع السوداني.

دعت كل من السعودية والولايات المتحدة، اليوم الأحد، طرفي الصراع في السودان إلى "الاتفاق على وقف إطلاق نار جديد وتنفيذه بشكل فعّال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية".

وجاءت الدعوة الجديدة الصادرة عن وزارة الخارجية السعودية في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في أكثر من منطقة داخل العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى.

وفشلت محاولات الأطراف الراعية لاتفاقات الهدن السابقة في التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، بعد تعليق الجيش مشاركته في مباحثات مدينة جدة السعودية.

الاستعداد لاستئناف مباحثات جدة

وكشفت وزارة الخارجية السعودية في بيان أن "وفدي القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريعة موجودين في مدينة جدة، رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام (3 يونيو/ حزيران الجاري)".

وقالت الوزارة إنّ "السعودية والولايات المتحدة حريصتين على استمرار المحادثات مع وفدي التفاوض، حيث تركزت المحادثات على سبل تسهيل المساعدات الإنسانية والتوصل إلى اتفاق بشأن خطوات على المدى القريب ينبغي على الطرفين اتخاذها قبل استئناف محادثات جدة".

وأضافت أنّ "الميسّرين على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية، ويذكّران الطرفين بأنه يجب عليهما تنفيذ التزاماتهما بموجب إعلان جدة (11 مايو/ أيار الماضي) للالتزام بحماية المدنيين في السودان"، مؤكدة أنّ الرياض وواشنطن متمسكتان بالتزامهما تجاه الشعب السوداني.

اشتباكات متواصلة

وزادت حدة المعارك والاشتباكات خلال الأيام القليلة الماضية بعدما لاقت هدنة مؤقتة أبرمت بوساطة السعودية والولايات المتحدة مصير سابقاتها بانهيارها بشكل كامل.

ومنذ اندلاع الصراع السوداني بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/ نيسان الماضي، لم يفِ الجانبان بتعهدات متكررة بهدنة ميدانية تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وقال الهلال الأحمر السوداني، إن القتال أرغم متطوعيه على دفن 180 شخصًا بدون التعرف إلى هوياتهم، هي 102 في مقبرة الشقيلاب في الخرطوم، و78 في إقليم دارفور (غرب)، وهما المنطقتان اللتان تشهدان المعارك الأكثر احتدامًا.

وتعهد طرفا الصراع مرارًا بحماية المدنيين وتأمين الممرات الإنسانية، إلّا أن هذه الوعود لم تنفّذ ميدانيًا.

وقتل أكثر من 1800 شخص منذ اندلاع المعارك منتصف أبريل الماضي، وفق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها. إلا أن مسعفين ووكالات إغاثة ومنظمات دولية حذّروا مرارًا من أن الأرقام الفعلية للضحايا أعلى بكثير، نظرًا لوجود جثث في مناطق يصعب الوصول إليها، أو لعدم قدرة بعض المصابين على بلوغ المراكز الطبية للعلاج.

الوضع مروّع في دارفور

وكان الجيش السوداني قد أعلن يوم الأربعاء الماضي تعليق مشاركته في المباحثات واتهم قوات الدعم السريع بعدم الإيفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات والمنازل. وأعقب ذلك تأكيد الوسيطين السعودي والأميركي تعليق المحادثات رسميًا.

والوضع مروع بشكل خاص في إقليم غرب دارفور الذي يقطنه نحو ربع سكان السودان، ولم يتعافَ من حرب مدمرة استمرت عقدين وخلفت مئات الآلاف من القتلى وأكثر من مليوني نازح.

وكان مجلس الأمن الدولي مدّد يوم الجمعة لستة أشهر المهمة السياسية للأمم المتحدة على رغم اتهام البرهان للمبعوث فولكر بيرتيس بالإسهام في تأجيج النزاع والمطالبة باستبداله.

ووافق المجلس على تمديد تفويض "بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان" حتى الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2023. ويعكس اقتصار تمديد التفويض على هذه المدة القصيرة مدى دقة الأوضاع في البلاد.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close