Skip to main content

القدس توحد الفلسطينيين.. هل يمهد الحراك الشعبي المستمر لنضال طويل الأمد؟

الجمعة 29 أبريل 2022

أدى نحو 160 ألف شخص، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، رغم القيود الإسرائيلية المشددة.

ويرص هؤلاء الفلسطينيون صفوفهم ليس فقط لأداء آخر صلاة جمعة في شهر رمضان فحسب، بل يقولون إنهم يصطفون دفاعًا عن حقهم في الوجود في المكان والزمان اللذين يختارونهما ولا يختارهما المحتلّ.

وتدفق المصلون إلى المسجد بعد أن شهدت ساحاته، صباح الجمعة، مواجهات بين مصلين والشرطة الإسرائيلية أسفرت عن إصابة 42 فلسطينيًا، فيما أعلنت شرطة الاحتلال اعتقال شخصين.

وكانت إسرائيل، منعت جميع سكان قطاع غزة من الوصول إلى المسجد الأقصى، وهو الإجراء ذاته الذي تتخذه منذ بداية شهر رمضان.

وفيما تشدد السلطة الفلسطينية على ضرورة أن يحافظ الإسرائيليون على الوضع القائم، تنادي بعض الفصائل الفلسطينية بالمواجهة العسكرية مع إسرائيل وتصر أخرى على أن القدس منطلق هبات شعبية يجب أن تستمر.

أي تداعيات لاحتقان الوضع في القدس؟

لا يبدو أنّ صلاة الجمعة الأخيرة في شهر رمضان ستكون آخر محطّات الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس على أكثر من صعيد، رمزي وسياسي وكذلك ديني.

فطوال شهر رمضان، خاض المقدسيون مواجهات مع شرطة الاحتلال في سياق التصدّي لاقتحامات متتالية لجماعات المستوطنين الإسرائيليين للحرم القدسي.

وتأتي هذه التطورات المتلاحقة في ظلّ دعوات لفصائل فلسطينية للحفاظ على المقاومة الشعبية في القدس وغيرها من المناطق المحتلة، لتجديد إسراتيجية النضال الوطني الفلسطيني.

إزاء ذلك، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، فما التداعيات المحتملة لاحتقان الوضع في القدس وارتداداته على باقي المناطق الفلسطينية؟ وكيف يُقرَأ موقف السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية كذلك؟

القدس توحد الفلسطينيين

في هذا السياق، يرى الناطق الإعلامي باسم لجنة الدفاع عن أراضي القدس فخري أبو دياب أن القدس دائمًا ما كانت توحد الفلسطينيين بسبب وجود المسجد الأقصى للمسلمين وكنيسة القيامة للمسيحيين.

ويشير في حديث إلى "العربي" من القدس إلى أنه لو وجدت مرجعية أو قيادة استثمرت هذه الوحدة والتلاحم والمصير المشترك في مواجهة العدو الذي يريد تصفية الوجود، ربما لوصل الفلسطينيون إلى وضع أفضل مما هم عليه اليوم.

ويؤكد أبو دياب أن ما ينقص المقدسيين هو الإسناد الحقيقي والمؤازرة وإستراتيجيات واضحة تتجسد على أرض الواقع لردع الاحتلال

ويقول إن الاحتلال يسعى دائمًا لتخفيف التوتر لعلمه أن ردة فعل الشارع المقدسي ستؤدي إلى إحراجه وتوسيع دائرة المواجهة على غرار ما حصل العام الماضي.

إنجازات تحتاج إلى جهد دبلوماسي

من جهته، يعتبر الباحث السياسي محمد هواش أن النضال الوطني الفلسطيني هو تكاملي وليس تنافريًا وتنافسيًا، موضحًا أن قيام أي فلسطيني بالدفاع عن أي بقعة في أي منطقة فلسطينية تحت الاحتلال هو جزء من هذا النضال.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من رام الله، إلى أن السلطة الفلسطينية لم تكن غائبة عن هذه المعركة بوجه الاحتلال، إلا أنه يرى أن هناك واقعًا شديد التعقيد وإرداة لمنح مساحة للكفاح الشعبي للمقدسيين من أجل الدفاع عن مدينتهم حيث تسعى إسرائيل لسرقة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي منها وتهويدها.

ويقول إن هناك معركة متواصلة يقوم بها الفلسطينيون في القدس، مشددًا على أنهم يحققون إنجازات تحتاج إلى جهد دبلوماسي قوي وتأكيد الوحدة الوطنية الفلسطينية.

ويضيف أن هذه الوحدة بحاجة إلى أن تترجم من خلال خطط سياسية فعلية على الأرض لتحقيق نتائج.

شهر رمضان الأصعب للمقدسيين

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر محيمر أبو سعدة فيشير إلى أن شهر رمضان هذا العام كان الأصعب بالنسبة لسكان القدس، معتبرًا أن الاقتحامات التي نفذها اليمين المتطرف وشرطة الاحتلال وحرس الحدود هي الأسوأ منذ عام 1967.

ويلفت في حديث إلى "العربي"، من غزة، إلى كثرة أعداد الإصابات في أيام الجمعة الثلاثة السابقة من شهر رمضان في المسجد الأقصى جراء الاقتحامات الإسرائيلية، فضلًا عن عدد المعتقلين الذي يعد الأعلى منذ عشرات السنوات.

وردًا على ما يقال حول أن الفصائل لم تقم بواجبها تجاه القدس، يشدد أبو سعدة على أن هذه الفصائل كانت في مقدمة المدافعين عن المسجد الأقصى في السنوات الماضية.

ويؤكد أنّ "المقاومة الفلسطينية على مدى تاريخها تصدت للمشاريع التهويدية والاستيطان والتقسيم في القدس بكل ما لديها من قوة".

ويضيف: "صحيح أن المقاومة لم تتصدر هذا العام المشهد كما السنوات السابقة بإطلاق الصواريخ والاشتباك مع الاحتلال عسكريًا، إلا أنها أرادت أن تعطي المقاومة الشعبية فرصة لتدافع عن المسجد الأقصى لأنه لا يمكن استخدام المقاومة المسلحة والصواريخ في كل حين".

المصادر:
العربي
شارك القصة