السبت 27 يوليو / يوليو 2024

القضايا العربية حاضرة.. انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة

القضايا العربية حاضرة.. انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة

شارك القصة

كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (الصورة: غيتي)
شدد أمير دولة قطر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أنه لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني أسيرًا لتعسف الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني.

انطلقت الثلاثاء في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك أعمال الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تستمر لمدة 6 أيام ابتداء من 19 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وفي كلمة له، حمّل الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء روسيا وحدها مسؤولية ما وصفها بحربها غير القانونية على أوكرانيا.

وقال بايدن: إن "حرب أوكرانيا غير مشروعة وروسيا تعترض وحدها طريق السلام".

وتعهد الرئيس الأميركي بمواصلة واشنطن الضغط من أجل "إصلاحات وتوسيع" مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا أن بلاده أجرت مشاورات جادة في هذا الشأن.

وقال بايدن لزعماء العالم: إن إدارته "أجرت مشاورات جادة مع العديد من الدول الأعضاء بشأن توسيع مجلس الأمن"، مضيفًا أن "واشنطن ستواصل القيام بدورها لدفع جهود الإصلاح إلى الأمام".

وتابع: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على كسر الجمود الذي كثيرًا ما يعيق التقدم ويعرقل التوافق في المجلس، نحتاج إلى مزيد من الأصوات، ومزيد من وجهات النظر على الطاولة".

الدورة 78 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك
الدورة 78 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك - غيتي

وبخصوص التنافس العالمي بين القوى العظمى، قال: إن "واشنطن تسعى إلى إدارة المنافسة مع بكين بشكل مسؤول حتى لا تتحول المنافسة إلى صراع".

وأكد أن إدارته "تعمل على تقليل المخاطر، وليس فك الارتباط مع الصين"، مبديًا استعداد واشنطن للعمل مع الصين على عدة قضايا منها ملف المناخ.

كما أشار إلى أن بلاده ستستمر في الحد من مخاطر أسلحة الدمار الشامل، مؤكدًا التزام الولايات المتحدة بعدم حيازة إيران أسلحة نووية.

بايدن الذي أكد أن "التاريخ لا يملي علينا المستقبل، ومن الممكن حل الخلافات السياسية مهما كانت عميقة"، أشار إلى أنه ما من دولة قادرة على مواجهة تحديات اليوم بمفردها.

كما أعلن في كلمته، وقوف بلاده إلى جانب الاتحاد الإفريقي لدعم النظام الدستوري بعد الانقلابات، والدفاع عن الديمقراطية.

وشدد بايدن على أن "الأمم المتحدة يجب أن تستمر في الحفاظ على السلام ومنع الصراعات وتخفيف المعاناة الإنسانية".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن "الولايات المتحدة تعمل في جميع المجالات لجعل المؤسسات العالمية أكثر استجابة وفعالية وشمولًا".

كلمة أمير دولة قطر

بدوره، شدد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أنه لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني أسيرًا لتعسف الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني.

وأضاف في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الاحتلال الإسرائيلي يتخذ شكل نظام الفصل العنصري في القرن الواحد والعشرين.

وعلى صعيد آخر، قال الشيخ تميم: "لا يجوز التسليم بالظلم الواقع ضد الشعب السوري"، مؤكدًا أنّ "الأزمة بحاجة لتسوية سياسية شاملة".

كما أكد أن الدوحة تدين الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في الخرطوم ودارفور.

وحول الشأن اللبناني، أشار أمير دولة قطر إلى أن الخطر أصبح محدقًا بمؤسسات الدولة في لبنان، لافتًا إلى تأكيد بلاده على "ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تلبية آمال الشعب".

ورأى أنه من الواضح أن الحل في الدول الشقيقة يكمن في الإجماع على كيان الدولة والمواطنة.

كما أعلن أن بلاده تنسق الجهود في أفغانستان بما يضمن عدم تكرار أخطاء الماضي والانزلاق نحو أزمة يصعب حلها.

الامتثال لميثاق الأمم المتحدة

وكرر أمير دولة قطر دعوة بلاده لجميع الأطراف إلى الامتثال لميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول.

وعلى صعيد آخر، قال الشيخ تميم: "ندرك أن تصدير الطاقة يفرض علينا واجبات تجاه العالم كشريك موثوق"، مرحبًا بمخرجات قمة التنمية المستدامة التي عقدت يوم أمس الإثنين تحت مظلة الأمم المتحدة.

في غضون ذلك، اعتبر أمير دولة قطر أن التطور التقني المتسارع يفتح آفاقًا غير مسبوقة للإنسانية نحو الأفضل، مضيفًا أن "من واجبنا مواكبة التطور العلمي والتقني ويجب أن تزول الحواجز بين الدول"

وجدد أمير دولة قطر الدعوة لتوحيد الجهود لمنع إساءة استخدام الفضاء السيبراني استنادًا لأحكام القانون الدولي.

كلمة العاهل الأردني

من جانبه، قال عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني: "إن المعاناة في منطقتنا ستستمر إلى أن يساعد العالم في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وحل القضية المركزية في الشرق الأوسط".

وأضاف: "إذا استمرت الضبابية تحيط بمستقبل الفلسطينيين، فسيكون من المستحيل الاتفاق على حل سياسي لهذا الصراع".

وأضاف أن "التأخير في تحقيق العدل والسلام تسبب في اشتعال دوامات لا تنتهي من العنف".

ووصف ملك الأردن عام 2023 "بأنه الأكثر عنفًا ودموية بالنسبة للفلسطينيين، خلال الـ15 سنة الماضية".

وتابع: "نحن نرى الإسرائيليين ينخرطون في التعبير عن هويتهم الوطنية والدفاع عنها، في الوقت الذي يُحرم فيه الفلسطينيون من ممارسة الحق ذاته في التعبير عن هويتهم الوطنية وتحقيقها".

وتساءل: "كيف يمكن للناس أن يثقوا بالعدالة العالمية بينما يستمر بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وتدمير البيوت؟ أين التضامن الدولي المطلوب ليعطي قرارات الأمم المتحدة المصداقية بالنسبة لمن يحتاج مساعدتنا؟".

واختتم بالتأكيد على أن القدس "مازالت بؤرة للقلق والاهتمام الدوليين"، وأنه بموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية "سيواصل الأردن التزامه بالمحافظة على هوية المدينة المقدسة".

اللاجئون السوريون في الأردن

وعلى صعيد الملف السوري، قال الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء: إن "مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم، وليس في البلدان المستضيفة"، داعيًا إلى "توفير الدعم لهم، حتى حلول الوقت الذي يتمكنون فيه من العودة".

وأضاف: "اللاجئون هم إخوتنا، يتطلعون لبلداننا لتساعدهم في إنهاء الأزمات التي طردتهم من أوطانهم، ويعتمدون على المجتمع الدولي ليتمكنوا من تحمل هذه الحياة الصعبة".

لكنه في المقابل، أشار إلى أنه خلال الأشهر الماضية، "اضطررت عدة وكالات إلى قطع المساعدات، جراء النقص الحاد في التمويل الدولي".

وتابع: "الحقيقة أن اللاجئين بعيدون كل البعد عن العودة حاليًا. بل على العكس من ذلك، فمن المرجح أن يغادر المزيد من السوريين بلادهم مع استمرار الأزمة"، موضحًا أن الأردن "لن يكون لديه القدرة ولا الموارد اللازمة، لاستضافة المزيد منهم ورعايتهم".

كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

من ناحيته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه "إلا من خلال التوصل إلى حل نهائي في القضية الفلسطينية".

وحول المسألة السورية، أوضح الرئيس التركي أن "أكبر تهديد لسلامة الأراضي السورية ووحدتها السياسية هو الدعم العلني المقدم للمنظمات الإرهابية المتحكم بها قوى خارجية لديها أجندات في هذا البلد".

وأضاف: "لا يحق للدول التي تواصل العمل مع التنظيمات الإرهابية من أجل مصالحها السياسية والاقتصادية الخاصة أن تشتكي من الإرهاب ومشكلاته"، حسب قوله.

وأعرب عن استنكاره لسياسات بعض الدول "التي تستخدم التنظيمات الإرهابية كغطاء لمصالحها".

وقال: "ضقنا ذرعا بنفاق من يستخدمون داعش وأمثاله غطاءً لتحقيق مصالحهم في الشرق الأوسط بما فيه سوريا والعراق وفي شمال إفريقيا ومنطقة الساحل".

كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن مجلس الأمن الدولي لم يعد ضمانة للأمن العالمي.

وقال أردوغان في هذا السياق: "مجلس الأمن الدولي لم يعد ضمانة للأمن العالمي وبات ساحة تصادم للإستراتيجيات السياسية للدول الخمس دائمة العضوية".

وأضاف: "ينبغي علينا بناء هيكل لإدارة عالمية قادرة على تمثيل جميع الأعراق والمعتقدات والثقافات في العالم".

وأردف: "علينا إعادة هيكلة المؤسسات المسؤولة عن ضمان الأمن والسلام والرفاهية في العالم بسرعة، تحت قيادة الأمم المتحدة".

تابع القراءة
Close