الإثنين 6 مايو / مايو 2024

المحادثات الأفغانية في الدوحة.. إلى أين ستقود المفاوضات؟

المحادثات الأفغانية في الدوحة.. إلى أين ستقود المفاوضات؟

Changed

يجتمع وفد من الحكومة الأفغانية بآخر من حركة طالبان بالدوحة، لاستئناف محادثات السلام المتوقفة. فإلى أين ستقود هذه المفاوضات الطرفين؟

تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة جولة محادثات جديدة، يجتمع فيها وفد من الحكومة الأفغانية بآخر من حركة طالبان، لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ نحو ثلاثة أشهر.

يبدي الجانبان رغبة في التوصل إلى اتفاق، أولى بوادره تفاهم على تشكيل لجنة مشتركة تضع أجندة لمباحثات السلام تصل بالجميع إلى وقف إطلاق النار.

كيف تقف تلك النار وأين، يتساءل المتابعون لمسار المعارك وقد بلغ التصعيد العسكري بين الجانبين أقصى مبالغه، والدول الحدودية الست تتخوف من نتائج الصراع الأفغاني.

يطمح الطرفان وفق أجندة اللقاء إلى تغيير الحكم وتعديل الدستور، لكن النظر إلى هذا المطلب لا يخضع لمنظار واحد قد تراه الحكومة الأفغانية تنازلًا لإشراك طالبان في الحكم. 

أما طالبان فتعتقد أن الحكومة الحالية أُسندت بدبابة قديمة وحان رحيل الساند والمسنود، وهي المتمسكة بإقامة إمارة إسلامية وفق ما أعلنته من موسكو.

فإلى أين ستقود هذه المفاوضات الطرفين وهما يتواجهان على الأرض مع انسحاب القوات الأجنبية؟

"طالبان تريد حل المشاكل بالمفاوضات"

تعليقًا على التطورات، يشير الكاتب الصحافي روح الله عمر إلى أن "التوافق على 7 + 7 الجديد هو تقدم رائع"، لافتًا إلى أن الوفد من 14 شخصًا يشمل أفرادًا من المستويات العليا. 

ويرى في حديث إلى "العربي" من مدينة زابل، أن المشكلة هي أن الرئيس السابق حامد كرزاي ورئيس الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار تخلفا عن الاشتراك في هذه الجلسة، مما أثار شكوكًا في أفغانستان.

وفيما يتعلق بأولى القضايا التي ستُطرح على طاولة المفاوضات، يلفت إلى أن "طالبان ستريد أولًا إطلاق سراح 7000 من مقاتليها، وشطب أسماء قادتها من القائمة السوداء".

ويضيف بأن "ثالث القضايا ستكون التوافق على النظام الإسلامي، ويوضح أنه بعد الاتفاق على هذه القضايا الثلاث ربما لا تتأخر طالبان في الاتفاق على وقف إطلاق النار".

ويشدد على أن الحركة تريد أن يكون حل جميع المشاكل عبر المفاوضات.   

"الشعب الأفغاني يأمل خيرًا"

بدوره، يؤكد الباحث السياسي بايندة حكمت صافي أن الاجتماع الذي عقد في الدوحة شاركت فيه شخصيات بارزة من كلا الطرفين، وذات صلاحيات، أي أنها تستطيع اتخاذ قرارات.

ويشير في حديثه إلى "العربي" من كابُل، إلى أن كل الشعب الأفغاني ينظر إلى هذه الجلسة نظرة إيجابية. 

ويردف بأنه كما للحركة أولوليات على مستوى الملفات، كذلك للحكومة الأفغانية ملفات خاصة تركز عليها في البداية. ويشرح أن "من أبرزها وقف إطلاق النار، الذي يطالب به الشعب الأفغاني حاليًا من كلا الطرفين، وكذلك المشاركة السياسية".

وإذ يشير إلى اختلاف في الأولويات، يلفت إلى أنه في الجلسة التي بدأت اليوم على هذا المستوى سيضع كلا الطرفين أولوياته ومطالبه على طاولتها للبحث.

ويؤكد أن الشعب الأفغاني يأمل خيرًا، ويتوقع أنها ستكون ذات نتيجة مشهودة. 

"لتحديد الأجندة وقضايا البحث" 

من ناحيته، يعتبر أستاذ فض النزاعات الدولية في الجامعة الأردنية الأستاذ حسن مومني أن الانسحاب الأميركي وتقدم طالبان خلق كثيرًا من الاوضاع والحقائق.

ويعرب في حديث إلى "العربي" من عمان، عن اعتقاده بأن الآن هناك عملية تفاوضية يجب أن تجري بين الأفغان نفسهم.

وإذ يلفت إلى أن هناك نجاحات إجرائية ومفاوضات في الدوحة، يشير إلى أن "الأطراف لم تتفق إلى الآن على أجندة".

ويتوقف عند الحديث عن أولويات مختلفة ومتضاربة، مشددًا على أنه "من أجل أن تكون المفاوضات ناجحة وتؤدي إلى تأسيس نقطة ارتكاز وانطلاق، لا بد من أن تتفق الأطراف على الأجندة والقضايا التي يجب البحث فيها".

ويؤكد أنه "لا يمكن القفز عن كل هذه الجوانب والذهاب للحديث عن قضايا جوهرية غير متفق عليها من جانب الأطراف". 

ويعتبر أن استراتيجية طالبان قائمة على سياق ميداني عسكري بتحقيق تقدم، والاشتباك في الوقت نفسه بالسياق السياسي، وترغب بانتاج عملية سياسية مختلفة عن العملية السياسية التي أنتجتها 20 سنة من التدخل. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close