الجمعة 3 مايو / مايو 2024

محادثات الدوحة.. قطبا الصراع يدعوان لإحلال "السلام" في أفغانستان

محادثات الدوحة.. قطبا الصراع يدعوان لإحلال "السلام" في أفغانستان

Changed

اجتمع ممثلون للحكومة الأفغانية وطالبان في قطر السبت لإجراء محادثات حول الوضع في البلاد
اجتمع ممثلون للحكومة الأفغانية وطالبان في قطر السبت لإجراء محادثات حول الوضع أفغانستان (غيتي)
أبدى نائب زعيم طالبان أسفه لعدم إحراز تقدم. لكنّه أضاف: "لا يزال هناك أمل وستبذل طالبان جهودًا من أجل أن تسفر المحادثات عن نتيجة إيجابية".

دعت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان اليوم السبت إلى إحلال السلام حتى مع تصاعد القتال وفرار آلاف من ديارهم.

واجتمع ممثلون عن الحكومة الأفغانية وطالبان في قطر اليوم  السبت لإجراء محادثات بينما تدور معارك طاحنة على الأرض بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بعد وجود دام 20 عامًا.

ويعقد الجانبان محادثات متقطعة منذ أشهر في العاصمة القطرية. لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن المفاوضات تتراجع مع تقدم طالبان في ساحة المعركة.

وقال عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في الحكومة في مستهل محادثات جديدة رفيعة المستوى من المقرر أن تستمر يومين: "دعونا.. نتخذ خطوات مهمة لمواصلة عملية السلام لمنع قتل الناس".

وأضاف: "لأننا لا نستطيع دفع ثمن هذا بالدم ولا يمكننا التملص من المسؤولية عن ذلك".

وتابع عبد الله: "علينا أن نمتنع عن فرض وجهات نظرنا على بعضنا البعض وعلى الشعب بوسائل غير سلمية".

من جانبه، أبدى الملا عبد الغني بردار نائب زعيم طالبان أسفه لعدم إحراز تقدم. وقال: "لكن لا يزال هناك أمل وستبذل طالبان جهودًا من أجل أن تسفر المحادثات عن نتيجة إيجابية".

وحضر عدد من كبار المسؤولين الأفغان المحادثات إلى فندق فاخر في الدوحة السبت بعد صلاة الفجر. وانضم إليهم مفاوضون من المكتب السياسي لطالبان في الدوحة.

وكان من المقرر أن ينضم إليهم الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي لكنّه بقى في كابل في اللحظة الأخيرة، بحسب ما أفاد مصدر.

وأفادت وكالة "فرانس برس" بحضور الموفد الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد الاجتماع بين الطرفين.

وقالت ناجية أنواري المتحدثة باسم الوفد الحكومي المفاوض لوكالة "فرانس برس": إن "الوفد الرفيع المستوى موجود هنا للتحدث الى الجانبين وتوجيههما ودعم فريق التفاوض (التابع للحكومة) لتسريع المحادثات وتحقيق تقدم"، معبرة عن أملها في أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق قريبًا.

وتابعت: "نتوقع أن يسرع ذلك المحادثات، وخلال وقت قصير سيتوصل الطرفان إلى نتيجة وسنشهد سلامًا دائمًا وكريمًا في أفغانستان".

وبدأ الطرفان اجتماعًا مغلقًا على أثر حوار مقتضب مع وسائل الإعلام.

وفي هذا الصدد، يرى الباحث السياسي محمد طاهر كوناري من كابل أن ما يميز المحادثات هذه المرة هو وجود وفد رفيع المستوى للقاء طالبان في الدوحة، مشيرًا إلى أن لقاء اليوم كان تمهيديًا لكنه بنّاء حسب ما أُعلن.

ويضيف في حديث إلى "العربي"، أن الأرضية مهيئة لإنجاح المفاوضات وذلك بعد سيطرة طالبان على مناطق عدة في البلاد، مما يجعل مستواها كمستوى الحكومة الأفغانية على طاولة المفاوضات.

ويلفت كوناري إلى أن طالبان مصرة على تعديل الدستور الموجود، لكن الدستور لا يمكن تعديله خلال أيام ويحتاج لتشكيل لجنة من الجانبين والعمل لشهور لكي يعدل.

ويتوقع الباحث السياسي أن تتّفق الأطراف المجتمعة على وقف إطلاق النار في أيام عيد الأضحى الأربعة، مشيرًا إلى أنّه في حال نجحت المفاوضات، يمكن أن يصل وقف إطلاق النار إلى ثلاثة أو أربعة أشهر.

الصراع الأفغاني الأفغاني

وشنت حركة طالبان هجومًا شاملًا على القوات الأفغانية في أوائل مايو/ أيار مستغلة بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرر أن يكتمل بحلول نهاية أغسطس/ آب.

وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفية شاسعة، خصوصًا في شمال أفغانستان وغربها، بعيدًا عن معاقلها التقليدية في الجنوب.

والسبت أعيد فتح معبر رئيسي بين أفغانستان وباكستان كان قد أغلق قبل أيام بعد سيطرة طالبان على منطقة أفغانية حدودية.

من جهة أخرى، أعادت باكستان السبت فتح جانبها من المنفذ الحدودي مع أفغانستان، الذي أغلقته بعد سيطرة طالبان على بلدة سبين بولداك الحدودية الأسبوع الماضي.

وقال المسؤول المحلي في قوات شبه عسكرية باكستانية محمد طيب: إنّ القرار اتخذ بسبب "الهدوء النسبي على الجانب الآخر" للحدود، لكنه أشار إلى أن المنفذ سيظل مغلقًا أمام حركة التجارة.

وعززت طالبان تقدمها في الشمال حيث استمرت المعارك العنيفة في بلدة زعيم الحرب عبد الرشيد دستم التي تحاذي تركمانستان.

وأجلت فرنسا السبت نحو مئة من مواطنيها والأفغان العاملين لدى سفارتها في العاصمة مع تدهور الوضع الأمني، على ما أفاد مصدر دبلوماسي.

وأجلت دول عدة أخرى من بينها الهند والصين وألمانيا وكندا مواطنيها أو أبلغتهم بضرورة المغادرة خلال الأيام الأخيرة.

ويدور قتال مكثف منذ  أسابيع في أرجاء أفغانستان، حيث شنت الحركة عدة اعتداءات واستولت على عشرات المناطق بسرعة كبيرة.

توتر مع باكستان

وشكلت الحدود الجنوبية لأفغانستان دائما نقطة حساسة في العلاقات مع جارتها.

وظلت ولاية بلوشستان الباكستانية تؤوي على مدى عقود قادة طالبان الرئيسيين بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المقاتلين الذين يتوجهون الى أفغانستان بانتظام.

وبينما يحتدم القتال بين القوات الحكومية وطالبان، تتصاعد أيضا حرب كلامية بين إسلام أباد وكابل التي تتهم الجيش الباكستاني بتقديم دعم جوي للمتمردين في بعض المناطق. ونفت باكستان ذلك بشدة.

وكانت إسلام أباد قد أعلنت عقد مؤتمر لمختلف الجهات المشاركة في الصراع، من أجل مواجهة تصاعد العنف. لكنّ القمة أرجئت بسبب عطلة عيد الأضحى.

وشكلت الحدود الجنوبية لأفغانستان دائما نقطة حساسة في العلاقات مع جارتها.

وتنتشر القوات الأجنبية في أفغانستان منذ نحو عشرين عامًا، بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001. لكن هذه القوات بدأت الانسحاب في الأشهر الأخيرة.

وتسود مخاوف أن يؤدي انسحاب هذه القوات إلى إضعاف القوات الأفغانية لا سيما بغيب المؤازرة الجوية لعملياتها الميدانية.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close