المعارضة تحتفي بفوزها على أردوغان.. ما حقيقة الفيديوهات والتصريحات؟

تزعمت حسابات مصرية على مواقع التواصل الاجتماعي "كتلة العرب" المناوئين للرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان وملأت المنصات بمنشورات بذلت جهدًا في تدبيجها.

ومن ذلك، ترويج تلك الحسابات لتصريح نسبته إلى وزير الخارجية السابق أحمد داوود أوغلو، الذي يترأس حزب "المستقبل" حاليًا، والمنخرط في تحالف "الأمة" التابع للمعارضة، يتهم فيه اللجنة العليا للانتخابات بتزوير عملية الاقتراع في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في 14 من ماريو/ أيار الجاري.

ترويج لتصريحات زائفة

ونشرت تلك الحسابات نقلًا عن أحمد داوود أوغلو: "ما تم الكشف عنه من تبديل لنتائج الأصوات في اللجنة العليا للانتخابات فظيع ولا يمكن اعتباره مجرد سلسلة من الأخطاء.. واضح أنه عمل منظم ومرتب له مسبقًا".

وبالبحث عن حقيقة التصريح المتداول، تبين أنه زائف، وبالرجوع إلى حساب داوود أوغلو في تويتر لم نجد التصريح السابق، بل قال: "يجب التدقيق والتحقيق في جميع الادعاءات والشكاوى المقدمة للجنة العليا للانتخابات بشأن الادعاءات حول سير العملية الانتخابية.. كل صوت مقدس ولا يمكن لأحد أن يضيع صوتًا واحدًا".

وشهدت تركيا في 14 من الشهر الجاري انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث تنافس في الرئاسية كل من مرشح "تحالف الجمهور" الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح تحالف "أتا" (الأجداد) سنان أوغان.

وحقق "تحالف الجمهور" بقيادة حزب العدالة والتنمية أغلبية برلمانية، فيما تأجل الحسم في الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية المقررة في 28 مايو داخل البلاد، ويتنافس فيها أردوغان وكليتشدار أوغلو.

وحصل أردوغان على 49.52% من أصوات الناخبين، فيما نال كليتشدار أوغلو 44.88%، وسنان أوغان 5.17%، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات.

"لا تنخدعوا باحتفالات أنصار أردوغان"

وخلال صدور النتائج قال داوود أوغلو: "لا تنخدعوا باحتفالات أنصار أردوغان فأكثر من نصف الشعب قالوا لا للحكم الاستبدادي.. وأود أن أسأل أنصار تحالف الجمهور فيما إذا كانوا على استعداد لتحمل المتاعب لخمس سنوات إضافية".

وأضاف أيضًا "ربما شعرتهم بالحزن أمس لأن رياح التغيير عكست اتجاهها، لكن لا تنسوا أن التغيير لا يأتي من تلقاء نفسه بل يحتاج إلى ضمائر تدفع مقابله بالصبر والعمل"، وهي تصريحات لزعيم معارض يريد لأن يشحذ أنصاره ليذهبوا للانتخاب ضد المرشح المقابل.

كما روجت بعض حسابات المعارضة التركية، لمقطع قصير لاحتشاد عشرات الآلاف من الجماهير ويحملون الهواتف المحمولة ويهتفون على أنغام موسيقى صاخبة فيما يبدو احتفالًا بنتائج الانتخابات.

الفيديو ليس مفبركًا، لكن التعليق المرفق به مضلل، حيث أنه بالتدقيق يتبين أنه لا توجد أي أعلام مرتبطة بالسباق الانتخابي أو صور لكليتشدار أوغلو، بل على العكس فإن الفيديو نشر عام 2022 وهو ضمن مشاهد احتفال نادي طرابزون الرياضي بعد فوزهم ببطولة الدور التركي إثر 33 عامًا على آخر لقب لهم.