يتحول أحد مقاهي المغرب إلى معرض فني يقدّم لزبائنه قهوتهم على شرف الألوان، على امتداد ثلاثة أيام ضمن مبادرة ثقافية تقودها مقاهي البلاد.
وتنقل هذه المبادرة الفن إلى الجمهور حيث هو، وتكرس ثقافة جديدة داخل المقاهي، فهي ليست للاسترخاء وللقاء الأصدقاء فقط، بل مسرح لمشاطرة الفن والثقافة والأفكار أيضًا.
تشارك فرح إلى جانب فنانين آخرين في هذا المعرض المؤقت. وتحكي عن شغفها المتواصل بالفن التشكيلي وعن سعادتها بفكرة العرض داخل مقهى.
وقالت في حديث إلى "العربي": "تقرّب هذه الفكرة الفن من الناس، باعتبار أن المقهى فضاء عمومي تلتقي فيه جميع فئات المجتمع".
وقال الشاعر والفنان التشكيلي عبد الرحيم برحمة: "بدلًا من أن يذهب المتلقي للمقهى من أجل المقهى، ينجذب إليه من أجل الاستمتاع بمعرض أو ندوة ثقافية". وأضاف: "أصبح المقهى متنفسًا للمثقفين خصوصًا في زمن كورونا".
وفي مقهى آخر غير بعيد، اجتمع بعض الأشخاص لحضور ندوة أدبية. وتجد إحدى الزبائن هذه المبادرة "خلاقة ومؤسسة تسهم في بناء وعي جماعي وتؤسس لتقوية مجتمع مدني قادر أن يفكر ويعبّر".
قيمة المقاهي الثقافية
وقدّم الأستاذ في مادة الأدب العربي في جامعة "ابن طفيز" مصطفى يعلى ندوة في أحد المقاهي، وقال في حديث إلى "العربي": "الحركة الثقافية في المغرب والعالم العربي تحتاج لفضاءات لتعبر عن نفسها ولتواصل المثقفين، وهنا تظهر قيمة المقاهي الثقافية في المغرب".
ولم تعد هذه التجربة حدثًا معزولًا، فعدد المقاهي التي تنظم لقاءات ثقافية تجاوت الثلاثين في مختلف مدن المغرب، وهي تشكل في ما بينها شبكة وطنية للمقاهي الثقافية. وتهدف وفقًا لميثاق هذه الشبكة إلى إحياء الفعل الثقافي وتقريبه إلى المواطن.
من جهته، أشار رئيس شبكة المقاهي الثقافية في المغرب، نور الدين أقشاني، إلى أن الشبكة تهتم بتنظيم لقاءات ثقافية وفنية وتوقيع إبداعات لكتاب داخل المقاهي. وتأتي هذه المبادرة في سياق النشاط الثقافي بعيدًا عن القاعات المغلقة.