يصعب المرور على أصفهان من دون تذوق حلويات المن والسلوى أو من السما أو الغز كما يُطلق عليها.
وتحضّر المن والسلوى من مادة صمغية في بعض الأشجار الجبلية كالجوز بعد إضافة بعض المطيبات والنكهات عليها كالزعفران وماء الورد وبياض البيض وبعض الأعشاب. وتحلّى بالعسل وتحشى بالفستق الحلبي واللوز.
فوائد صحية عديدة
وتعد هذه الحلوى منتجًا طبيعيًا غنيًا لا يخلو من الفوائد كما يقول مصنعوه.
ويقول حسين لطفي المسؤول في أحد معامل المن والسلوى في حديث إلى "العربي": "الغز من الحلويات النادرة غير المضرة بالجسم، بل على العكس فيها فوائد عديدة لما تحتويه من أعشاب ومواد طبيعية مقوية وهي مفيدة لآلام الظهر وللقلب وللبشرة".
لماذا تشتهر حلويات "المن والسلوى" في #إيران"؟ تقرير: ياسر مسعود@yasermasood20 pic.twitter.com/s07VDx3lgD
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 18, 2023
ويعود تاريخ حلوى الغز إلى ما قبل 600 عام تقريبًا كما يقال في إيران. وقد صُنعت من أجل تقوية الفلاحين آنذاك.
وتطورت مع مرور الوقت وصارت توضع على موائد الطبقة المرفهة وباتت إحدى أشهر هدايا ملوك بلاد فارس إلى البلاد أخرى.
تأثر الغز بأزمات الاقتصاد
وككل صناعات إيران المصابة بأزمات الاقتصاد، تأثرت حلوى الغز الأصفهانية، لكن طعمها الفريد جعلها جزءًا من ثقافة الإيرانيين وموروث ذوقهم. وحافظت على جزء من حضورها التجاري داخل البلاد فضلًا عن الصادرات التي لم تنقطع رغم عوائق العقوبات.
وقد أدى ارتفاع أسعار مواد الغز الأولية لرفع سعرها نحو الضعف تقريبًا خلال العام الأخير فقط، ما قلّل من حجم الإقبال عليها إيرانيًا.
أمّا خارجيًا، فأزمة الحوالات المالية لم تغب عنها رغم مواصلة صادراتها إلى دول خليجية وأوروبية.
وفي حديث إلى "العربي"، أشارت نسمة طهماسي، مديرة مبيعات شركة دردشت لحلوى الغز في أصفهان، إلى انخفاض القدرة الشرائية للزبون المحلي بنحو 50% مقارنة بالعام الماضي. وقالت: "أمّا بالنسبة للخارج ورغم المعوقات التجارية، فإننا لا نزال نصدّر الغز إلى الإمارات وعمان والعراق وهولندا وكندا ودول عدة".
وتمثّل حلوى الغز بمعاملها ومتاجرها بابًا اقتصاديًا مهمًا لأصفهان ينتعش على وقع سائحيها. فكما تشتهر المدينة بتاريخها فإن نكهتها تكتمل بالغز الأصفهاني.