Skip to main content

النسخة الصينية من "هيمارس".. هل تغيّر قواعد اللعبة في حرب تايوان؟

الأحد 7 أغسطس 2022

تنهي الصين، اليوم الأحد، أوسع مناورات عسكرية تنفّذها في محيط تايوان، ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، ما دفع العلاقات الأميركية-الصينية إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.

وحشد الجيش الصيني طائرات وسفنًا حربية وصواريخ باليستية، في سياق ما اعتُبر محاكاة لحصار تايوان واجتياحها.

ومن ضمن هذه الصواريخ، صاروخ مشابه لـ"هيمارس" الأميركي الذي كان له دور أساسي في نجاح الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية في عدة مواقع بأوكرانيا.

واعتبر خبراء أن هذه النسخة الصينية من الصاروخ يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة في نزاع مباشر محتمل مع تايوان، لكن وفقًا لشروط.

والجمعة، شارك لايل غولدشتاين، الباحث في قسم البحوث الإستراتيجية في كلية الحرب البحرية الأميركية (NWC)، على موقع تويتر، مقاطع من وسائل إعلام صينية تُظهر إطلاق صواريخ "MLRS" في مضيق تايوان في 4 أغسطس/ آب الحالي خلال التدريبات العسكرية الصينية حول الجزيرة، ردًا على زيارة بيلوسي.

وكتب غولدشتاين: "قد لا تبدو هذه الصواريخ مثيرة للإعجاب مثل الصواريخ التي أُطلقت فوق تايوان، لكن يمكنها أن تغيّر قواعد اللعبة، مضيفًا: "هذه قوة نيران تنطوي على آلاف الضربات يوميًا، والتي تمتد عبر الجزيرة بأكملها".

وأرفق توماس يو، مراسل صحيفة "ساوث شاينا مورنينغ بوست" الصينية الناطقة بالإنكليزية، تغريدة غولدشتاين بتعليق كتب فيه أن الصواريخ هذه هي "النسخة الصينية من هيمارس، وجزء من منظومة ويشي (Weishi)، أو الحارس باللغة الإنكليزية (Guardian)، التي تنتمي إلى منظومة MLRS" .

وأثبت "هيمارس" الأميركي نجاحه في الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث أعلنت كييف استخدامه بضرب 10 نقاط سيطرة روسية. واعتبرت مجلة "نيوزويك" الأميركية أنه بالمقارنة مع "هيمارس"، يُمكن أن يكون لـ"ويشي أم أل أر أس" الصيني تأثير كبير إذا اندلعت الحرب مع تايوان.

شروط للنجاح

لكنّها، في الوقت نفسه، نقلت عن خبراء قولهم: إن هناك عوامل معينة "قد تحسم قدرة النسخة الصينية من هيمارس على تغيير مسار المعارك".

وقال غولدشتاين للمجلة: إن الأنظمة الأميركية والصينية متشابهة جدًا، لكن "صواريخ هيمارس الأميركية تمتاز بدقة أكبر، لذلك أبدى اعتقاده أنه سيتمّ دعم الأسلحة الصينية بنظام استخباراتي ضخم، وبالتالي سيحقّق نجاحًا ممائلًا لأنظمة هيمارس".

وأشار إلى أن النسخة الصينية من هيمارس "رخيصة الثمن، ما يمكّن الصين من استخدامها بكثافة"، مضيفًا: "إذا تمكّنت من إطلاق صواريخ رخيصة الثمن، فيمكنك إطلاق الآلاف منها".

من جهته، قال شون سبونتس، رئيس تحرير موقع "سوفريب" (SOFREP) التابع لوزارة الدفاع الأميركية للمجلة: إن الصواريخ الصينية يُمكن أن تكون نسخة صينية من "هيمارس"، وقد تغيّر قواعد اللعبة "لكن بشروط".

وتحدّث عن قدرة "هيمارس الصينية" على تغيير قواعد اللعبة، في حال تمكّنت الصين من تصنيع آلاف من تلك الصواريخ.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تمتلك مئات الصواريخ من "هيمارس"، بينما تمتلك الصين حاليًا حوالي 20 من هذه الصواريخ، مضيفًا أن تغيير قواعد اللعبة يعتمد على تصنيع الصين عدة آلاف من الصواريخ الجاهزة، لأن الأنظمة تطلق عددًا كبيرًا من الصواريخ في وقت واحد، مما يعرّض الصين لخطر نفاذ الذخيرة بسرعة.

ومن حيث الدقة، أشار سبونتس إلى "حديث الصين عن امتلاك تلك الصواريخ نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية يسمح لها بتلقّي تعليمات عن بعد أثناء الطيران لأهدافها؛ وفي هذه الحالة، يمكن التشويش على الأقمار الصناعية وإرسال تعليمات مختلفة للصواريخ".

وأوضح أن الصين تمتلك نظام أقمار اصطناعية "جيد جدًا"، متسائلًا في الوقت ذاته حول "مدى قدرة تلك الأنظمة على مواجهة التعرّض للتشويش".

كما أشار إلى "الكثير من الأعطال بين الأنظمة العسكرية الصينية، نظرًا لثمنها الرخيص، ما قد يؤثر في قدرة تلك الصواريخ على منح بكين ميزة في حال الحرب مع تايوان".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة