الجمعة 3 مايو / مايو 2024

الوقت ينفد.. شهادات مؤثرة لمرضى سرطان في لبنان مع نقص الدواء

الوقت ينفد.. شهادات مؤثرة لمرضى سرطان في لبنان مع نقص الدواء

Changed

مريضة سرطان تذرف الدموع خلال وقفة للمطالبة بحل أزمة الأدوية الخاصة بالمرض المستعصي
مريضة سرطان تذرف الدموع خلال وقفة للمطالبة بحل أزمة الأدوية الخاصة بالمرض المستعصي (غيتي)
يواجه مرضى السرطان في لبنان أزمة خانقة تهدد حياتهم مع غياب الأدوية الخاصة بهم عن الأسواق المحلية.

يُعاني مرضى السرطان في لبنان من تبعات الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد. لقد فقدوا إمكانية حصولهم على الأدوية الخاصة بهم. 

وعندما بدأت الأزمة المالية تظهر في 2019، كان قد تم تشخيص حالة كريستين طعمة بأنها سرطان في المبيض.. لكنها لم تتوقع أبدًا أن يشكل الانهيار الاقتصادي تهديدًا مباشرًا لحياتها بعد عامين فحسب.

ففي فبراير/ شباط الماضي، تبين إصابة كريستين (50 عامًا) بسرطان القولون من الدرجة الثالثة. ولأنها خضعت لجراحة في وقت سابق من هذا العام، فقد وصف الأطباء لها ست جلسات من العلاج الكيميائي. لكن مع انتشار نقص السلع الأساسية في كافة مناحي الحياة في لبنان، قيل لكريستين إنه ما من ضمان لاستكمال علاجها مع نفاد العلاجات المهمة من المستشفيات.

تتمنى رؤية أحفادها

ولم تخضع كريستين سوى لثلاث جلسات حتى الآن. ومع انتشار السرطان في العُقد الليمفاوية، صارت تخشى ألا تبقى على قيد الحياة أكثر من أشهر معدودة إن هي عجزت عن استكمال علاجها.

وبعدما طرقت كل باب لمحاولة الحصول على أدويتها بأي ثمن ورغم صحتها المعتلة، خرجت إلى الشوارع أمس الخميس للمشاركة في اعتصام مع مرضى سرطان آخرين وأطباء ومنظمات غير حكومية.

وقالت لـ"رويترز" قبل الحدث بيومين "أطلب من الله أن يمدنا بالقوة لأننا لم نعد قادرين على الاستمرار، إلا أننا نريد التظاهر علّ العالم يتعاطف معنا". وأضافت أنها تتمنى أن ترى أولادها وقد تزوجوا وأنجبوا لها أحفادًا.

وعلى مدى شهور حذر العاملون في الرعاية الصحية من انخفاض مخزون إمدادات الأدوية الحيوية. وخلت الأرفف في الكثير من الصيدليات مع استنزاف الاحتياطيات الأجنبية في لبنان على خلفية برنامج دعم يُستخدم لتمويل شراء الوقود والقمح والدواء ويتكلف نحو ستة مليارات دولار سنويًا.

وأعلن المصرف المركزي هذا الشهر أنه لم يعد قادرًا على تمويل واردات المحروقات بأسعار صرف مدعومة نظرا لاستنزاف احتياطي النقد الأجنبي بقوة.

السرطان لا يصبر على مرضاه 

وكريستين ليست حالة فريدة، إذ يقول الدكتور جوزيف مقدسي الذي يرأس قسم أمراض الدم والأورام في المركز الطبي الجامعي التابع لمستشفى القديس جاورجيوس إن ما يقدر بنحو عشرة بالمئة من مرضى السرطان لم يتمكنوا من الحصول على أدويتهم على مدى الشهرين الماضيين.

وأضاف "نحتاج حلًا فوريًا. لا يمكنني أن أخبر مرضاي أن هناك أزمة وأطلب منهم الانتظار حتى تنحسر.. هذا المرض لا يصبر". وتجد حكومة لبنان المثقلة بالديون صعوبة بالغة في تلقي أموال من الخارج وسط حالة من الشلل السياسي أدت لإلغاء الكثير من الدعم تدريجيًا.

لكن أدوية السرطان لا تزال مدعومة، الأمر الذي يعني أنه يتعين على الوكلاء انتظار التمويل اللازم للاستيراد من قِبل المصرف المركزي الذي نفدت احتياطياته. مع هذا لا يبدو الدكتور مقدسي متفائلًا بأن يحل تخفيف الدعم على أدوية السرطان مشكلة مرضاه.

وبعض الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي، الذي قد يكلف ما يصل إلى خمسة آلاف دولار للجلسة الواحدة، مدعومة في الوقت الراهن. وهذا يعني أن المريض يدفع نحو 400 دولار بينما تتحمل الدولة بقية التكلفة.

وقال مقدسي "حتى إذا رفعوا هذا الدعم لتوفير الأدوية فلن يستطيع الكثير من المرضى تحمل التكلفة". ولم ترد وزارة الصحة بعد على طلب للتعقيب.

وفي الاعتصام أمس الخميس، قال المرضى إنهم يخاطبون كل من في وسعه المساعدة منحهم فرصة ثانية للحياة.

وقالت إحدى المشاركات، وهي مهندسة تدعى بهاء قسطنطين، "راح شعري، جسمي كله تغيّر، وصلت لمحل ما في دوا. ها الشيء رجعني كتير لوَرا".

وتابعت "أنا كنت إنسانة مليانة بالحياة وبحب اعيش. ما بدي أكون عروسة السما، هيدا اللي عم برفضه. بتمنى يوصل صوتي لحدا يقدر يساعدنا".

المصادر:
رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close