الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

"اليونيسيف" تدق ناقوس الخطر.. أرقام مقلقة حول التسرب المدرسي في السودان

"اليونيسيف" تدق ناقوس الخطر.. أرقام مقلقة حول التسرب المدرسي في السودان

Changed

نافذة عبر "العربي" على التسرب المدرسي في السودان (الصورة: غيتي)
حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" من أن نحو 7 ملايين طفل سوداني يتخلّفون عن المدارس، إلى جانب 12 مليونًا مهدّدين بالانقطاع كليًا عن التعليم.

تعرف العديد من مناطق الصراع في السودان انتشار ظاهرة تسرّب الأطفال من المدارس، بسبب الفقر، مما يجبر العديد من الأسر على دفع أطفالهم إلى سوق العمل.

وفي هذا الصدد، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" من أن نحو 7 ملايين طفل سوداني يتخلّفون عن المدارس، إلى جانب 12 مليونًا مهدّدين بالانقطاع كليًا عن التعليم.

ظروف سيئة

تجد مريم الطاهر نفسها مجبرة، بين صعوبة تكلفة المعيشة وضرورة توفير الإمكانيات اللازمة لتعليم أبنائها، على قضاء كل وقتها في العمل.

وبينما تسعى إلى توفير مستلزمات الدراسة لأبنائها الستة، إلا أن الأمور على مدى عامين متتالين لم تكن على ما يرام. فلا هي تمكنت من توفير ما يلزم لمعيشتهم، ولا هم جلسوا في مقاعد الدراسة لهذا العام.

تقول إن أطفالها لم يذهبوا إلى المدرسة لأنهم لا يملكون اللباس والدفاتر والحقائب والأقلام ولا حتى طعام الفطور، علمًا أنهم يرتادون مدارس حكومية وليست خاصة.

هي الظروف السيئة التي حرمت أبناء مريم من الدراسة وجعلت يومهم معها في غرفة واحدة هي منزلهم ومكان عملها. مع ذلك، تحرص السيدة السودانية على ألا يترك أطفالها الدراسة ويتوجهوا إلى العمل في هذه السن. وترى أن ذلك قد يؤثر على مستقبلهم.

لم يواتهم الحظ

وبعكس أبناء مريم، هناك أطفال لم يتمكنوا من مواصلة الدراسة وآخرون لم يؤاتهم الحظ للالتحاق بالتعليم أساسًا.

وقد قدّرت منظمة "اليونيسيف" في تقريرها المشترك مع منظمة "إنقاذ الطفولة" عدد الأطفال المحرومين من الدراسة في السودان بنحو 7 ملايين طفل.

وتقول "اليونيسيف" في السودان إنه لا يمكن لأي بلد أن يتحمل عبء عدم معرفة ثلث أطفاله، الذين هم في سن الدراسة، مبادئ القراءة والكتابة.

من ناحيتها، تقول السلطات السودانية إن الرقم غير دقيق، وإن هناك جهودا مبذولة لإصلاح التعليم في البلاد. 

ويوضح وزير التربية والتعليم السوداني بالوكالة محمود سر الختم محمد الحوري، أن الأرقام غير صحيحة، مؤكدًا أن ظاهرة تسرب التلاميذ في مرحلة الأساس والطلاب بالمرحلة الثانوية موجودة لكنها ليست بهذه الكثافة.

ويرى أن لهذه الظاهرة أسبابا عدة منها المدارس المختلطة في الريف والنقص في المعلمين والمشاكل في تدريبهم والحالة الاقتصادية.

ويؤكد في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم، أن ما يصفه بـ"المشكلة الحقيقية في التعليم بالسودان" ليست بالخطورة التي يتم تصويرها للناس.

"كارثة يمرّ بها التعليم"

من جهته، يرى الأكاديمي السوداني عصام دكين، أن الظروف التي يمر بها السودان الآن صعبة جدًا، مشيرًا إلى كارثة يمرّ بها التعليم.

ويلفت في حديثه إلى "العربي" من الخرطوم، إلى أن المعلم نفسه المؤهل انقطع عن التأهيل لفترات طويلة.

وبينما يتوقف عند تدني أجور العاملين في هذه المهنة، يقول إنها غير جاذبة لخريجي كليات التربية، الذين يهاجر أغلبهم من السودان.

ويشير إلى توسّع كبير حدث في التعليم العام من حيث بناء المدارس في شتى المواقع، لكنه يتحدث عن أزمة كبيرة من حيث غياب دعم الدولة للتعليم؛ فلا توفر الكتب على الإطلاق.

ويردف بأن هناك نقصا كبيرا جدًا في الكتاب، فهو ليس موجودًا إلا بالشراء من السوق السوداء، وتلك عملية صعبة جدًا على أولياء التلاميذ. ويؤكد أن كل وسائل العملية التعليمية منهارة تمامًا في السودان بشكل كبير.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close