"انتفاضة" دعم رسمية وشعبية.. العرب يهبون لنجدة تركيا وسوريا

منذ لحظة حدوث الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الإثنين الفائت، هبّت الدول العربية للوقوف إلى جانب البلدين الشقيقين في خطوة وصفتها وكالة "الأناضول" التركية بـ"انتفاضة دعم".

فقد تحركت كثير من الدول العربية، على الصعيدين الرسمي والشعبي، عبر إرسال المساعدات من مواد إغاثية وسلال غذائية، وخيام، وحقائب إيواء، وبطانيات، بالإضافة إلى المواد الطبية، والتبرعات، فضلًا عن فرق الإنقاذ لدعم تركيا وسوريا في مواجهة تداعيات الكارثة الإنسانية.

كما كان لافتًا أداء عدد من الدول العربية صلاة الغائب، أمس الجمعة، في المساجد ودعاء الخطباء لنصرة تركيا وسوريا، بجانب تواصل المساعدات والتبرعات.

وضرب جنوب تركيا وشمال سوريا مطلع هذا الأسبوع، زلزال مدمّر بقوة 7.8 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.

وأمس الجمعة، شهدت التبرعات العربية زخمًا منقطع النظير على كافة المستويات، إليكم جولة في أبرزها:

قطر

تبرع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الجمعة، بـ50 مليون ريال قطري أي ما يوازي 14 مليون دولار لصالح متضرري الزلزال في تركيا وسوريا.

هذا وأطلق تلفزيون قطر الرسمي يوم أمس حملة "سند وعون" التي تمكنت في يومها الأول من تأمين 168 مليون ريال قطري أي 46 مليون دولار، لصالح منكوبي الزلزال في تركيا وسوريا.

كما قررت "دار الشرق" الإعلامية القطرية، التبرع بإيرادات بيع صحفها الأربع (الشرق - العرب - لوسيل - البننسولا) لمدة أسبوع، "لصالح شعبي البلدين الشقيقين".

الجزائر

وخصصت الجزائر منذ الساعات الأولى للكارثة الإنسانية مساعدات مالية وإنسانية كبيرة كما أعلنت يوم الجمعة عن تقديم 30 مليون دولار لتركيا، و15 مليون دولار لسوريا.

ونقلت وسائل إعلام محلية أن هذه التبرعات تأتي "بناءً على تعليمات الرئيس عبد المجيد تبون".

السعودية

أما في السعودية، فشارك نحو 700 ألف شخص في حملة تبرعات شعبية عبر منصة "ساهم" الحكومية لإغاثة سوريا وتركيا، بلغت حصيلتها 239 مليونا و108 آلاف و668 ريالا أو حوالي 63,718 مليون دولار، حتى مساء أمس.

كذلك، وصلت يوم أمس 3 طائرات سعودية إغاثية إضافية ليرتفع العدد الإجمالي إلى 5 وذلك ضمن جسر جوي سيرته المملكة للمساهمة في إغاثة متضرري الزلزال، إنفاذا لتوجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

الأردن

وفي الأردن، أعلنت الكنائس الكاثوليكية تخصيص تبرعات قداسات يومي الأحد القادمين، لمساعدة متضرري الزلزال في تركيا وسوريا.

كذلك أعلنت الخارجية الأردنية، مساء الجمعة، إرسال مستشفى ميداني عسكري إلى قهرمان مرعش جنوبي تركيا، بجانب بدء إرسال قوافل برية إلى سوريا وتركيا، للمساعدة في مواجهة آثار الزلزال الذي ضرب البلدين.

فلسطين

وفي فلسطين، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري لـ"الأناضول"، إن حملة لجمع التبرعات أقيمت في مساجد الضفة الغربية بعد صلاة الجمعة.

وكشف البكري: "حصيلة التبرعات التي جُمعت.. بلغت تقريبًا نحو 3 ملايين و500 ألف شيكل". أي قرابة المليون دولار أميركي.

يأتي ذلك، بعدما أطلقت وزارة الأوقاف، حملة "أغيثوهم" لمساعدة المنكوبين من الزلازل، وقررت دعمها بمبلغ 100 ألف دولار.

لبنان

وأعلن وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين، أمس، أن بلاده تعتزم إرسال بعثات إضافية إلى تركيا للمشاركة في أعمال الإغاثة عقب الزلزال المدمر الذي ضربها.

كما تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر تجمع حافلات مدنية تنقل مساعدات إنسانية إلى سوريا، جمعها مواطنون بحملات فردية على مدار اليومين الماضيين.

الكويت

وفي الكويت، أعلنت وسائل إعلام رسمية أن "السبت سيشهد انطلاق حملة موسعة لجمع التبرعات لإغاثة منكوبي الزلزال تحت عنوان الكويت بجانبكم، بتوجيهات من القيادة السياسية".

وكان لافتًا أيضًا، الإقبال الكبير من الكويتيين على حملات تبرع أطلقتها عشرات الجمعيات تحت عنوان "فزعة الكويت".

الإمارات

وأعلن "طيران الإمارات" عن اعتزامه تسيير جسر جوي إنساني، لدعم جهود الإغاثة بتركيا.

توازيًا، واصل فريق الإمارات للبحث والإنقاذ أعماله الإغاثية مساء أمس بتركيا للبحث عن ناجين أسفل الأنقاض.

وحتى مساء الخميس، سيّرت أبو ظبي 22 طائرة إغاثية تحمل 640 طنًا من المساعدات منها 7 طائرات لسوريا و15 إلى تركيا على متنها فرق بحث وإنقاذ ومستشفى ميداني متنقل بكامل تجهيزاتها.

سلطنة عمان

وفي سلطنة عمان، أعلنت هيئة لدفاع المدني والإسعاف عبر تويتر الجمعة أن "فريقها الوطني يواصل عمليات البحث والإنقاذ مع الفرق الدولية الأخرى، وتقديم العناية الطبية للمتضررين جراء الزلزال في تركيا".

العراق

وفي العراق، ‎أجرى رئيس البلاد عبد اللطيف جمال رشيد، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قدم خلاله التعازي، مؤكدًا تضامن بغداد مع أنقرة.

بالإضافة إلى ذلك، أرسل مجلس الوزراء العراقي طائرتين تحملان مواد إغاثية وطبية لمتضرري الزلازل في تركيا.

توقف عمليات البحث

يذكر أنه ومنذ يوم وقوع الزلزال، أعلنت 14 دولة عربية رسميًا إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا هي: قطر، والسعودية، والكويت، والإمارات، ومصر، ولبنان، والجزائر، والأردن، والبحرين، وليبيا، وتونس، وفلسطين، والعراق، وموريتانيا.

أما اليوم السبت، فارتفع عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا  إلى أكثر من 23 ألف قتيل، بينما تم إنقاذ الآلاف من تحت الأنقاض، في حين توقفت عمليات البحث عن ناجين بعد فقدان الأمل في وجود أحياء تحت الركام.