الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

5 أيام على كارثة الزلزال.. عمليات الإنقاذ متواصلة في تركيا وسوريا

5 أيام على كارثة الزلزال.. عمليات الإنقاذ متواصلة في تركيا وسوريا

Changed

مراسل "العربي" ينقل غياب المساعدات الدولية عن سوريا (الصورة: رويترز)
تمكنت فرق الإغاثة من إنقاذ عدد من الأشخاص من تحت الأنقاض في تركيا، في حين ارتفع عدد ضحايا الزلزال في كل من سوريا وتركيا إلى أكثر من 21700.

تتلاشى الآمال شيئًا فشيئًا في العثور على المزيد من الناجين بين أنقاض آلاف المباني المنهارة في البلدات والمدن التركية والسورية المنكوبة من الزلزال المدمّر، مع تجاوز حصيلة الضحايا اليوم الجمعة، أكثر من 21700 شخص في إحدى أسوأ الكوارث في هذه المنطقة منذ قرن.

فبعد أكثر من 100 ساعة على الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا وسوريا وبلغت قوته 7.8 درجات والهزات الارتدادية القوية في كلا البلدين، تضاعف فرق الإنقاذ والإغاثة جهودها بحثًا عن ناجين فيما يزيد الصقيع الذي يضرب المنطقة، الوضع صعوبةً.

وبحسب الأرقام الرسمية الأخيرة، أسفر الزلزال وهزاته الارتدادية عن مقتل ما لا يقل عن 21719 شخصًا، 18342 منهم في تركيا و3377 في سوريا.

قاعدة للدعم اللوجستي في تركيا 

وفي ولاية هطاي التركية المنكوبة، أنشأ الجيش التركي قاعدة للدعم اللوجستي في ثكنة "سرين يول" العسكرية، بهدف تسريع إيصال المساعدات القادمة بسرعة أكبر إلى المتضررين بالتنسيق مع رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ "آفاد".

كما شيّد الجيش مطابخ ميدانية لتوزيع الطعام على المتضررين، فضلًا عن نقل مراحيض وحمامات متنقلة إلى المنطقة.

وأجرى وزير الدفاع خلوصي أكار برفقة رئيس هيئة الأركان يشار غولر وقائد القوات البرية موسى أو سيفر، جولة تفقدية إلى القاعدة اليوم الجمعة.

وفي الساعات الأولى للزلزال، أنشأت وزارة الدفاع التركية مكتبًا للاستجابة السريعة وممرًا جويًا لنقل فرق البحث والإنقاذ إلى المنطقة بطريقة سريعة.

خيبة أمل من المساعدات في سوريا

أما في سوريا، فأعربت منظمة "الخوذ البيضاء" للدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، عن "خيبة أملها" من شحّ المساعدات الدولية التي وصلت إلى الشمال السوري.

فقد أكّدت المنظمة أن "المساعدات الأممية التي يجري الحديث عن دخولها لشمال غربي سوريا هي مساعدات دورية، وتوقفت خلال الأيام الأولى من الزلزال، والآن تم استئنافها".

وأمس الخميس، دخلت عبر معبر "باب الهوى" أول قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة بعد الزلزال، مؤلفة من ست شاحنات، وكانت تحمل بطانيات وفرشًا وخيمًا ومستلزمات طوارئ، ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، تغطي حاجات حوالي 5000 شخص، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر "باب الهوى"، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن، في حين قالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الفائت، إن نقل المساعدات عبر المعبر الحدودي تأثّر نتيجة تضرر الطرقات بشكل كبير بسبب الزلزال.

بدورها، أعلنت الخارجية التركية أنها تعمل على فتح معبرين آخرين "مع المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة" النظام السوري "لأسباب إنسانية".

وأرسل الاتحاد الأوروبي مساعدات أولى إلى تركيا بعد ساعات على الزلزال الإثنين، إلا أنه لم يعرض إلا مساعدة محدودة لسوريا عبر برنامج المساعدات الإنسانية المعمول بها أساسًا بسبب العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد منذ بدء الحرب فيه عام 2011.

والأربعاء طلب النظام السوري رسميًا مساعدة الاتحاد الأوروبي وطلبت المفوضية الأوروبية من الدول الأعضاء تلبية هذا الطلب.

في المقابل، أعلن البنك الدولي يوم أمس تقديم مساعدة قدرها 1,78 مليار دولار لتركيا، فيما كشفت واشنطن أنها ستخصص 85 مليونًا لتركيا وسوريا. 

كذلك، لفتت وزارة الخزانة الأميركية إلى أنه سترفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا بشكل مؤقت بهدف تسهيل نقل المساعدات بأسرع وقت ممكن إلى السكان المنكوبين.

هذا وخصصت فرنسا مساعدة طارئة للشعب السوري بقيمة 12 مليون يورو، بينما قدّمت لندن مساعدة مالية إضافية قدرها 3,4 ملايين يورو على الأقل لتصل مساعدتها الإجمالية إلى 4,3 ملايين يورو مخصصة "للخوذ البيضاء".

أمل وسط الركام

من جهة ثانية، تمكن 130 عامل إنقاذ أرسلتهم دولة قطر من إخراج صبي في 12 من العمر حيًا من بين الأنقاض في مدينة نورداجي القريبة من مركز الزلزال في تركيا.

وينشط في المناطق المنكوبة أيضًا، مئات من عمال الإغاثة أتوا من عدد كبير من البلدان العربية والأجنبية.

وتمكنت فرق الإغاثة اليوم الجمعة، من إنقاذ عدد من الأشخاص بينهم عائلة كاملة من تحت الأنقاض بولايات هطاي، وغازي عنتاب، وقهرمان مرعش مركز الزلزال.

أما في مدينة أنطاكيا المنكوبة، فقطع عمال مناجم مسافة 1000 كيلومتر لتقديم المساعدة، متسلحين بمعاول ومجارف ومناشير تستخدم في المناجم لمساعدة فرق الإنقاذ على انتشال العالقين تحت كتل الأسمنت والحديد.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، كانت جرافة تساعد في إزالة الركام، عندما طلب منها المشرف على فريق عمال منجم "زوغولداك" الواقع قرب البحر الأسود، التوقف. 

فقد قام المشرف بتحطيم كتلة من الإسمنت بمطرقته ثم طلب بطانية، بعدما عثر على طفل ميتًا في سريره. وقد حمل الوالد جثة الطفل الملفوفة بشرشف بين ذراعيه صامتًا. 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close