في سياق انتهاكاته المستمرّة بحقّ المقدسيّين، بدأ الاحتلال الإسرائيلي عمليات هدم المباني في حيّ البستان في بلدة سلوان بالقدس المحتلّة.
وفي هذا السياق، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على هدم مبنى في حيّ البستان، كما اشتبكت مع أهالي الحيّ والطواقم الصحفية والناشطين الموجودين هناك، ما أسفر عن إصابات واعتقالات.
ولم يوفّر جنود الاحتلال نوعًا من القنابل إلا واستخدموه لإخلاء ساحة الهدم في حيّ البستان.
الاحتلال يقمع وقفة احتجاجية
وعادت قوات الاحتلال وقمعت بعد ذلك وقفة احتجاجيّة مساء أمس في حيّ البستان، واعتقلت أحد الشبّان.
ولفت مراسل "العربي" إلى أنّ مواجهات اندلعت في الحيّ، بعدما قمعت قوات الاحتلال وقفة سلميّة احتجاجًا على ما جرى.
وبحسب مراسلنا، فقد رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وأكّدوا أنّهم سيتصدّون لأيّ محاولة هدم ستقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أنّ نيّة بلدية الاحتلال تكمن في هدم حيّ البستان بكامله، وإقامة حديقة توراتية على أنقاضه.
خيار المقدسيّين الوحيد مقاومة الاحتلال
في غضون ذلك، لا يسع المقدسيين إلا مقاومة سلطات الاحتلال التي تمنع حق الالتماس والاعتراض، وكلّ ذلك طبقًا للقانون.
وتُعَدّ بلدة سلوان من أكثر البلدات التصاقًا بسور القدس التاريخيّ، ويقرب تعداد سكانها من 60 ألف مقدسي، بالإضافة إلى 2800 مستوطن و78 بؤرة استيطانية.
وهناك ستّة أحياء في البلدة يقطنها حوالي 7500 شخص يواجهون خطر التهجير القسري.
ما هي الأحياء المهدّدة بالتهجير؟
- حي والدة الحلوة: يمتدّ على مساحة 750 دونمًا ويبلغ عدد سكانه 5 آلاف نسمة.
- حي البستان: مساحته 70 دونمًا ويعيش فيه 1550 مقدسيًا في 109 منازل هدم منها 10.
- حي بطن الهوي: سلم أهالي الحي أوامر إخلاء 86 منزلًا يسكن فيها 726 مقدسيًا.
- حي وادي الربابة: مساحته 210 دونمات يعيش فيه 800 مقدسي 405 منهم مهددون بالتهجير.
- حي وادي ياصول: مساحته 310 دونمات يعيش فيه 1050 مقدسيًا وصدرت قرارات بهدم 84 منزلًا فيه.
- حي عين اللوز: مساحته 870 دونمًا ويقطنه 3400 شخص وتسلم أصحاب 283 منزلًا فيه أوامر بهدمها.
"حرب الرواية"
سياسيًا، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية: إنّ الاحتلال الإسرائيلي يشنّ على فلسطين ما سمّاها بـ"حرب الرواية"، إضافة إلى حروبه الديموغرافية والمالية والجغرافية.
وأضاف أشتية في كلمته خلال افتتاح مؤتمر "الرواية الصهيونية ما بين النقد والتفكيك"، أنّ أمام إسرائيل ما سمّاه "طريق الموت الديموغرافي في حال لم تسر في طريق الحلّ السياسي القائم على الدولتين".
وأوضح أنّ عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية أكثر من اليهود الإسرائيليين بـ250 ألف، لأول مرة منذ النكبة، بمعنى أنّ أقلّية تحكم أكثرية.
هدف سياسي أيديولوجي للاحتلال
من جهته، يتحدّث الناطق الإعلامي باسم لجنة الدفاع عن أراضي القدس فخري أبو دياب عن "مخطط لتصفية وجودنا في بلدة سلوان التي تمتد على 6500 دونم وهي ملاصقة للبلدة القديمة والمسجد الأقصى وهي خط الدفاع الأول عنهما".
ويشير أبو دياب، في حديث إلى "العربي"، من القدس، إلى وجود مخطط لتغيير هوية هذه المنطقة وتركيبتها السكانية ولا سيما في بعض الأحياء القريبة من المسجد الأقصى.
ويؤكد أنّ هناك هدفًا سياسيًا أيديولوجيًا خلف ذلك لأن الاحتلال يريد إقامة ما يسمى بالحديقة التوراتية ضمن مشروع "الحوض المقدس" حسب وصف وزعم الاحتلال الذي يبدأ من حي الشيخ جراح ويصل إلى حي البستان.
المسجد الأقصى في عين العاصفة
ويرفض ما يعتبرها ادعاءات وافتراءات الاحتلال لتبرير عمليات الهدم والتهجير، من قبيل أنّ المنازل بنيت دون ترخيص أو أن اليهود كانوا يمتلكون تلك الأراضي.
ويشدّد على أنّ الهدف في النهاية سياسي وأيديولوجي لتصفية الوجود الفلسطيني والمقدسي في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
وينبّه إلى أنّ المسجد الأقصى هو في عين العاصفة، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال لا يستطيع فرض وقائع عليه إلا بإبعاد خط الدفاع الأول عنه وهو الأقرب والملاصق له أي حي سلوان.