Skip to main content

انتهاكات ونهب وخدمات عسكرية.. الاتهامات تلاحق "فاغنر" في إفريقيا

الأربعاء 22 فبراير 2023

تلاحق الاتهامات مجموعة فاغنر العسكرية في قارة إفريقيا، حيث تنشط في عدد من الدول الإفريقية التي تعيش على وقع أزمات سياسية وتدهور أمني كذلك.

ويتجلّى ذلك في جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تحتكر فاغنر هناك القرار الأمني، وتضع يدها على ثروات البلاد التعدينية في ظل استمرار الصراع بين الحكومة والمتمردين.

وتسيطر فاغنر على موارد إفريقيا الوسطى عبر القتل والنهب كما أكّد تقرير دولي صدر عام 2022 يعمل على التحقق من انتهاكات المجموعة الروسية حول العالم.

وخلص التقرير إلى أنّ فاغنر باتت تسيطر على أغلب مناجم الألماس في البلاد.

وأشار إلى أنّ شركة يرأسها مقرب من مؤسس "فاغنر" منحت تصاريح تعدين في خمسة مناجم عام 2018، من بينها أربعة مصنّفة ضمن المناطق الحمراء التي تحظر الأمم المتحدة التعدين فيها.

خدمات عسكرية وأمنية للقابضين على الحكم

في مقابل ذلك، توفّر شركة فاغنر أيضًا خدمات عسكرية وأمنية للقابضين على الحكم في إفريقيا الوسطى منذ عام 2017، بعدما استقبل الرئيس 400 من مسلحيها ليضاف إلى مهامهم عام 2020، إلى تأمين القصر الرئاسي.

وحاليًا، يقارب عدد مقاتلي "فاغنر" في إفريقيا الوسطى 2000 مقاتل، يعملون بشكل مباشر مع الجيش والمخابرات، ويسيّرون دوريات أيضًا في المدن.

ويُعَدّ الجنرال فاليري زاخاروف المستشار الأمني الخاص لرئيس إفريقيا الوسطى، والمتحكم الرئيسي في القرارات العسكرية، والمسؤول عن نشر عناصر "فاغنر" في مناطق التعدين.

ورغم أنّ بعض جنرالات الجيش في إفريقيا الوسطى يعارضون تمدّد "فاغنر"، إلا انّ آخرين ينظرون إليها بشكل إيجابي باعتبار أنّها حقّقت استقرارًا عسكريًا في الجبهات، إضافة إلى تدريب أفراد الجيش، وتقديم معدّات عسكرية.

ويتّهم الرئيس السابق لإفريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزيه "فاغنر" بارتكاب جرائم حرب وإبادة قرى كاملة شمال البلاد وإحراق معسكرات نازحين من قومية "الفلاتة" بالقرب من مدينة بامباري.

علاقة "فاغنر" بالحكومة الروسية

ويرى الباحث في مركز البحوث للدراسات الإفريقية عبد الوهاب الطيب مسألة فاغنر في إفريقيا تشكّل الهاجس الأكبر في الوقت الحالي، خصوصًا أنّ هذه المجموعة تصنّف الآن على أنها الجناح الأمني والعسكري الأكبر لروسيا.

ويقارن الطيب في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم، بين مجموعة فاغنر ومجموعة بلاك ووتر الأميركية التي سبقت فاغنر من حيث الإنشاء، مشيرًا إلى أنّ روسيا تمضي بالأدوات نفسها التي تسير بها أميركا في مسألة مناطق النفوذ والصراع في إفريقيا والشرق الأوسط.

ويعتبر انطلاقًا من ذلك، أنّ العلاقة بين فاغنر والحكومة الروسية هي علاقة تبادل أدوار أو تنسيق أدوار لما لا يمكن أن تفعله الدولة الروسية بشكل مباشر، بمعنى أنّ ما لا تفعله موسكو تستطيع أن تقوم به فاغنر.

المصادر:
العربي
شارك القصة