الجمعة 3 مايو / مايو 2024

انسحاب روسي وتشكيك أوكراني رغم تقدم قوات كييف.. ماذا يحصل في خيرسون؟

انسحاب روسي وتشكيك أوكراني رغم تقدم قوات كييف.. ماذا يحصل في خيرسون؟

Changed

للخبر بقية يسلط الضوء على بدء القوات الروسية انسحابها من منطقة خيرسون أسبابه وتداعياته على الحرب (الصورة: غيتي)
بينما تغوص أقدام الجنود الأوكرانيين في آلاف الكيلومترات من خيرسون منذ الإعلان عن الانسحاب الروسي، يصرّ القادة في كييف على أن موسكو ستحول المنطقة إلى مدينة موت.

تغوص أقدام الجنود الأوكرانيين في آلاف الكيلومترات من خيرسون منذ الإعلان عن الانسحاب الروسي؛ يصفقون ويهتفون ويستعيدون بلدات وقرى وسط حالة من الصدمة حينًا والنشوة أحيانًا أخرى.

غير أن القادة الأوكرانيين في كييف يصرّون على أن موسكو ستحول المنطقة إلى مدينة موت، حيث يقول هؤلاء إن الألغام في كل مكان، حتى في الصرف الصحي.

فالعدو، على ما أسماهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، لا يقدم أي هدايا والمعركة متواصلة، وفق تعبيره.

بدوره، قال حلف شمال الأطلسي، ومن خلفه بالتأكيد الأوروبيون، إن "انسحاب الروس من خيرسون سيشكل نصرًا جديدًا لأوكرانيا وجنودها الشجعان". وذكّر الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بالدعم غير المسبوق الذي قدّمه الناتو لكييف.

أما الرئيس الأميركي جو بايدن فلم يخف شماتته، قائلًا وهو يعلّق على الانسحاب: إن ما حصل أظهر أن جيش روسيا يواجه مشاكل حقيقية. وحذر الأوكرانيين من أن القتال ما زال مستمرًا.

في الجانب الآخر، يقول أنصار الكرملين والمدافعون عما يسمونه "عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا" إن القرار خطوة ضرورية، مع اعترافهم بأنها أحد أكثر الهزائم المذلة التي تمنى بها موسكو حتى الآن.

ويأتي ذلك في وقت تراجعت فيه حدة التصريحات الروسية بشأن استخدام الأسلحة النووية، وبالتزامن مع سيل من الرحلات المكوكية الغربية إلى كييف، وعلى وقع ضجيج الحديث عن اتصالات بين موسكو وواشنطن.

كل ذلك ربما سيقود من بوابة خيرسون إلى مفاوضات قد تنجي الجميع من الولوج إلى حرب نووية، ولذا فكأن الحال تقول إذا لاحت فرصة للتفاوض تقود لتحقيق السلام فإن على الجميع اغتنامها.

"انسحاب تكتيكي من خيرسون"

في هذا السياق، يشير الكاتب المستقل أندريه أنتيكوف إلى أن ما يحصل هو " انسحاب تكتيكي من مدينة خيرسون، حيث تمكنت روسيا من الحفاظ على حياة جنودها".

وينفي في حديثه إلى "العربي" من موسكو، أن يكون ما حصل خسارة، مذكرًا بأن روسيا انسحبت من دون حصول معركة.

ويشرح معتبرًا أن "ما حصل تنازل سياسي للولايات المتحدة"، بالإشارة إلى أنه من وجهة نظر عسكرية لم يكن هناك أي معنى لمثل هذا الانسحاب.

وبينما يلفت إلى أن كلًا من مستشار الأمن القومي الأميركي ورئيس أركان الحرب الأميركي يتحدثان عن ضرورة بدء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، يقول: "لذلك تقدم موسكو من جانبها هذه التنازلات".

ويصف بالأمر "اللافت" عدم قصف أوكرانيا القوات الروسية عند انسحابها من المدينة. 

"لا نؤمن أن الانسحاب حقيقي"

بدوره، يوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الطيران الأوكرانية مكسيم يالي أن "الأوكرانيين مترددون في الإعلان عن الانسحاب الروسي من خيرسون، فنحن لا نؤمن أنه حقيقي وجاد حتى الآن".

ويشير في حديثه إلى "العربي" من كييف، إلى أن "الاستخبارات العسكرية الأوكرانية ترى أن نحو 20 ألفًا من القوات الروسية لا تزال موجودة في خيرسون على الجانب الأيمن من النهر".

ويردف بأنه "حتى الآن انسحب عدد قليل من الجنود والمعدات، لكن لا يزال هناك حجم ملموس من هذه القوات". وكذلك يلفت إلى "احتمال أن يكون ما حصل فخًا ينصبه الجانب الروسي لأوكرانيا".

ويذكر بما قاله زيلينسكي من حيث أنه "حتى يتم رفع العلم الأوكراني على المباني الإدارية الرئيسة في مدينة خيرسون، لا يمكن أن نعتبر أن القوات المحتلة قد رحلت بالفعل عن هذه المنطقة". 

"خيرسون منطقة صعبة"

من جانبه، يلفت المحلل الأمني والإستراتيجي بول جبسون إلى أن "خيرسون منطقة صعبة".

ويشير في حديثه إلى "العربي" من لندن، إلى صعوبة إيصال الإمدادات إلى هذه المنطقة بسبب الجسور، وكذلك صعوبة الدفاع عن المواقع.

لذا يرى من الناحية العسكرية أن من المنطقي أن تنسحب القوات الروسية من بعض هذه المواقع لأنه يصعب الدفاع عنها.

إلى ذلك، يلفت المحلل الأمني والإستراتيجي إلى أن العالم بأكمله ربما يتجه إلى ركود اقتصادي، الذي تُعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا أحد الأسباب التي تعجل فيه.

وبينما يؤكد أن مصلحة الجميع أن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت ممكن، يقول إنه لا يظن أن هذا الأمر سيحدث من دون أن تكون أوكرانيا داعمة له بشكل كامل. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close