تأخذ منظمة غير حكومية في لبنان على عاتقها محاولة إعادة الحياة إلى بيروت من خلال تشغيل إشارات المرور وإنارة مصابيح الشوارع باستخدام الطاقة الشمسية، في ظل استمرار مشكلة النقص الحاد في الكهرباء.
وعنوان المبادرة التي أطلقتها "بيروت ريبيرث" لتعيد النور لشوارع بيروت المظلمة هو "على كل إشارة فسحة أمل" أي "ولادة جديدة". ويشرح غابي فرنيني صاحب المبادرة أن الهدف الأساسي لهذا المشروع كان إصلاح الإشارات الضوئية وتطويرها لتعمل من خلال الطاقة الشمسية قبل أن تتوسع لتشمل عواميد الإنارة.
أما عن هدف "ريبيرث بيروت " فيقول فرنيني إنه إعادة الأمل لأهل المدينة واللبنانيين ككل، "ليشعروا أنهم يعيشون في مدينة حضارية".
فقد تم تركيب عشرات الألواح الشمسية على إشارات المرور في شوارع المدينة، لا سيما في المناطق الأكثر تضررًا من انفجار مرفأ بيروت عام 2020، فيما أوضح مؤسس المنظمة أن الأفكار الكامنة وراء مشاريع الإضاءة هذه جاءت من إدراك خطورة القيادة والمشي في العاصمة ليلًا.
وشددّ فرنيني على أن المبادرة الفردية من قبل المجتمع المحلي ضرورة لأنه "إذا انتظرنا الدولة فسننتظر كثيرًا ونحن نريد أن تضاء بيروت الحزينة على أمل حلحلة أزمة الكهرباء وأن تعود مدينتنا من جديد".
وبينما لا يزال الظلام يسود العديد من شوارع بيروت ولبنان، لاحظ المواطنون زيادة الحركة في المناطق التي نفذت فيها "ريبيرث بيروت" مبادرتها، حيث وصفت إحدى المواطنات الأمر بأنه "ولادة جديدة حقيقية" للحي الذي تسكنه.
وقالت ماريا السماك أنها لاحظت زيادة ملحوظة بعدد الزائرين للمنطقة بعد مشروع الإنارة، كما أن شعورًا ما بالأمان قد عاد مع عودة النور إلى الأزقة الأمر الذي سهل تحركات أبناء المنطقة.
ويعد القائمين على هذه المبادرة باستكمال أعمالهم لتشمل مبادرات لاحقة، لعل النور والحياة يعودان لشوارع هذه العاصمة المنكوبة.