الإثنين 6 مايو / مايو 2024

بايدن في الشرق الأوسط.. هل أُدرج الملف الفلسطيني ضمن أولويات زيارته؟

بايدن في الشرق الأوسط.. هل أُدرج الملف الفلسطيني ضمن أولويات زيارته؟

Changed

"للخبر بقية" يناقش زيارة بايدن إلى المنطقة وأولوياتها (الصورة: رويترز)
وصل بايدن إلى إسرائيل في أول محطة لزيارته الشرق أوسطية، ولا يبدو أن الملف الفلسطيني يحظى بأولوية على أجندته.

بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن جولة في المنطقة تشمل كلًا من إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وأخيرًا السعودية.

وتهيمن على الزيارة ملفات عدة؛ أبرزها يتعلق بالطاقة والتقريب بين إسرائيل والسعودية ومواجهة إيران ودمج إسرائيل في تحالفات عسكرية إقليمية.

ولا يبدو أن الملف الفلسطيني يحظى بأولوية، رغم أن جدول الزيارة يتضمن عقد مباحثات بين بايدن والرئيس الفلسطيني محمود عباس، هي الأولى على هذا المستوى بين الجانبين منذ تولي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب منصبه قبل خمس سنوات.

وفيما تقل مدة اللقاء المرتقب عن ساعة واحدة، لا يبدو أنها ستحلحل ملفات عالقة بعضها منذ عقود، وبعضها منذ إدارة ترمب. 

والأخير اتخذ خلال سنوات حكمه الأربع سلسلة من القرارات والمواقف التي عُدت تراجعًا عن السياسات التقليدية للبيت الأبيض حيال الفلسطينيين. 

كان أبرز القرارات إغلاق القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، ونقل السفارة الأميركية وشرعنة الاستيطان في الضفة الغربية. كما أوقفت إدارته جميع المعونات الأميركية للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. 

"لن تخدم إلا المصالح الإسرائيلية"

ومع تولي إدارة ديمقراطية مقاليد الحكم في البيت الأبيض، انتعشت آمال الفلسطينيين بتغيير محتمل في سياسة واشنطن، ولا سيما بعد أن أطلق بايدن وعدًا بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة.

إلا أن تلك الآمال تلاشت، حيث لم تحد الإدارة الديمقراطية عن سياسة الإدارة الجمهورية حيال القضية الفلسطينية.

وتشعر إدارة بايدن بحجم خيبة الفلسطينيين من سياساتها، لذا استباقًا لهذه الزيارة سارع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى الإعلان أن الإدارة تريد قنصلية في القدس الشرقية.

وسرعان ما ردّ البيت الأبيض على هذا الإعلان، مؤكدًا أن "سوليفان أخطأ بخصوص رغبة الولايات المتحدة في إقامة قنصلية في القدس الشرقية".

بالمحصلة، لا تغير في مواقف إدارة بايدن ولو تكتيكيًا، لذلك فلسطينيًا لم تبنِ حركة حماس أي آمال على الزيارة، بل على العكس من ذلك رأت الحركة على لسان المتحدث باسمها أن الزيارة لن تخدم إلا المصالح الإسرائيلية في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية.

وفي موقف مقارب، قال أعضاء بارزون في حركة فتح إنهم يسمعون فقط كلمات جوفاء من دون نتائج، رغم أن بايدن فتَح نافذة بشأن حل الدولتين.

"فلسطين ليست على رأس أولوياته"

ويلفت رئيس قسم الإستراتيجية في مجلس الأطلسي ماثيو كرونيغ، إلى أن إدارة بايدن كانت قد قررت عندما أتت إلى الحكم أن الشرق الأوسط ليس أولوية، وأنها تريد التركيز على آسيا وعلى الحرب في أوكرانيا عقب اندلاعها.

ويشير في حديثه إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن بايدن يحاول بعد سنتين أن يعيد الانخراط في المنطقة وتقوية الشراكات المعروفة مع إسرائيل ودول الخليج ومواجهة إيران، فضلًا عن مشكلة النفط.

وبينما يقول إن "فلسطين هي فعلًا قضية، لكنها ليست على رأس أولوياته"، يتحدث عن أولوية كبرى في إدارة بايدن لتعزيز العلاقات مع الأحلاف في المنطقة، وأيضًا بالنسبة لمفهوم الناتو وجود نظام عربي دفاعي متكامل في المنطقة به رادارات ومعترضات، سيمكن هذه الدول من أن تكون أكثر قوة مع واشنطن في حلف ضد إيران.

ويلفت إلى أن العلاقات بين الدول في المنطقة كانت قد منعت ذلك من الحدوث، وهي الآن تتحسن.

"توجه لإصدار بيانين منفصلين"

من ناحيته، يوضح رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة لحركة فتح منير الجاغوب، أن اجتماعات عُقدت بين اللجان القادمة من الولايات المتحدة واللجان الفلسطينية وقطعت شوطًا كبيرًا من الحوار. 

ويشير في حديثه إلى "العربي" من نابلس، إلى اتفاق على نقاط كثيرة وكبيرة، واختلاف أيضًا في بعض النقاط.

ويشرح أن من نقاط الالتقاء أن الدولة الفلسطينية هي إلى حدود 4 حزيران 1967، بينما نقاط الاختلاف في أنهم يتحدثون عن دولة في القدس ولا يتحدثون عن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

وبينما يلفت إلى أن هذا الموضوع يثير خلافًا بين الجانبين الأميركي والفلسطيني، يتحدث عن اتجاه إلى إصدار بيانين منفصلين من دولة فلسطين والولايات المتحدة، وليس بيانًا واحدًا إلا إن جد جديد حتى الغد.

ويشير إلى مطالب فلسطينية واضحة طلبت من الجانب الأميركي؛ وهي فتح القنصلية في القدس، وفتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وإيجاد أفق سياسي جاد وفترة زمنية محددة لحل القضية الفلسطينية.

"هدفان رئيسيان وهدف تكتيكي"

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة حسام الدجني، أنه من الممكن أن تكتفي الفصائل الفلسطينية بالدعوات التي صدرت اليوم لتحركات شعبية جماهيرية ذات طابع سلمي لإيصال رسالة بأن الشعب الفلسطيني يرفض هذه الزيارة.

ويشرح في حديثه إلى "العربي" من غزة، أن الشعب الفلسطيني لا يرفض زيارة الرئيس الأميركي، بقدر رفضه أجندة هذا اللقاء الخطيرة جدًا.

ويلفت إلى أن الفصائل الفلسطينية تدرك أن للزيارة هدفين رئيسين وهدفًا تكتيكيًا؛ الأمن الإقليمي من خلال تحالف أو ناتو عربي يدمج إسرائيل من خلاله، وتقوده إسرائيل لمواجهة الخطر الإيراني وحلفاء إيران، ما يمسّ حزب الله وحماس والمقاومة الفلسطينية بشكل عام.

ويضيف أن الهدف الثاني متعلق بالبحث عن أسواق للطاقة والغاز كبدائل عن الغاز الروسي. في حين أن الهدف التكتيكي هو القضية الفلسطينية.

ويذكر بأنه لا يمكن أن يؤسّس للتطبيع مع الدول العربية والإسلامية إلا من خلال ذر الرماد في العيون من خلال مصطلحات مثل حل الدولتين، الذي لم يعد أصلًا قائمًا ولا يمكن أن يقام على الأرض، في ظل المشاريع الاستيطانية وما قامت به حكومتا نتنياهو وبينيت ولابيد..

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close