أدرجت أستراليا حيوان الكوالا على أنه من الأنواع المهددة بالانقراض في بعض أجزاء البلاد بعد انخفاض كبير في أعدادها.
وقالت الحكومة الفيدرالية: "إن الإدراج يخص كوينزلاند ونيو ساوث ويلز وإقليم العاصمة الأسترالية"، بحسب صحيفة "ميترو".
وكانت اللجنة العلمية للأنواع المهددة في أستراليا قد أدرجت الكوالا سابقًا على أنها "معرضة للخطر" في تلك الولايات والأقاليم عام 2012.
ومع وضعها "الضعيف" السابق، التزمت الحكومة الأسترالية بتطوير خطة انتعاش للكوالا بحلول عام 2014 والتي لم تتحقق أبدًا. وكانت إعادة التقييم جزءًا من استجابة البلاد لحرائق الغابات في 2019-2020.
وقالت وزيرة البيئة سوزان لي: "إن تأثير الجفاف الذي طال أمده، متبوعًا بحرائق الغابات في الصيف الأسود، والآثار التراكمية للأمراض والتوسع الحضري وفقدان الموائل على مدار العشرين عامًا الماضية أدّت إلى تقديم المشورة".
وأضافت: "إن المسؤولين يصممون خطة استعادة، وسيتم الآن تقييم تطوير الأراضي من أجل التأثيرات على الأنواع".
حرائق غابات أستراليا
وفي حين يواجه عدد الكوالا انخفاضًا بالفعل، فقد أثرت حرائق الغابات الأسترالية في موسم 2019-2020 بشكل كبير على الجرابيات، مما أسفر عن مقتل حوالي 5000 من الكوالا وأثر على 24% من الموائل في نيو ساوث ويلز وحدها.
وقد شُرد وقتل أكثر من ثلاثة مليار حيوان في موجة الحرائق نتيجة الجفاف الشديد وارتفاع درجات الحرارة.
وقد جهد متطوعون لإنقاذ الكوالا من أدغال أستراليا بعد الحرائق. واعتمد بعضهم طرق البحث التقليدية بمساعدة الكلاب للاستدلال على وجودها عبر تتبع مخلفات برازها أو مراقبة أثرها على أشجار الكافور والكينا التي تمثل غذاءها، لإيجاد مكان اختبائها. كما استعان البعض الآخر بطائرة بدون طيار بتقنية الأشعة تحت الحمراء.
وقال مدير ترميم في الصندوق العالمي لطبيعة أستراليا ستيوارت بلانش في حديث إلى "العربي" حينها: "إن الطائرات المسيرة تسرّع عملية العثور على الكوالا عبر هكتارات شاسعة من الأدغال وذلك بسبب تقنيتها العالية وانخفاض تكلفتها مقارنة بمعدات البحث الأخرى".
خطة إنعاش
لكن حرائق "الصيف الأسود" أثارت بعض الإجراءات، حيث تمضي الحكومة الأسترالية حاليًا قدمًا في تطوير واعتماد خطة انتعاش للحيوانات المهددة بالانقراض.
والعام الماضي، وجد تحقيق في نيو ساوث ويلز أن الكوالا ستنقرض هناك بحلول عام 2050 ما لم يكن هناك إجراء عاجل.
وبينما تتأثر حيوانات الكوالا بحرائق الغابات وتنظيف الأراضي وهجمات الكلاب وتفشي الكلاميديا، فإن أهم تهديد لهذه الأنواع هو تغير المناخ الذي سيؤدي إلى تفاقم حرائق الغابات والجفاف، ويقلل من جودة النظام الغذائي لأوراق الكينا للحيوان.
كما تم العثور على الكوالا أيضًا في جنوب أستراليا وفيكتوريا، لكن أعدادها تنخفض على المستوى الوطني، وفقًا لمجموعات الحفاظ على البيئة.
وقد تعهدت الحكومة الأسترالية بتقديم 50 مليون دولار أسترالي لحماية الكوالا الشهر الماضي، حيث صرح رئيس الوزراء سكوت موريسون بأن الأموال "ستعزز حماية الكوالا من خلال استعادة موطنها، وتحسين فهمنا لمجموعات الكوالا ودعم التدريب على علاجها ورعايتها وتعزيز البحث في الأوضاع الصحية للكوالا".