الجمعة 3 مايو / مايو 2024

بعد أزمة شرق المتوسط.. تركيا واليونان تستأنفان الحوار

بعد أزمة شرق المتوسط.. تركيا واليونان تستأنفان الحوار

Changed

أوغلو يعرب عن الأمل في أن تسمح محادثات إسطنبول بالتوصل إلى نتائج
أوغلو يعرب عن الأمل في أن تسمح محادثات إسطنبول بالتوصل إلى نتائج (غيتي)
ترغب اليونان بالبحث فقط في ترسيم حدود الجرف القاري لجزرها في بحر "إيجه"، فيما تريد أنقرة توسيع نطاق المحادثات لتشمل المناطق الاقتصادية الخالصة والمجال الجوي للبلدين.

بدأت تركيا واليونان، اليوم الإثنين، في إسطنبول محادثات لتسوية خلافهما بشأن التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط بعد أزمة خطرة تشهد على الهوة الفاصلة بين هذين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

واستقبل المسؤول الثاني في وزارة الخارجية التركية سادات أونال وفدًا يونانيًا في قصر دولما بخشة في إسطنبول، وكانت هذه المحادثات حول شرق المتوسط معلّقة منذ 2016 بعد تصاعد كبير للتوتر بين الجارتين.

من جهته، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الأربعاء: "بلادنا تخوض هذه المحادثات بتفاؤل وأمل". وأضاف: "لطالما كانت اليونان تؤيد الحوار بشرطين: وقف تركيا لتصرفاتها العدائية في المنطقة الاقتصادية اليونانية الخالصة، واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في 2016".

وخلال زيارة الأسبوع الماضي لبروكسل، أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو عن الأمل في أن تسمح محادثات إسطنبول بالتوصل إلى نتائج.

وتندرج هذه المحادثات في إطار حملة أوسع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الساعي إلى تهدئة العلاقات المتوترة مع الاتحاد الأوروبي الذي ضاق ذرعًا من سلوك أنقرة، وباشر الشهر الماضي فرض عقوبات عليها.

وأغرقت مهمات التنقيب التركية عن الغاز المتكررة في المياه اليونانية في الأشهر الأخيرة أنقرة وأثينا في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة منذ العام 1996 عندما كاد البلدان يتواجهان في حرب.

حوار طرشان

لكن في مؤشر إلى أن هذه المحادثات قد تتحول إلى "حوار طرشان"، لم يتفق البلدان على جدول أعمال الاجتماع، بحسب ما ورد في تقريرٍ لوكالة "فرانس برس".

ووفقًا للتقرير، ترغب اليونان بالبحث فقط في ترسيم حدود الجرف القاري لجزرها في بحر "إيجه"، فيما تريد أنقرة توسيع نطاق المحادثات لتشمل المناطق الاقتصادية الخالصة، والمجال الجوي للبلدين.

وندد تشاوش أوغلو كذلك الجمعة بـ "استفزازات" قامت بها أثينا التي تحدثت عن مضاعفة مساحة مياهها في بحر إيجه، وهو موضوع تعتبره أنقرة خطرًا جدًا.

مؤشر إيجابي

ورغم هذه الخلافات، رحّب الاتحاد الأوروبي باستئناف الحوار بين البلدين، واعتبر أنه يُشكل مؤشرًا إيجابيًا للعلاقات بين أنقرة وبروكسل بعد توتر مستمر منذ أشهر عدة.

ففي ديسمبر/ كانون الأول، قرر قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال قمة لهم في بروكسل معاقبة تحركات تركيا "غير القانونية والعدائية" في المتوسط حيال اليونان وقبرص.

وفرضت قمة الاتحاد الأوروبي عقوبات فردية على أشخاص ضالعين في عمليات التنقيب التي تجريها تركيا في شرق المتوسط.

تصاعد الأزمة

وتصاعدت الأزمة بين أثينا وأنقرة مع نشر تركيا في أغسطس/ آب سفينة في المناطق المتنازع عليها، ولا سيّما قرب جزيرة "كاستيلوريزو" اليونانية الواقعة قرب الساحل التركي.

واتهمت اليونان أنقرة بانتهاك حدودها البحرية، إلا أن تركيا تعتبر أن وجود هذه الجزيرة الصغيرة لا يبرر استبعادها من جزء كبير من شرق المتوسط الغني بحقول الغاز.

إلا أنه في بادرة تهدئة على الأرجح، أعلنت أنقرة في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني عودة السفينة إلى تركيا، في سياق تهدئة التوتر مع أوروبا، وسْط توقّعاتٍ بتشدّد أميركيّ تجاه أنقرة، في ظلّ إدارة الرئيس جو بايدن.

المصادر:
أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close