الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

بعد "المجازر".. برلمان أوكرانيا يصنّف أعمال روسيا "إبادة جماعية"

بعد "المجازر".. برلمان أوكرانيا يصنّف أعمال روسيا "إبادة جماعية"

Changed

كاميرا "العربي" ترصد آثار الدمار في ميكولاييف بعد صمود المدينة في صدّ الهجوم الروسي (الصورة: غيتي)
يهدف قرار البرلمان الأوكراني إلى مطالبة الأمم المتحدة والحكومات والبرلمانات في العالم بالاعتراف بأفعال الجيش الروسي في أوكرانيا على أنها "إبادة جماعية".

صوّت البرلمان الأوكراني، اليوم الخميس، على قرار يوصّف أعمال الجيش الروسي في أوكرانيا بـ"الإبادة الجماعية"، وذلك بعدما شهدت البلاد "مجازر مروّعة" على يد القوات الروسية أشهرها في مدينة بوتشا ومحطة قطارات كراماتورسك.

وأشار النص الذي أقر بغالبية 363 صوتًا إلى أن "أفعال روسيا تهدف إلى إبادة الشعب الأوكراني بشكل منهجي وحرمانه من حق تقرير المصير ومن تطور مستقل".

ونوه القرار بأن "هذا يتطلب اعترافًا فوريًا بالأفعال التي ارتكبتها القوات الروسية خلال العدوان الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط 2022 على أنها إبادة جماعية للشعب الأوكراني".

ويهدف القرار أيضًا إلى مطالبة الأمم المتحدة والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والبرلمان الأوروبي، والجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وحلف شمال الأطلسي بالإضافة إلى الحكومات والبرلمانات في أنحاء العالم بالاعتراف أيضًا بأفعال الجيش الروسي في أوكرانيا على أنها "إبادة جماعية للشعب الأوكراني".

واتهمت أوكرانيا، روسيا بقصف محطة قطارات في كراماتورسك في شرق أوكرانيا، في 8 من الشهر الجاري، ما أدى لمقتل نحو 60 شخصًا.

وجاء الهجوم بعد أسبوع، من تلقي العالم صدمة كبيرة من هول مشاهد الجثث والمقبرة الجماعية التي دفن فيها نحو 300 شخص، في مدينة بوتشا الواقعة شمال غربي كييف، بعد انسحاب القوات الروسية منها.

ولاحقًا اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، وهو مصطلح سبق أن استخدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعبيرًا منه عما حصل في بوتشا.

وتنفي روسيا ادعاءات قتلها مدنيين في بوتشا، وتقول إنّ صور القتلى كانت "بأوامر" من الولايات المتحدة في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم إلى موسكو.

ماكرون يتجنب استخدام المصطلح 

وفي هذا الإطار، أوضح أستاذ القانون الدولي وليام شاباس من جامعة ميدلسكس في لندن، أن "مصطلح إبادة جماعية له تعريف قانوني دقيق، لكنه يستخدم أيضًا على نطاق واسع من السياسيين والناشطين بسبب قدرته على إثارة الرأي العام".

وبرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، قراره عدم استخدام عبارة "إبادة جماعية" في ما يتعلق بفلاديمير بوتين، معتبرًا أن "التصعيد الكلامي" لن "يساعد أوكرانيا" وقد يدفع الغربيين إلى التدخل.

وأوضح الرئيس الفرنسي عبر إذاعة "فرنسا بلو" أنه تحدث صباحًا مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي اعتبر الأربعاء أن رفضه التنديد بـ"إبادة جماعية" في بلاده "مؤلم جدًا"، وقال إنهما سيتحدثان مرة أخرى مساء.

وأعلن ماكرون خلال توجهه إلى لوهافر في شمال غرب فرنسا، في إطار حملته الانتخابية الرئاسية أن "كلمة إبادة جماعية لها معنى" و"يجب أن تصدر عن خبراء في القانون وليس سياسيين".

وأشار إلى أن "الدول التي تعتبر أنها إبادة جماعية يجب أن تتدخل بموجب الاتفاقيات الدولية".

وسأل: "هل هذا ما يريده الناس؟ لا أعتقد ذلك"، لأنه سيكون "انخراطًا" في الصراع، وحذر من أن على "الجميع أن يعرف كيف يحافظ على الصواب، فلن يساعد أوكرانيا الدخول في تصعيد كلامي من دون تحمل كل العواقب".

واختتم حديثه الإذاعي قائلًا: "أحافظ على مسار العمل نفسه: أن أبذل قصارى جهدي لوقف الحرب، وأن أكون إلى جانب الأوكرانيين، وأن أستمر في اتخاذ اجراءات التضامن والعمل من أجل السلام وحماية مواطنينا من الحرب".

لكن بالإضافة إلى ماكرون، امتنع المستشار الألماني أولاف شولتس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن استخدام هذا المصطلح.

وقال غوتيريش: "الإبادة الجماعية معرّفة بدقة في القانون الدولي. وبالنسبة إلى الأمم المتحدة، نحن نعتمد على القرار القانوني الذي تتوصل إليه الهيئات القضائية المختصة".

ميكولايف مدينة صامدة

في سياق آخر، تشهد بعض جبهات مدينة ميكولايف والتي غادرها غالبية سكانها هربًا من القتال معارك لا تهدأ، لكنها صدت الهجوم الروسي ونجحت في أن تكون درعًا لحماية أوديسا الهامة.

وأفاد مراسل "العربي" من ميكولايف بأن مطار المدينة تحول إلى ركام بفعل الضربات الروسية، فيما يشير إلى وجود تحذيرات أمنية من وجود قنابل عنقودية في بعض أجزاء المطار لا تزال تشكل خطرًا على السكان.

ولا تزال المدينة تتعرض لقصف وانفجارات بشكل دائم، ولا سيما أن نصف مليون من سكانها فروا، خوفًا من سيناريو اجتياح روسي.

ومنذ الهجوم على أوكرانيا في فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، فشلت القوات الروسية في السيطرة على مدينة رئيسة واحدة وتكبدت خسائر فادحة.

وبسبب الهجوم الروسي، وهو أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945، فر أكثر من 4.6 ملايين شخص إلى خارج أوكرانيا وقتل أو جرح الآلاف وأصبحت روسيا معزولة بصورة متزايدة على المسرح العالمي.

ويقول الكرملين إنه يشن "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا و"تخليصها من النازيين". وترفض كييف وحلفاؤها ذلك باعتباره ذريعة كاذبة لشن هجوم غير مبرر.

ونتيجة لذلك، فرضت حزم عقوبات ثقيلة على موسكو، بهدف وقف الهجوم، ولتأكيد لصناع القرار في الكرملين أن العملية العسكرية غير قانونية ضد أوكرانيا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close