بعد حرمانها حق استضافة مونديال دون الـ20.. حزن وغضب في إندونيسيا

أعرب رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، اليوم الخميس، عن إحباطه وحزنه بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بسحب حقوق استضافة كأس العالم تحت 20 عامًا من بلاده، لكنه شدد على ضرورة احترام القرار.

وأضاف ويدودو في فيديو أنه طالب رئيس الاتحاد الإندونيسي للعبة بالعمل على تجنب عقوبات الفيفا بشأن هذه القضية، التي أثيرت جراء رفض رسمي وشعبي لمشاركة منتخب إسرائيل بالبطولة. 

دموع وحزن

وكان الفيفا قد أعلن، يوم أمس الأربعاء، تجريد إندونيسيا من حق استضافة البطولة، التي كانت ستجري في الفترة من 20 مايو/ أيار إلى 11 يونيو/ حزيران المقبلين، بعد أن ألغى الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم القرعة، جراء رفض حاكم جزيرة بالي ذات الأغلبية الهندوسية استضافة المنتخب الإسرائيلي، وخروج مظاهرات رافضة لوجود الفريق العبري.

وجاء فقدان حق الاستضافة بمثابة ضربة كبيرة في إندونيسيا، حيث تحظى كرة القدم بمتابعة هائلة على الرغم من عدم وجود نجاح دولي منذ التأهل لكأس العالم عام 1938 تحت اسم جزر الهند الشرقية الهولندية.

وعم الحزن أوساط اللعبة، والجماهير التي كانت تنتظر الحدث العالمي في البلاد، وانعكس ذلك على لاعبي المنتخب المشاركين في البطولة، وأظهر مقطع فيديو نشره الاتحاد الإندونيسي لاعبين مطأطأي الرؤوس ومدربهم غارقًا في دموعه أمس الأربعاء، بعد تلقي نبأ تجريد إندونيسيا من الاستضافة.

وقال ‬‬أريا سينولينج عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الإندونيسي في مقابلة تلفزيونية محلية: "نقاتل حتى لا نتعرض لعقوبات".

وبسؤاله عن سبب قرار الفيفا بتجريد إندونيسيا من حق الاستضافة، قال زين الدين أمالي نائب رئيس الاتحاد الإندونيسي الحالي ووزير الرياضة السابق: "قرر الفيفا إن إندونيسيا لم تحقق المطلوب منها سابقًا أثناء تقديم عرض الاستضافة".

تضامن واسع

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، تضامنًا واسعًا مع إندونيسيا من مناصري القضية الفلسطينية حول العالم، لا سيما في العالمين العربي والإسلامي. 

وكان المنتخب الإسرائيلي قد تأهل لأول مرة في تاريخه، إلى نهائيات هذه البطولة، التي كانت من المفترض إقامتها في 6 مدن إندونيسية وبمشاركة 24 منتخبًا.

وأثارت مشاركة إسرائيل غضبًا واسعًا، فيما وجه حاكم بالي وايان كوستر الشهر الماضي، رسالة إلى وزارة الرياضة والشباب، دعا خلالها إلى استبعاد إسرائيل عن القرعة.

وقبل أسبوع تظاهر إندونيسيون في أكثر من مدينة رفضًا للمشاركة الإسرائيلية بالقرعة، لا سيما أن البلاد لطالما شهدت مظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية، ولا تقيم أي علاقة دبلوماسية رسمية مع تل أبيب، الأمر الذي تسبب بإلغاء حفل القرعة. 

وكان الفيفا قد أكد أمس أنه "سيتم الإعلان عن مضيف جديد في أقرب وقت ممكن، مع بقاء مواعيد البطولة حاليًا دون تغيير. وقد يتم أيضًا تحديد طبيعة العقوبات المحتملة ضد الاتحاد الإندونيسي في مرحلة لاحقة".

وهدّد الفيفا بعقوبات إضافية، قد تبعد إندونيسيا عن تصفيات مونديال 2026 التي تنطلق في أكتوبر/ تشرين الأول، علمًا أنها تعرّضت للإيقاف عام 2015 لمدة سنة، بسبب التدخل الحكومي في اللعبة.

ولطالما عانت اللعبة في البلاد بسبب البنية التحتية المهزوزة وعنف المشجعين، فيما تعرّضت إندونيسيا لواحدة من أسوأ كوارث الملاعب في تاريخ كرة القدم أدت إلى وفاة 135 شخصًا في حادثة تدافع في مدينة مالانغ شرق جاوة في أكتوبر الماضي، بينهم أكثر من أربعين طفلًا.