Skip to main content

بكين "تدعم الطرفين".. الرئيسان الروسي والصيني يبحثان تطورات أوكرانيا

الجمعة 25 فبراير 2022

أعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن تأييده لحلّ الصراع في أوكرانيا عبر المسار الدبلوماسي، وذلك بعد يوم من هجوم عسكري واسع النطاق شنته موسكو على جارتها وأحرزت تقدمًا على الأرض.

ونقلت محطة "سي سي تي في" الرسمية، اليوم الجمعة، عن الرئيس الصيني تأكيده في المكالمة الهاتفية أن "الوضع في شرق أوكرانيا شهد تغيّرات متسارعة، وإن الصين تدعم روسيا وأوكرانيا في حل المسألة من خلال مفاوضات".

ونفذت القوات الروسية هجومًا ضد أوكرانيا، شمل ضربات جوية وإرسال جنود إلى عمق أراضي هذا البلد، بعد أسابيع على فشل جهود دبلوماسية في ردع بوتين عن شن العملية العسكرية.

الصين تلتزم الحياد

وانتهجت بكين مسارًا دبلوماسيًا حذرًا في الأزمة، ورفضت اعتبار العملية "غزوًا"، كما لم تستنكر أعمال روسيا، حليفتها الوثيقة.

وأكد شي في الاتصال الهاتفي مع بوتين على ضرورة "التخلي عن عقلية الحرب الباردة، وتعليق أهمية على المخاوف الأمنية المنطقية لجميع الدول واحترام تلك المخاوف، وتشكيل آلية أمنية أوروبية فاعلة ومستدامة من خلال المفاوضات".

وبحسب نص المكالمة الذي نُشر، أشار بوتين إلى أسباب شن روسيا "العملية العسكرية الخاصة" وقال لشي إن حلف الأطلسي والولايات المتحدة، لطالما تجاهلا المخاوف الأمنية المنطقية لروسيا، حسب تعبيره.

وقال لشي أيضًا في المكالمة إن روسيا على استعداد لإجراء محادثات "رفيعة المستوى" مع أوكرانيا.

ومع تصاعد الأزمة، اضطرت الصين إلى تحقيق توازن بين علاقاتها القريبة مع روسيا ومصالحها الاقتصادية الكبيرة في أوروبا.

ويقف نهج موسكو على نقيض صارخ من موقف السياسة الخارجية المعلنة للصين والقاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وشدّد شي على استعداد بلاده للعمل مع جميع الأطراف في المجتمع الدولي للدعوة إلى مفهوم أمني مشترك وشامل ومتعاون ومستدام، وحماية النظام الدولي مع بقاء الأمم المتحدة في الصميم، وفق النص الذي نشرته "سي سي تي في".

إيطاليا تبدي استعدادها لنشر جنود

وعلى الجانب الداعم لأوكرانيا، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، اليوم الجمعة، أن بلاده مستعدة لنشر 3400 عسكري إضافي في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، عقب العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.

وقال دراغي في مداخلة في مجلس النواب إن إيطاليا مستعدة في مرحلة أولى لحشد "1400 رجل وامرأة من القوات البرية والبحرية والجوية"، ومن ثم 2000 عسكري إضافي في مرحلة ثانية.

وستنتشر هذه القوات "في المنطقة الخاضعة لمسؤولية حلف شمال الأطلسي (ناتو)"، بحسب ما أوضح.

وينتشر من الآن مئات عدة من الجنود الإيطاليين في ليتوانيا ورومانيا.

وأضاف دراغي: "إيطاليا وحلف شمال الأطلسي يريدون توجيه رسالة وحدة وتضامن حول القضية الأوكرانية، والدفاع عن منظومة الأمن الأوروبي".

وركز دراغي، على ضرورة أن تكون "أولويتنا اليوم تعزيز أمن قارتنا، وممارسة أكبر قدر من الضغط على روسيا لكي تسحب قواتها وتعود إلى طاولة المفاوضات".

وأعلن دراغي أيضا عن تخصيص 110 مليون يورو كمساعدات لأوكرانيا خدمة "لغايات إنسانية ولغرض استقرار الوضع المالي"، فضلًا عن مساعدات عبارة عن عتاد عسكري "يتعلق خصوصًا بنزع الألغام ولوازم للوقاية".

وختم رئيس الوزراء الإيطالي مداخلته معتبرًا أن "الاتحاد الأوروبي أعطى خلال الأيام الأخيرة الدليل على عزيمته ووحدته. نحن مستعدون لإجراءات أكثر صرامة إذا ظهر أن الإجراءات الأخيرة غير كافية".

دعوة لإلقاء السلاح قبل التفاوض

وفيما لا يزال الموقف الروسي متشبثًا بالمضي في السيطرة على العاصمة كييف، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أبدى اليوم الجمعة، استعداد بلاده لإجراء مفاوضات مع السلطات الأوكرانية ما إن "تلقي القوات المسلحة الأوكرانية سلاحها".

ويتوازى هذا الشرط الروسي، مع تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعلن فجر الخميس شن "عملية عسكرية خاصة" ضد أوكرانيا، بـ"نزع سلاحها" وإيقاف ما أسماه "إبادة جماعية" تنفذها كييف.

أما الصوت القادم من كييف، فكان ميالًا للجنوح للسلام، والاستعداد لإجراء محادثات مع روسيا، بما في ذلك الوضع المحايد فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وفق ما أكد المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك.

كما أكد الرئيس الأوكراني بأنّ موسكو ستضطر إلى "التحدث" مع أوكرانيا "عاجلًا أو آجلًا" لإنهاء القتال، متهمًا القوات الروسية باستهداف المناطق المدنية أيضًا في هجومها.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة