بلسان مندوب أوكرانيا بالأمم المتحدة.. رسالة جندي روسي إلى أمه قبل مقتله

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الإثنين، "جلسة استثنائية طارئة" بشأن أوكرانيا. وفي معرض كلمته على المنبر الأممي، قرأ مندوب أوكرانيا في الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا ما قال إنها محادثة جمعت جنديًا روسيًا مع والدته عبر خدمة للتواصل، قبل لحظات من مقتله في الهجوم الذي تشنّه موسكو على بلاده.

وفي المحادثة، سألت الأم ابنها: "لمَ لم تجبني منذ فترة طويلة، هل ما زلت تقوم بالمناورات؟" فأتى الرد: "أمي أنا لم أعد في القرم، ولم أعد أشارك في مناورات عسكرية"، بحسب الدبلوماسي الأوكراني.

ثم نقل كيسليتسيا عن الأم ما كتبته، وفيه: "والدك يسأل ما إن كنا نستطيع أن نرسل إليك بعض ما تحتاجه. ولكن لمَ تقل هذا.. ما الذي يحدث؟".

"ماما أنا في أوكرانيا"، أجاب الجندي، مردفًا: "إنها الحرب، أنا أشعر بالخوف، نقوم بمهاجمة كل المدن حيثما كان وحتى المدنيين".

وأضاف مندوب أوكرانيا بلسان الجندي: "قيل لنا إنهم سيستقبلوننا بالزغاريد، ولكنهم يصدوننا ويمنعوننا من التقدم، ويصفوننا بالفاشيين، أمي أنا أواجه وضعًا صعبًا للغاية. الوضع صعب للغاية". 

ودخلت الحرب في أوكرانيا يومها الخامس، على وقع استمرار المعارك على الأرض، بموازاة جهود دبلوماسية تبدو خجولة نسبيًا، في وقت توعّدت الدول الغربية روسيا بمزيد من العقوبات في غضون الساعات القليلة المقبلة.

موقع لمعرفة مصير القتلى 

وأطلقت السلطات الأوكرانية أمس الأحد، موقعًا على شبكة الإنترنت يسمح لأقارب الجنود الروس الذين قُتلوا بمعرفة مصيرهم، بينما تلتزم موسكو الصمت بشأن خسائرها.

وسُمي الموقع "200rf.com"، في إشارة إلى الرمز المستخدم للجنود الذين قُتلوا في المعركة. ويتضمن صورًا لجوازات سفر أو وثائق عسكرية لجنود روس يُفترض أنهم قتلوا في الهجوم.

ويتضمن أيضًا مقاطع فيديو لجنود روس يُفترض أنهم أُسروا، بالإضافة إلى أسماء بعضهم وبلداتهم.

وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني في مقطع فيديو نُشر على موقع فيكتور أندروسيف: "أعلم أن العديد من الروس قلقون لمعرفة كيف وأين هم أولادهم، أبناؤهم وأزواجهم وماذا يحدث لهم".

محارق جثث نقالة

وتؤكد كييف أن القوات الأوكرانية قتلت أكثر من 4300 جندي روسي، وأسرت نحو 200. ولم تكشف موسكو أي رقم بشأن خسائرها، منذ بدء الهجوم الخميس صباحًا.

وأمرت الهيئة الناظمة للاتصالات في روسيا السبت وسائل الإعلام المحلية بحذف أي إشارة إلى مدنيين قُتلوا على يد الجيش الروسي في أوكرانيا، وكذلك مصطلحات "الغزو" أو "الهجوم" أو "إعلان الحرب" من مضمون ما تنشره.

ولفت السياسي الروسي الليبرالي ليف كلوسبرغ أخيرًا إلى أن الجيش الروسي استخدم محارق جثث نقّالة، لحرق جثث الجنود الذين قُتلوا في المعارك.

وكتب على مدونته: "ليس هناك حرب. لا قتلى. لا قبور. سيختفي الناس ببساطة، إلى الأبد".