Skip to main content

بمواجهة الاقتحامات.. مرابطو القدس خط دفاع متقدم عن المسجد الأقصى

الإثنين 26 سبتمبر 2022

يتصاعد القلق لدى الأوساط الفلسطينية، من تداعيات اقتحام عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال المدججة بالأسلحة من جهة باب المغاربة، بالتزامن مع حلول الأعياد اليهودية.

ورغم عمليات الاقتحام المتكررة، يتصدى المرابطون في المسجد الأقصى من رجال ونساء في كل مرة لهذه الهجمات، ويؤكدون أنهم يشكلون حائط دفاع بوجه من يدنسون مقدساتهم.

هؤلاء المرابطون والمرابطات هم من سكان القدس وفلسطيني الداخل ويعتبرون إقامة صلاتهم في تواتر داخل الحرم واجبًا أمام احتلال يعدهم خارقين لقانون وضعه هو، ويعطيه حق السيطرة على منطقة المسجد الأقصى.

في المقابل، تؤكد السلطة الفلسطينية أن المرابطين هم أصحاب المكان وهم الجزء من تاريخه وهويته وتركيبته الجغرافية.

استفزازات ومراوغة

ولا تتوقف انتهاكات المستوطنين لرموز ومقدسات الفلسطينيين بممارسات تتعدد أساليبها من نفخ الأبواق وذبح القرابين واستعراض القوة، وأحدثها اقتحام اليوم الإثنين بحماية عسكرية بعد ساعات قليلة من كلمة رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

فقد تحدث لابيد دون وضوح عن القبول بحل الدولتين، وهو ما اعتبرته السلطة الفلسطينية مراوغة إسرائيلية جديدة بعدما لم تلتزم تل أبيب بأي اتفاقيات ثنائية أو مواثيق دولية، تؤكدها الاقتحامات الجديدة، التي دعا خلالها ما يسمى "اتحاد الهيكل" أتباعه للمشاركة فيما وصفه "بتحول تاريخي غير مسبوق" في اقتحامات الأقصى.

وتصاعدت ردود فعل المجتمع الدولي، مطالبة بوضع حد للأعمال الاستفزازية التي تجاوزت الخطوط الحمر لليوم الثاني على التوالي.

وبينما تتواتر البيانات والمناشدات يبقى المرابطون مصممين على الصمود في المكان نفسه، في وقفة صاحب حق وأرض، بوجه غاصب محتل.

الحالة الصامدة في الأرض

ومن القدس، أكد الناشط المقدسي فادي مطور حصول اقتحامات عنيفة منذ يوم أمس، حيث حضر المستوطنون من كل مكان في الأرض المحتلة ومارسوا استفزازات، مشددًا على أن القوات الإسرائيلية هي طرف في الاقتحام إذ "لم ولن تكن جهة محايدة".

ولفت مطور إلى حضور المرابطين في الميدان للتصدي للمقتحمين وإفشال مخططاتهم، وقال: "منذ الانتفاضة الأولى والثانية وحتى يومنا هذا بقي الرباط الحالة الصامدة في الأرض التي تؤكد دومًا أن الأقصى عربي إسلامي".

وكشف في حديث إلى "العربي" كيف لاحقت قوات الاحتلال مئات المرابطين ومنظمي الرباط ومختلف النشطاء، لمحاولة إبعادهم عن الأقصى، ورغم ذلك وصف مطور الرباط بأنه "أوكسيجين للمقدسيين".

وتابع: "كل مقدسي بالفطرة ودون توجيه يشعر بأن لديه واجبًا في المسجد الأقصى ويعتبر الرباط أعلى درجات النضال في المدينة.. فإذا تم إبعاد الشيوخ والشبان، تجدون عشرات الفتية تحت سن الـ16 يرابطون حيث يجري أيضًا اعتقالهم وإبعادهم عن القدس في ظاهرة جديدة".

مرابطون مصممون على الصلاة رغم التضييقات الإسرائيلية - غيتي

الإيمان بالقضية

وعن عمليات التنسيق بين النشطاء للإبقاء على حالة الوجود في المسجد الأقصى، يشرح الناشط المقدسي أن التوفيق في الرباط هو في الدرجة الأولى "توفيق من عند الله" إذ لا توجد أي جهة تقوم بتوجيههم، بل هي إرادة فردية نابعة من الإيمان بالقضية.

أما أساليب التصدي لانتهاكات المستوطنين فهي عبر "إزعاج المقتحمين، ورفع التكبيرات، وفتح السماعات، وعرقلة مسار المقتحمين بالحجارة والأخشاب"، وكل هذه الأمور "ترعب" المستوطنين وتجعلهم يحسبون خطواتهم على حد تعبير مطور.

"ثمن الانتخابات"

وأكد الناشط المقدسي عبر "العربي" أنه "طالما أن هناك احتلالًا واقتحامات للمسجد الأقصى سيكون هناك مرابطون"، موضحًا في هذا السياق أن هذه التحركات تأتي على ضوء اقتراب الانتخابات الإسرائيلية التي تستخدم الدعاية الإعلامية وتجد في المسجد الأقصى "مادة دسمة لجذب أصوات المتطرفين".

في هذا الإطار، استشهد مطور بزيادة عدد الاقتحامات في الفترة الأخيرة والتصعيد في الاغتيالات والاستفزازات، مردفًا: "نحن نعلم أنه مع كل انتخابات إسرائيلية علينا أن ندفع ثمن سياسات حكومة الاحتلال والمرشحين والمؤسسات الصهيونية والاستيطانية التي تهدف إلى تحقيق مكاسب وتبرعات".

مرابطات مقدسيات يتصدين لعنصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي - غيتي

وعن المشاركة النسوية الكثيفة في الرباط بالمسجد المبارك، فيقول مطور إن المرابطات نجحن في تكوين حالة فريدة لا سيما في عصر التواصل الاجتماعي، إذ أصبحت قصصهن ونشاطهن شكلًا جديدًا من أشكال الرباط وعرفن الملايين من حول العالم على قضية الأقصى.

المصادر:
العربي
شارك القصة