تواصل روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا حيث ستركز جهودها على منطقة الدونباس شرقًا بعد سقوط متوقع وقريب لمدينة ماريوبول.
وفي هذا الإطار، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن روسيا ستكسر هيمنة الولايات المتحدة على العالم، ليعود الرئيس الروسي فلاديمير ليؤكد بأن "عالم القطب الواحد قد انتهى".
بوتين قال إن الهجوم على أوكرانيا مستمر "بتروٍ" مع الحد من الخسائر، رافضًا تحديد جدول زمني.
كما سخر من الولايات المتحدة قائلًا إنها مستعدة لمحاربة روسيا "حتى آخر أوكراني".
في المقابل، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أن لديه "معلومات موثوقة" حول احتمال استخدام روسيا "مواد كيميائية" في هجومها للسيطرة على ماريوبول.
وعلى صعيد المحادثات، قال ميخائيلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية إن المفاوضات بين بلاده وروسيا صعبة جدًا لكنها مستمرة، وذلك بعد تصريح لبوتين بأن محادثات السلام بين البلدين وصلت إلى طريق مسدود.
"واشنطن لا تفهم نوايا السياسة الروسية"
الكاتب السياسي فيتشسلاف ماتوزوف يؤكد أن موسكو بذلت جهودًا لمتابعة الحوار السياسي والدبلوماسي مع القيادة الأوكرانية، مذكرًا بأن موسكو عرضت بعد بدء الهجوم في 24 فبراير/ شباط إرسال وزيرين إلى مينسك لعقد لقاء مع أوكرانيا على أي مستوى كان إلا أن كييف رفضت هذا الأمر.
ويرى في حديث إلى "العربي" من موسكو أنه وبعد اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروغ مع نظيره الأوكراني ديمترو كوليبا في اسطنبول، بدا واضحًا أن لدى أوكرانيا موقفًا ثابتًا لا يمكن تغييره، لافتًا إلى أن موسكو تعتبر أن هذا الموقف مدفوع من قبل الدول الغربية والولايات المتحدة.
ويؤكد أن أوكرانيا طالبت بعد اللقاء باستعادة القرم وانسحاب الروس من الدونباس، معتبرًا أنه وبسبب هذه المطالب فشل لقاء اسطنبول.
ويشدد على أن واشنطن لا تفهم نوايا السياسة الروسية تجاه أوكرانيا.
مخاوف من حرب طويلة
الباحث السياسي ميكولا بايستون يؤكد أنه لا يمكن لكييف التنازل عن أراضيها وشعبها، متهمًا القوات الروسية بارتكاب إبادة جماعية وعمليات اغتصاب ونهب بحق الشعب الأوكراني.
ويقول في حديث إلى "العربي" من أوكرانيا إن كييف لم تخطط لاسترجاع مناطق القرم والدونباس بالقوة، نافيًا الكلام حول تهديد أوكرانيا بالهجوم على هذه المناطق.
ويلفت إلى أن الحكومة الأوكرانية اقترحت حل مصير الدونباس والقرم عن طريق المفاوضات خلال فترة معينة.
ويتحدث عن وجود مخاوف من أن تطول الحرب لأشهر أو سنوات، معتبرًا أن أهداف الهجوم الروسي اتضحت في مدن إربين وبوتشا وغيرها من خلال قتل مئات المدنيين.
موقف روسي غامض
أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل يرى أن هناك غموضًا في الموقف الروسي، معتبرًا أن موسكو لم تعلن حتى اليوم أهدافها الاستراتيجية الخاصة في شرق أوكرانيا.
ويشير إلى "العربي" من واشنطن إلى أن هذا الغموض في الاستراتيجية قد يكون أحد مصادر قوة روسيا، من خلال دفع الغرب إلى الاستنتاج والحيرة حيال أهدافها، أكانت ضم شرق أوكرانيا أو محاولة إخضاع مناطق لها وترك أخرى.
ويلفت إلى أن هذا الأمر سيكون موضع نقاش في واشنطن بين الرئبس الأميركي جو بايدن ومساعديه.
ويقول إن روسيا تغير من مسار عمليتها العسكرية بحسب التطورات الميدانية ونتائج المعارك. ويضيف: "حتى الآن المعارك محدودة لكن من الواضح أن هناك تغييرًا وروسيا تتعمد اعتماد نهج الغموض".