Skip to main content

بينهم "تاجر الموت".. تعرفوا إلى سجناء صفقة التبادل المحتملة بين موسكو وواشنطن

الجمعة 29 يوليو 2022

قدّمت الإدارة الأميركية اقتراحًا وصفته بـ"الجوهري" لموسكو، يقضي بمقايضة أميركيين اثنين تحتجزهما روسيا مقابل تاجر أسلحة روسي يقضي عقوبة في السجون الأميركية.

ويقضي الاقتراح الأميركي بتبادل لاعبة كرة السلة بريتني غرينر (31 عامًا)، والجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية بول ويلان (52 عامًا)، بالضابط العسكري السوفيتي السابق فيكتور بوت (55 عامًا).

وطرحت الحكومة الروسية مرارًا، تبادل بوت مع عدد من الأميركيين المحتجزين لديها، إلا أن الإدارات الأميركية لطالما قاومت فكرة تبادل السجناء، معتبرة أنها تحفّز الدول لاحتجاز الأميركيين لاستخدامهم كأوراق مساومة.

فيكتور بوت.."تاجر الموت"

فيكتور بوت، هو مترجم عسكري سوفيتي سابق، يتحدّث ست لغات، وأصبح شخصية دولية في النقل الجوي بعد سقوط الشيوعية.

لقّب بـ"تاجر الموت"، وكانت قصته محور الفيلم الهوليوودي "لورد اوف وور" (Lord of War) من بطولة نيكولاس كيدج عام 2005.

هو المطلوب الأول بتهريب الأسلحة دوليًا لسنوات عديدة، وساهم بتسليح بعض أكثر الصراعات عنفًا في جميع أنحاء العالم.

بعدما أفلت من أوامر التوقيف الدولية وتجميد الأصول لسنوات، ألقي القبض عليه في عملية عام 2008 في تايلاند، حيث حاول بيع الأسلحة لعملاء من مكتب مكافحة المخدرات الأميركي ينتحلون شخصية أعضاء في القوات المسلحة الثورية لكولومبيا "فارك". وتمّ تسليمه إلى الولايات المتحدة عام 2010، بعد إجراءات قضائية مطولة.

يقضي حكمًا بالسجن 25 عامًا في سجن متوسط الحراسة في إلينوي، بتهمة التآمر لقتل مواطنين أميركيين وبيع أسلحة لفارك، والتآمر للحصول على صواريخ مضادة للطائرات واستخدامها، والتآمر لتقديم مساعدات مادية للإرهابيين.

وتاريخ بوت في تجارة الأسلحة يمتدّ إلى أبعد من ذلك بكثير، إذ اتُهم بتجميع أسطول من طائرات الشحن لنقل أسلحة إلى مناطق الصراعات في جميع أنحاء العالم منذ التسعينيات، ومنها ليبيريا وسيراليون وأفغانستان. وكان معروفا أيضًا بصلاته مع الزعيمين تشارلز تيلور في ليبيريا، ومعمر القذافي في ليبيا.

نفى بوت التهم الموجهة إليه، وأكد لصحيفة "واشنطن بوست" عام 2012، أنه كان "مجرد رجل يعمل في مجال النقل الجوي"، واصفًا التهم الموجّهة له بأنها "جزء من فيلم أكشن هوليوودي".

بدوره، اعتبر الكرملين أن الحكم الصادر بحق بوت "لا أساس له ومنحاز"، واصفة إياه بـ"رجل أعمال استُهدف ظلمًا لأسباب سياسية".

وتحوّل بوت إلى واحد من المشاهير في روسيا، حيث عرضت مبان حكومية في موسكو أعماله الفنية المصنوعة في السجن العام الماضي.

بريتني غرينر.. وحيازة المخدرات

تعتبر غرينر، مواليد عام 1990، إحدى نجمات كرة السلة في العالم.

قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، وتحديدًا في 17 فبراير/ شباط الماضي، وأثناء عودتها إلى الولايات المتحدة بعد مشاركتها في بطولة كرة السلة في موسكو، اعتقلت سلطات مطار شيريميتيفو الدولي في روسيا، غرينر بتهمة حيازة مخدرات، بعد العثور داخل حقائبها على زيوت القنب موضوعة في عبوات خاصة بالسجائر الإلكترونية.

وحظيت قضيتها باهتمام كبير في واشنطن، حيث احتجّت وزارة الخارجية الأميركية على اعتقالها، ووصفته بأنه "غير قانوني".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أقرّت بالذنب في التهمة في محاولة لتخفيف عقوبتها، والتي قد تصل إلى 10 سنوات في السجن. لكن خلال مثولها أمام محكمة روسية، الأربعاء الماضي، نفت التهمة، وشهدت بأنها لا تعرف أن العبوات في حقيبتها كانت تحتوي على زيت القنب، مضيفة: "ما زلت لا أفهم حتى يومنا هذا كيف انتهى بها الأمر في حقائبي".

وخلال شهادتها، أكدت اللاعبة أنه بعد توقيفها، لم تحصل على حقوقها القانونية التي يكفلها القانون الروسي، على غرار توضيح نوعية التهم الموجّهة إليها، وإيصالها بمحام فور الاعتقال.

وأضافت أنها وقّعت على وثائق لم تفهمها، واضطرت لاستخدام موقع "غوغل ترانسليت" على هاتفها، ولم تحصل على ترجمة كاملة لما كان يحدث في التحقيقات. وأن المترجم الذي خصّص لها، ألقى نظرة سريعة على كومة من الأوراق التي كان يجب أن يترجمها لها، وقال لها: "بشكل أساسي، أنت مذنبة".

وفي احتفالات عيد الاستقلال الأميركي في الرابع من يوليو/ تموز الماضي، كشفت أسرتها عن رسالة بعثت بها غرينر للرئيس الأميركي جو بايدن، طلبت فيها ألا ينساها هي والأميركيين الآخرين. وقالت: "من فضلك! افعل كل ما في وسعك لإعادتنا إلى الوطن".

وقالت ماريا بلاغوفولينا، محامية غيرنر، إنه من وجهة نظر قانونية "سيكون التبادل ممكنًا بعد توصّل المحكمة الروسية إلى حكم"، معربة عن أملها "في عودة غرينر  إلى الوطن قريبًا".

بول ويلان.. موظف أمن متّهم بالتجسّس

بول ويلان، هو موظف أمن في شركة أميركية لقطع غيار السيارات. يحمل الجنسيات الأميركية والبريطانية والكندية.

أوقفته السلطات الروسية خلال تواجده في أحد فنادق موسكو بتهمة امتلاك مواد حسّاسة، في ديسمبر/ كانون الثاني 2018.

في يونيو/ حزيران 2020، أُدين بالتجسّس، وحُكم عليه بالسجن 16 عامًا، في محاكمة وصفها مسؤولون أميركيون بأنها "غير عادلة".

 نفى ويلان التهمة الموجّهة له، وقال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية من سجنه العام الماضي، إنه ضحية "دبلوماسية الرهائن".

وأضاف: "هذه ليست قضية ضدي، إنها قضية روسيا ضد الولايات المتحدة، وعلى الولايات المتحدة أن ترد على وضعية دبلوماسية الرهائن هذه وأن تحلّها بأسرع وقت ممكن".

وفي أبريل/ نيسان الماضي، انخرطت الولايات المتحدة وروسيا في عملية تبادل سجناء، خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، وتمّ بموجبها إطلاق سراح جندي المارينز السابق تريفور ريد، مقابل الطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو، المدان بتهريب المخدرات في الولايات المتحدة.

وأعربت عائلة ويلان، في بيان، عن تقديرها لجهود إدارة بايدن، آملة أن تقبل روسيا بالعرض الأميركي من أجل إطلاق سراحه.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة