Skip to main content

بين الاحتجاجات والانتخابات.. ما أبعاد التقارب التركي مع النظام السوري؟

السبت 7 يناير 2023

أكّد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار عدم تحمّل بلاده استقبال موجة لجوء جديدة من الأراضي السورية، مشيرًا إلى أنّ أنقرة قد عبرت في الاجتماع الثلاثي مع وزيري الدفاع الروسي والنظام السوري، عن رفضها وجود من سماهم بالإرهابيين في المناطق القريبة من حدودها. 

وتعليقًا على التقارب مع النظام السوري، قال المحلل السياسي، يوسف كاتب أوغلو، إنّ تركيا لا تعول على النظام السوري في حمايتها من "الإرهاب"، لكنها تحمله مسؤولية فقدان السيادة وتسليم أراضيه لميليشيات مسلحة.

"سحب الذرائع"

واعتبر أوغلو في حديث إلى "العربي" من اسطنبول، أن فتح تركيا لقنوات تواصل مع النظام السوري، ليس تطبيعًا، إنما يعد سبيلًا لحل مشاكل أساسية عالقة، كون هذه التنظيمات تهدد الحدود المشتركة بين البلدين، وتركيا ترغب بسحب الذرائع من النظام في حال شنها أي عملية عسكرية شمالًا. 

وفي رسالة سابقة، أوضح مراسل "العربي" في اسطنبول عدنان جان، أن تركيا ماضية في إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، لكن وبحسب الرواية التركية، فإن هذا التطبيع سيأتي بناء على التوصيات الأممية وبالتحديد القرار الأممي بحق سوريا 2254 الذي سيؤدي إلى حدوث فترة انتقالية تفضي إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا. 

يأتي ذلك فيما تشهد مدينة إدلب السورية وريفها، تظاهرات تحت عنوان "لن نصالح"، احتجاجًا على قرار القيادة التركية المصالحة مع النظام السوري. وأوضح مراسل "العربي" أن معظم الشعارات المرفوعة ترفض الصلح وتطالب في الوقت نفسه بمحاسبة النظام على ما فعله خلال السنوات الماضية. 

"عملية سياسية"

من جانبه، أكد أستاذ التاريخ في جامعة الشمال السورية، كمال عبدو، أن المظاهرات التي شهدتها إدلب هي ضد مصالحة المعارضة مع النظام، أما العملية السياسية التي تجري بين اسطنبول والنظام فهذا شأن سيادي تركي. 

وقال عبدو في حديث إلى "العربي" من إدلب، إن الشعب السوري خرج في ثورته لإسقاط النظام وجذوعه بالكامل، وليس لأجل عملية سياسية هنا أو هناك وفق تعبيره، لا سيما أن العملية السياسية الحالية بين الطرفين تهدف إلى حماية الأمن القومي التركي بالدرجة الأولى. 

ورفض أوغلو اعتبار الخطوة التركية، استغلالًا من قيادة البلاد للعملية الانتخابية المرتقبة في تركيا هذا العام، وقال في حديثه إلى "العربي"، إن الناخب التركي يريد أن يطمئن بأن قيادته قادرة على حل مشاكل عدة، ومنها الأمن القومي لا سيما بعد تفجير تقسيم الأخير، والتفجير الذي شهدته منطقة غازي عنتاب الحدودية، وغيرها من التفجيرات.

يذكر أن الاجتماع الثلاثي الذي عقد بين وزيري دفاع تركيا والنظام السوري والروسي في موسكو، أواخر العام المنصرم، جاء في أعقاب خطط أنقرة لتنفيذ عملية عسكرية برية ضد المقاتلين الأكراد في الشرق والشمال الشرقي السوري بعد الهجوم الذي استهدف مدينة اسطنبول في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ملف اللاجئين

وتطرق أوغلو إلى ملف اللاجئين السوريين في تركيا، ورأى أن هذا الملف له تبعات داخلية، لا سيما من خلال تسييسه من قبل المعارضة التركية، التي تعهدت بفتح قنوات مع النظام السوري من أجله، الأمر الذي دفع حزب العدالة والتنمية إلى تفويت الفرصة على المعارضة بخطوته السياسية الأخيرة باتجاه النظام السوري. 

بدوره، رأى الأستاذ عبدو أن أي عملية لإبعاد اللاجئين السوريين باتجاه "حضن النظام" هي عبارة عن "مذبحة" بحقهم، موضحًا أن جل عمليات العودة كانت باتجاه المناطق المحررة من نفوذ ذلك النظام.

المصادر:
العربي
شارك القصة