Skip to main content

بين الانسحاب والبقاء.. 3 سيناريوهات تحدد مسار بايدن في أفغانستان

الجمعة 2 أبريل 2021
تأجيل الانسحاب الأميركي من أفغانستان يعني تأجيل دورة العنف فقط

يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن معضلة في أفغانستان، مع اقتراب الموعد المحدد لسحب القوات الأميركية المقرّر في الأول من مايو/ أيار المقبل، وفقًا للاتفاق الذي تمّ بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وحركة "طالبان" فيما يُعرف باسم اتفاق الدوحة. 

ورسمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية 3 سيناريوهات للمعضلة، متسائلة: "هل يستطيع بايدن إنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة؟".

وكانت الولايات المتحدة نشرت قواتها في أفغانستان، عقب وقوع هجمات 11 سبتمبر/ أيلول في العام 2001.

السيناريو الأول: الانسحاب الفوري

تشرح مراسلة الصحيفة في البنتاغون هيلين كوبر أن تاريخ بايدن يُشير إلى أنه يُفضّل بشكل شخصي الانسحاب السريع، فعندما كان نائبًا للرئيس، دافع بايدن عن خيار تخفيض الوجود الأميركي في أفغانستان مقارنة بما كان يريده مستشارون عسكريون للرئيس الأسبق باراك أوباما، إلا أنه "خسر في النهاية". 

ومع وصوله إلى الرئاسة، وبما أنه أصبح الآن في موقع اتخاذ القرار، يبدو أن موقفه تغيّر، حيث أعلن أن إعادة 3500 جندي أميركي إلى الوطن بحلول الأول من مايو، سيكون صعبًا من الناحية اللوجستية.

من جهته، اعتبر مراسل الصحيفة في كابُل توماس غيبونس نيف أن الانسحاب الأميركي السريع ستكون له عواقب على أفغانستان، حيث يخشى بعض الأفغان والمسؤولين الأميركيين من قيام "طالبان" بانقلاب عسكري.

قد تعكس شكوك بايدن بشأن الموعد النهائي للانسحاب مخاوف سياسية داخلية. وبينما لا يزال الصراع يَشلّ الحياة في أفغانستان، فقد تلاشى بالنسبة للرأي العام الأميركي، إلا أن نِيف يقول: إن ذلك قد "يتغير إذا سقطت كابل في أيدي طالبان".

السيناريو الثاني: تأجيل الانسحاب من أفغانستان

قد تُمدّد الولايات المتحدة فترة وجودها في أفغانستان بضعة أشهر أخرى، لدعم المفاوضات السياسية بين "طالبان" والحكومة الأفغانية. ويبدو أن الرئيس الأميركي يميل نحو هذا الاقتراح، الذي يمكن أن يجنّب البلاد الفوضى المتوقّعة في حال الانسحاب الأميركي السريع.

إلا أن هذا الخيار يعني تأجيل دورة العنف فقط، في حالة فشل المفاوضات بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" في الوصول إلى اتفاق لتقاسم السلطة.

وتوقّعت كوبر أن " تعود الهجمات على القوات الأميركية إلى قوتّها السابقة، إذا بقيت القوات الأميركية إلى ما بعد الأول من مايو".

السيناريو الثالث: البقاء في أفغانستان

قد يعتبر بايدن أن هناك ضرورة لوجود محدود من القوات الأميركية في أفغانستان لدعم الجيش الأفغاني، الذي لا يزال ضعيفًا، وللمساعدة في حماية المكاسب غير الكاملة، ولكن الحقيقية، في تعليم المرأة والديمقراطية التي حقّقتها البلاد منذ عام 2001.

ومثل هذه التبريرات ساعدت في تورّط سلفَي بايدن (ترامب وأوباما) في أفغانستان، وبالتالي إطالة أمد المشاركة الأميركية في الحرب إلى عقد ثالث، حيث كلّفت الحرب حوالي 2 تريليون دولار، وآلاف الأرواح من الأفغان والأميركيين وحلفائهم.

وشرحت كوبر: "المغادرة تعني التراجع الكامل عن أي مكاسب تمّ تحقيقها هناك خلال العشرين عامًا الماضية. لكن وجود القوات إلى الأبد ليس شيئًا يحرص القادة السياسيون على الترويج له".

ومن المقرّر أن تستمر المفاوضات بين "طالبان" والحكومة الأفغانية هذا الشهر في تركيا. واعتبرت الصحيفة أنه "سواء أبرم الطرفان صفقة أم لا، تعتقد طالبان أنها تتمتّع بالسلطة اللازمة لتحقيق مطالبها".

المصادر:
نيويورك تايمز
شارك القصة