الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

بين صراع القيم والمصالح.. ما مآلات الموقف الدولي مع استمرار عدوان غزة؟

بين صراع القيم والمصالح.. ما مآلات الموقف الدولي مع استمرار عدوان غزة؟

Changed

تتعالى المواقف الدولية الداعية للوقف النهائي للعدوان على غزة وإدخال المساعدات المنقذة للحياة - رويترز
تتعالى المواقف الدولية الداعية للوقف النهائي للعدوان على غزة وإدخال المساعدات المنقذة للحياة - رويترز
الاتحاد الأوروبي الذي يعرف نفسه بأنه تكتل يتبع قيم الحرية وحقوق الإنسان، شهدت دوله انقسامات واضحة بشأن وقف إطلاق النار بغزة.

شكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اختبارًا كبيرًا للمجتمع الدولي وقيمه في القرن الحادي والعشرين، وسط تسجيل عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وحدوث كل هذا الدمار، واستمرار مشهد المأساة في قطاع.

فالعالم الغربي خاصة أدرك حاجته لحرف بوصلته قليلًا عن الدعم المطلق للحرب على غزة، والمطالبة بالوقف النهائي للحرب وتنفيذ عمليات الإغاثة وإدخال المساعدات المنقذة للحياة دون عوائق.

تلويح بفرض عقوبات

وقد بدت آخر تجليات ذلك، بأن فرنسا لا تستبعد فرض عقوبات على إسرائيل حتى تسمح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

فمع بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول الغربية وغيرها، تأييدها لما وصفته بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

كما انهمكت واشنطن في إمداد جيش الاحتلال بمختلف أنواع الأسلحة وتغطية إسرائيل سياسيًا ودبلوماسيًا، مع عبارة خجولة دأبت هذه الدول على تردادها ألا وهي "أن على إسرائيل أن تلتزم القانون الدولي في عملياتها العسكرية وتتجنب استهداف المدنيين".

لكن بعد تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وحدوث مجاعة، وتأكيد منظمات أممية ودولية تنفيذ الاحتلال عمليات إبادة جماعية، اعترفت كثير من الدول من بينها الولايات المتحدة بأن إسرائيل أفرطت في استخدام القوة، وصارت غزة عنوانًا لأكبر مأساة يشهدها العالم.

والاتحاد الأوروبي الذي يعرّف نفسه بأنه تكتل يتبع قيم الحرية والعدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان، يعد أبرز مثال على ذلك، فقد شهدت دوله انقسامات واضحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

لكن المفارقة الكبرى أن مناصرة غزة سياسيًا ودبلوماسيًا عبر طرد سفراء إسرائيل ومقاطعتها، وتحريك قضايا ضدها في محكمة العدل الدولية، جاءت من لدن دول خاضت تجارب تحرر من السياسات الاستعمارية.

ويقول سياسيون وباحثون في العلاقات الدولية إن العالم المتحضر سقط في اختبار إنسانيته، كيف لا ولم تتمخض المنظومة الدولية طوال فترة العدوان سوى عن قرارين من محكمة العدل الدولية لصالح غزة، وقرار متواضع من مجلس الأمن الدولي دون فيتو أميركي لم تنفذ إسرائيل أيًا منهم.

"تطور" في الموقف الفرنسي

وفي هذا السياق، قال الكاتب والصحفي وليد عباس إنه لا يمكن الحديث عن انقلاب كبير بل عن "تطور" في الموقف الفرنسي.

ورأى في حديثه إلى "العربي" من باريس، أن هذا الموقف متناغم مع مواقف أخرى في العالم سواء في أوروبا أو حتى من جانب الولايات المتحدة بدرجات مختلفة.

وذكر بأن "فرنسا جزء من المعسكر الغربي، وكانت اتخذت مواقف متناسقة معه، لكنها كانت تطالب دومًا بوقف إطلاق النار".

كما قال إن "لباريس مصالح مع هذا المعسكر، الذي أنكر مبادئه الأساسية في ما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الشعوب بالدفاع عن نفسها وحقوق الإنسان"، معتبرًا أن "ما حدث في غزة غيّر جذريًا أمورًا كثيرة".

"لا عقوبات متوقعة"

بدوره، قال جون ويك، الباحث في السياسات الأوروبية، إن لدى "ألمانيا مصالح تاريخية وعليها حماية دولتها وقيمها".

واستدرك في حديثه إلى "العربي" من بروكسل، بالقول: "لكن من الناحية الأخرى ربما لا ترى أن ما حدث أدى إلى كارثة كاملة، لأن هناك معايير مختلفة تطبّق على الفلسطينيين مقارنة بإسرائيل".

وذهب ويك للقول: "هناك شك في حدوث عقوبات غربية على إسرائيل، إذ لن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها كما حدث بحق روسيا".

"الولايات المتحدة أدارت الحرب على غزة"

من جانبه، قال سعيد الحاج، الباحث في الشأن التركي، إن تركيا دولة داعمة للحق الفلسطيني في العموم، لكن موقفها في هذه الحرب اتسم منذ بدايتها ببعض التخبط، ثم التزمت بسقف بعض الدول العربية ما عرضها لانتقادات من الداخل التركي بأن الموقف غير كاف، باعتبار أنه يفترض بتركيا ومطلوب منها ويمكن لها أن تفعل أكثر من ذلك بكثير. 

وقال في حديث لـ "العربي" من اسطنبول: إن "التيار المحافظ والإسلامي في تركيا - وهو النواة الصلبة في حزب العدالة والتنمية - يرى أن من غير المقبول استمرار التجارة التركية مع الاحتلال خلال حرب الإبادة.

إلى ذلك، اعتبر الحاج أن الولايات المتحدة ومنذ اليوم التالي للسابع من أكتوبر أدارت الحرب على غزة عسكريًا بدعم الاحتلال وبحاملات الطائرات وبالسلاح الذي ما زال يصدر، وأيضًا بالموقف السياسي، الذي رسم سقفًا للمواقف.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close