الجمعة 14 يونيو / يونيو 2024

بين مطالب اليمين المتطرف وضغوط واشنطن.. هل ينجح نتنياهو بتشكيل حكومته؟

بين مطالب اليمين المتطرف وضغوط واشنطن.. هل ينجح نتنياهو بتشكيل حكومته؟

Changed

يسلّط "للخبر بقية" الضوء على الصراع على توزيع الحقائب الوزارية في إسرائيل والتي تشكل عقبة أمام تشكيل حكومة نتنياهو (الصورة: غيتي)
يحاول بنيامين نتنياهو إغراء أقطاب الائتلاف المتطرف بالموافقة على مشاريع من شأنها الانقضاض على مزيد من الأراضي الفلسطينية لتمرير حكومته.

على الرغم من الوصول المريح لبنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم في الكنيست، إلّا أن تشكيل الحكومة ليست محببة، فالعقبات بدأت حتى قبل إجراء محادثات ائتلافية لبناء الجسم الحكومي وهو أمر فشل فيه نتنياهو سابقًا أربع مرّات، ليتعثر مجددًا كما تفيد تسريبات نقلتها الصحافة الإسرائيلية.

وكان آخر هذه العثرات جهود رئيس الوزراء المكلف للتوصل لاتفاقات مع أحزاب اليمين المتطرفة، والحديث هنا عن الصهيونية الدينية برئاسة بتسلئيل سموتريتش ورئيس حزب القوة اليهودية إيتمار بن غفير. 

وقد باءت بالفشل كل مساعي نتنياهو لإقناع هؤلاء بالتخلي عن عدد من مطالبهم وشروطهم وتقديم تنازلات من باب التخلي عن التمسك بحقائب وزارية سيادية. وتأجلت معها لقاءات واجتماعات كانت مقررة، ما أجبر نتنياهو على الالتفات إلى أحزاب اليسار التي لا يملك فيها مؤيدين له لا الآن ولا من قبل. 

خلاف داخل الكنيست

يجري كل ذلك تحت ضغوط مارستها السفارة الأميركية عليه وهي تهمس له بأن الرئيس الأميركي جو بايدن وأنصاره الديمقراطيين ربما لا يرغب في مصافحة أمثال بن غفير مثلًا في حال جلسوا إلى قربه في مجلس الوزراء. 

وفي الوقت الذي يحاول فيه نتنياهو إغراء أقطاب الائتلاف المتطرف بالموافقة على مشاريع من شأنها الانقضاض على مزيد من الأراضي الفلسطينية من قبيل مشروع يشرعن البؤر الاستيطانية، تتضح أكثر حقيقة الخلاف داخل الكنيست المرتبطة ارتباطًا مباشرًا بممارسة مزيد من الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني كما يقول رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه الذي قال في آخر لقاءاته: "إن معالم الحكومة الإسرائيلية المقبلة تظهر كثيرًا من العدوانية والمزيد من العنف ضد الفلسطينيين". 

مفاوضات الغرف المغلقة

واعتبر الأكاديمي المختص في الشأن الإسرائيلي علي الأعور أن نتنياهو يدير مفاوضات في الغرف المغلقة لتشكيل الحكومة لأول مرة  ولم يصرح سوى بشأن الاتفاق مع  زعيم حزب القوة اليهودية فقط.

وقال في حديثه إلى "العربي" من رام الله" إن "الخطوط العريضة لهذا الاتفاق هي إصدار تشريع في الكنيست للمصادقة على البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي يصل تعدادها إلى 150 بؤرة استيطانية "، مضيفًا أن الاتفاق تضمن فتح المدرسة الدينية في جنين بعد 60 يومًا من تشكيل الحكومة. 

ورأى الأعور أن نتنياهو سينجح في تشكيل حكومته لأن كل العقبات والصعوبات الآن هي ضغوطات من الإدارة الأميركية. 

واعتبر أن نتنياهو أراد أن يظهر لسموتريتش أنه اتفق مع بن غفير وكان هو شريكا له في الصهيونية الدينية التي دخلت الانتخابات الإسرائيلية بكتلة واحدة، وبالتالي أراد نتنياهو من خلال هذا الاتفاق أن يضغط على سموتريتش، وأن يقول له إن الحكومة الإسرائيلية قادمة وعليه أن يقبل بالحقيبة التي يقدمها نتنياهو له وهي حقيبة المال. وأشار الأعور إلى أن نتنياهو لن يسلّم حقيبة الدفاع.

أكثر الحكومات تطرفًا

من جهته، أشار مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات هاني المصري إلى أن الفلسطينيين يدركون أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية ستنتج أكثر الحكومة تطرفًا وعدائية في تاريخ إسرائيل.

واعتبر أن توزيع الحقائب لا يغيّر من حقيقتها كثيرًا حيث ستنفذ خطط التهويد والاستيطان والتهجير وتغيير مكانة الحرم الإبراهيمي في القدس، وشن العدوان على الفلسطينيين في قطاع غزة وتشديد التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني، إضافة إلى عدم إطلاق أي عملية سياسية والتعامل مع الفلسطينيين كمسألة أمنية واقتصادية ليس أكثر. 

وقال المصري في حديث إلى "العربي" من رام الله: "إنه يمكن أن تكون هناك محاولة لدفع السلطة الفلسطينية إلى الانهيار لأن الكثير من أعضاء الحكومة يعبرون عن موقف أنهم ليسوا بحاجة إلى السلطة الفلسطينية لأنها تعبر عن هوية فلسطينية وهم لا يريدون التعامل مع الفلسطينيين كشعب وإنما كمجموعات وأفراد يمكن تقسيمهم إلى مناطق".

واعتبر المصري أن الفرق الذي ستقدمه هذه الحكومة يكمن بدرجة التصعيد، حيث لا يختلف برنامجها عن الحكومات السابقة؛ لكنه رأى أن الإدارة الأميركية قد تقيّد اندفاع هذه الحكومة حيث ستهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

موقف أميركي صريح

ورأى أستاذ الدراسات الدولية في جامعة جون هوبكنز إدوارد جوزيف أن نتنياهو يهتم برأي الإدارة الأميركية وتفكيرها والموضوع بالنسبة له هو كيفية استخدام ذلك لتحقيق أهدافه داخل إسرائيل. 

واعتبر في حديثه إلى "العربي" من واشنطن أن نتنياهو يمكنه أن "يقدم نفسه للولايات المتحدة على أنه رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يستطيع أن يتحكم بشكل كامل وبدرجة كبيرة في الجناح اليميني ويمكن أن يستغل علاقاته بالولايات المتحدة لخدمة مصلحته". 

ولفت جوزيف إلى أن إسرائيل لديها دعم قوي داخل الولايات المتحدة وفي الكونغرس وحتى من الرئيس بايدن، لكن اليهود المتطرفين لا يتمتعوا بهذا التأييد في الكونغرس أو في البيت الأبيض. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close