كشفت مصادر ليبية لـ"العربي" أنّ مجلس النواب يدرس إمكانية تحديد موعد جديد للانتخابات على أن تتحوّل حكومة الوحدة الوطنية إلى حكومة تصريف أعمال.
وأكدت المصادر أنّ رئيس الحكومة ورئيس البرلمان سيستمران في مزاولة أعمالهما نظرًا لتعذر إجراء الانتخابات.
وأشارت المصادر إلى أنّ المجلس الرئاسي الليبي يجهّز مبادرة لإجراء الانتخابات خلال الأشهر القليلة المقبلة تفاديًا لحدوث فراغ سياسي.
مسار جديد للعملية الانتخابية
وبحسب مراسل "العربي" في طرابلس، فإنّ تأجيل الانتخابات التي كانت مقرّرة في 24 ديسمبر/ كانون الأول بات أمرًا واقعًا ومحسومًا.
ويوضح أنّ الحديث يدور في ليبيا الآن عن مسار جديد للعملية الانتخابية، حيث يُنتظَر أن يعلن المجلس الرئاسي، أو ربما البرلمان، مبادرة بهذا الخصوص.
ويلفت إلى أنّ المعلومات المتوافرة تشير إلى أنّ المسار الجديد يمكن أن يتراوح ما بين ثلاثة وستة أشهر على أبعد تقدير.
معلومات عن "حكومة أزمة"
ويشير مراسل "العربي" إلى أنّ البعثة الأممية أكدت أن تحديد مسار الانتخابات ليس من اختصاصها، إنما هي تحاول تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء الليبيين.
وبحسب مراسلنا، يُنتظر أن يعقد مجلس النواب يوم 27 ديسمبر جلسة ستكون برئاسة رئيسه عقيلة صالح بعد أن يعود مجدّدًا إليه، وينتظر أن يعلن عن المسار الجديد.
وفيما يلفت إلى بعض الأحاديث المتداولة عن اتفاق جديد على حكومة أزمة، ينفي وجود معلومات حول ما إذا كان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة هو من سيترأسها أم أنها ستؤول إلى شخصية أخرى.
هل من مشاكل فنية؟
وفي وقت سابق اليوم، أصدر عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية بيانًا طالبوا فيه مفوضية الانتخابات بالإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين والكشف عن أسباب عدم إجراء الانتخابات في موعدها المحدّد.
وكانت المفوضية أعلنت مطلع الشهر الجاري تأجيل نشر "القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة"، بسبب متطلبات فنية وقضائية لم توضح طبيعتها.
وأمس الأحد، أعلن رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، أن المفوضية "ليست لديها أي مشكلة فنية في إجراء الانتخابات بموعدها".
وتحاول ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 تجاوز عقد من الفوضى، اتسم في السنوات الأخيرة بوجود قوى متنافسة في شرق وغرب البلاد.
وكان حوار سياسي بين الأفرقاء الليبيين برعاية الأمم المتحدة في جنيف في فبراير/ شباط الماضي، أفضى إلى تشكيل سلطة سياسية تنفيذية موحدة مهمتها التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي حددت على التوالي في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ وكانون الثاني.
ويأمل الليبيون أن تسهم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التالية لها في إنهاء صراع مسلح في بلدهم، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة أجانب، قاتلت مليشيا حفتر لسنوات حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليًا.