الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

تداعيات سياسية وعسكرية.. انسحاب واشنطن من أفغانستان يقلق دول الجوار

تداعيات سياسية وعسكرية.. انسحاب واشنطن من أفغانستان يقلق دول الجوار

Changed

لا تضيع حركة طالبان الوقت وتواصل تقدمها على كل الجبهات مسيطرة على مناطق جديدة كل يوم، إذ تستغل خروج القوات الأجنبية للاستفراد بالعاصمة كابل.

يفر الحلفاء ويترقب الخصوم، قبل إكمال الانسحاب الأميركي من أفغانستان، إذا أعلنت ألمانيا وإيطاليا إكمال انسحاب قواتهما من البلاد.

من جهتها لا تضيع حركة طالبان الوقت، وتواصل تقدمها في كل الجبهات مسيطرة على مناطق جديدة كل يوم، إذ تستغل خروج القوات الأجنبية للاستفراد بالعاصمة كابل.

وتسيطر طالبان على 41 منطقة من أصل 419 وفق تقارير لوزارة الدفاع الأميركية. وتتحدث تقارير محلية عن أن طالبان تسيطر على نحو 130 قضاء في البلاد.

ويخشى العالم موجة لجوء جديدة في بلد لم تتوقف فيه الأحداث الدامية خلال قرن وأكثر. فإيران ورغم العداء الظاهر لواشنطن، تشعر بما يشبه الطعنة في الظهر وتتوجس خوفًا من تمدد طالبان على حدودها.

كما تخشى الجارة باكستان رغم الحلف التاريخي مع طلبان من حركة نزوح جديدة تجاهها من أفغانستان.

بدورها، لا تفكر القوات الأميركية في تمديد بقائها في البلاد حتى ولو طلبت منها أفغانستان ذلك، فهي تعلم من تقارير استخبارية عديدة أن انهيارًا مقبلًا في البلاد جددت أنباءه صحيفة "وول ستريت جنرال" الأميركية، التي أشارت الى أن الحكومة الأفغانية ستسقط خلال 6 أشهر بعد خروج القوات الأميركية من البلاد.

"الشعب من سيقرر مصيره"

وعن مدى استفادة طالبان من الانسحاب الأميركي، يرى المتحدث باسم الحركة الدكتور محمد نعيم من الدوحة، أن "الشعب الأفغاني الذي سيقرر مصيره بنفسه على موعد مع الحرية بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد"، مشيرًا إلى أن الحركة جزء من الشعب الأفغاني.

ويقول نعيم في حديث لـ "العربي" إن "أكثر من 100 إقليم انضم "للمجاهدين" خلال الأسابيع الماضية بدون ضغط أو استخدام للقوة".

ويشدد على أن حركة طالبان تريد أن تحل جميع مشاكل البلاد من خلال الحوار والجلوس على طاولة واحدة.

وعن إمكانية تقاسم السلطة مع الحكومة على مبادئ ديمقراطية، يؤكد أن حركة طالبان تحظى بدعم الشعب، وهو من سيقرر مصيره حسب معتقداته.

ويؤكد نعيم أن علاقة طالبان مع دول الجوار لا سيما طهران جيدة، لافتًا الى أن "الحركة تريد استمرار هذه العلاقات وتوطيدها، لأن الشعب بحاجة إلى مساعدات ودعم دولي بعد الانسحاب الأميركي".

هل تصمد الحكومة الأفغانية؟

وحول مدى صمود الحكومة الأفغانية بعد الانسحاب الأميركي، يقول المستشار في الحزب الديمقراطي ديفيد بولغر من واشنطن: "بعد 20 عامًا على وجود القوات الأميركية في أفغانستان حان الوقت الآن للمغادرة لأن الوضع مأساوي للغاية"، لافتًا إلى أن الحكومة الأفغانية ستسقط.

ويضيف في حديث لـ "العربي"، أن القوات الأميركية لا يمكنها البقاء بعد سقوط آلاف الإصابات، والقتلى من الجنود الأميركيين، مشيرًا الى أن الشعب الأفغاني لا يريد لواشنطن البقاء في البلاد، وأن الإدارة الأميركية تحترم رغبته بذلك.

ويرى أن حركة طالبان التي تستخدم العنف، لا تمثل الشعب الأفغاني، مشيرًا إلى أن واشنطن لن تتخلى عن مسؤوليتها تجاه الشعب الأفغاني.

ويعلق بولغر على قلق إيران وباكستان من تدفق جديد للاجئين، متهمًا طهران بتمويل الحركات الإرهابية في العالم، ومتسائلًا عن دورهما في دعم الشعب الأفغاني خلال الـ 20 سنة الماضية.

إيران ستحاور طالبان

وحول قلق إيران من الانسحاب الأميركي، يوضح أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران حسن أحمديان من العاصمة الإيرانية، أن "طهران ضد الاحتلال الأميركي لأفغانستان"، معتبرًا أن واشنطن دمرت البلاد من خلال احتلالها.

أحمديان الذي يؤكد أن خروج واشنطن يفرح إيران، ينتقد طريقة خروج القوات الأميركية، تاركة كل شيء كما هو عليه، ومحدثة فراغًا في البلاد على حد تعبيره.

ويشير الى مخاوف إيران من إمكان انعكاس المشاكل داخل أفغانستان على الأمن القومي الإيراني أكان من خلال النزوح أو في تردي الأوضاع الاقتصادية.

ويؤكد أن إيران ستحاور طالبان في المرحلة المقبلة، وأن بلاده ستزيد من تحركاتها الديبلوماسية مع الحركة وغيرها، للحد من انزلاق البلاد إلى عدم الاستقرار.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close