السبت 11 مايو / مايو 2024

تراقب بقلق وتوجس أحداث السودان.. أي دور لإسرائيل في مسار التهدئة؟

تراقب بقلق وتوجس أحداث السودان.. أي دور لإسرائيل في مسار التهدئة؟

Changed

برنامج "للخبر بقية" يناقش الدور الإسرائيلي في السودان في ظل اتصالات بين تل أبيب وحميدتي والبرهان (الصورة: الأناضول)
تتحدث تقارير إعلامية عن اتصالات بين تل أبيب وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لحماية مسار التطبيع مع السودان.

تقترح إسرائيل استضافة محادثات بين قائدي طرفي الصراع في السودان وسط تقارير إعلامية تتحدث عن اتصالات بين تل أبيب وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

ويأتي ذلك في ظل تصريحات مثيرة للجدل لمستشار قائد الدعم السريع يوسف عزّت في مقابلة مع هيئة البث الرسمية الإسرائيلية يشبّه فيها هجمات الجيش السوداني على قواته بـ"هجمات حماس على إسرائيل". 

كما رحّب يوسف خلال المقابلة بما وصفه بجهود إسرائيل الهادفة إلى وقف القتال، مشيرًا إلى أن إسرائيل والسودان مرتبطتان باتفاقية "أبراهام".

ولم تنقطع اتصالات العسكر في السودان مع مسؤولين إسرائيليين منذ بدء القتال، وفق تقارير إعلامية، إذ أجرى مسؤولون إسرائيليون اتصالات مع طرفي النزاع.

ووفق ما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرئيلية تحدثوا مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان. كما ذكر الموقع أيضًا أن الموساد يتواصل مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. 

قلق إسرائيلي على مسار التطبيع

ويشير واقع الحال إلى أن إسرائيل تراقب بتوجس وقلق شديدين الأحداث الجارية في السودان. فالمسؤولون الإسرائيليون يدركون جيدًا أن اتساع دائرة القتال والفوضى هناك قد يؤدي إلى حرق صفحة التطبيع بين الطرفين أو على الأقل عرقلة الجهود المبذولة في هذا السياق. 

فقبيل الاشتباكات، كانت حكومة نتنياهو تكثّف استعداداتها للتوقيع على اتفاقية تطبيع رسمية مع السودان ومأسسة العلاقات بين الطرفين.

وجاءت هذه الاستعدادات عقب زيارة قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي إلى الخرطوم في فبراير/ شباط الماضي، اجتمع خلالها بالبرهان واتفق معه على توقيع اتفاقية السلام في غضون العام الحالي.

دور دبلوماسي مضخم

وفي هذا السياق، يعتبر رئيس تحرير موقع "عرب 48" رامي منصور أن الإعلان الإسرائيلي يأتي في سياق رغبة وزير الخارجية الإسرائيلي بالظهور بعناوين كبيرة توحي بأنه يقوم بدور دبلوماسي كبير. 

ويقول في حديث إلى "العربي" من حيفا: "إن إسرائيل تبالغ في دورها في السودان" من خلال إعلانها عن نيتها استضافة قمة تجمع طرفي النزاع في السودان سعيًا للتوصل لوقف إطلاق النار.

لكن منصور يعتبر أن هذا لا ينفي أن هناك علاقات قوية تجمع العسكر في السودان بإسرائيل، لافتًا إلى أن هناك منافسة قائمة خلال السنوات الماضية بين وزارة الخارجية والموساد بشأن العلاقات مع السودان.

إسرائيل مفتاح الحكم

من جهته، يرى الأكاديمي والباحث في جامعة لندن علي عبد الرحيم أن طرفي النزاع في السودان يعتبران أن إسرائيل ستكون مفتاحًا لطريق الجنرالين إلى سدة الحكم في السودان.

ويقول عبد الرحيم في حديث إلى "العربي" من لندن: "هما يظنان أن إسرائيل هي مفتاح للرضى الأميركي".

ويلفت إلى أن حميدتي والبرهان كانا يتنافسان على استرضاء إسرائيل طيلة السنوات الأربع الماضية، منذ سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، علّ ذلك يجلب رضى أميركيًا، دون مراعاة لرغبة الشعب السوداني. 

ويشير عبد الرحيم إلى أن قوات الدعم السريع تمضي بخطوات أبعد باسترضاء إسرائيل من خلال مقارنة النضال الفلسطيني ضد إسرائيل بخصمهم العسكري، أي الجيش السوداني. كما يرى أنه لن يكون هناك حد لطلب الدعم السريع للمساعدة من إسرائيل.

إسرائيل تتابع بقلق تطورات الأحداث الأمنية في السودان - الأناضول
إسرائيل تتابع بقلق تطورات الأحداث الأمنية في السودان - الأناضول

العلاقة مع تل أبيب لن تجدي نفعًا 

من جانبه، يعتبر أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة "جورج مايسون" محمد الشرقاوي أن مسلسل التطبيع مع إسرائيل لا يرقى إلى أن يصبح الجسر الذي تمر به السياسة الخارجية السودانية.

كما يرى الشرقاوي في حديثه إلى "العربي" من واشنطن أن حميدتي والبرهان يميلان إلى نظرية عفا عليها الزمن والتي تقول إن العلاقات مع تل أبيب تترجم عمليًا إلى تأييد اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة وفي أوروبا الغربية. 

كما يعتبر أنه "ليس باستطاعة نتنياهو أو الموساد أن يتحولوا إلى النهر الذي يغدق على السودانيين ما لم يعطه البحر أي الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة وحكومة جو بايدن التي دعت جميعها إلى وساطة ولحل للأزمة". 

ويلفت إلى أن نتنياهو الذي يعاني من مشاكل داخلية يحاول أن يظهر أمام مؤيديه أنه يملك سياسة خارجية توسعية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close