تراجعت الليرة التركية 0.4% مقابل الدولار اليوم الثلاثاء، وسط مخاوف من زيادة التضخم على خلفية تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بمواصلة خفض أسعار الفائدة.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه مساء الإثنين، إنه يسعى إلى التقليل من شأن ارتفاع أسعار المستهلكين السنوية إلى 73% الشهر الماضي باعتبارها مجرد واحدة من عدة مشاكل للاقتصاد يجب أن تبدأ في التراجع أوائل العام المقبل.
وسجلت الليرة تراجعًا إلى مستوى 16.669 أمام الدولار بعد أن أغلقت عند 16.58 أمس الإثنين. وانخفضت العملة التركية 21% هذا العام، بالإضافة إلى تراجعها 44% عام 2021 بعد سلسلة من التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة على الرغم من التضخم المرتفع.
مواجهة تكاليف المعيشة
وفي حديثه بعد اجتماع لمجلس الوزراء، قال أردوغان إنّ تركيا لن ترفع أسعار الفائدة بل ستواصل خفضها في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.
وارتفع معدّل التضخم في تركيا إلى أعلى مستوى له منذ 24 عامًا في مايو/ أيار إذ سجّل 73,5% على أساس سنوي، وفق ما أظهرت بيانات رسمية الجمعة الماضية.
لكن الزيادة كانت أقل من تلك المسجّلة في الأشهر السابقة، ما قد يشكل مؤشرًا على أن ضغط الأسعار يتباطأ.
وأدت المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد إلى توجيه انتقادات لسياسة الحكومة الاقتصادية غير التقليدية المتمثلة في الضغط من أجل خفض أسعار الفائدة لمكافحة ارتفاع الأسعار. ورفض البنك المركزي مرة أخرى الأسبوع الماضي رفع سعر الفائدة الرئيس وابقاه عند 14%.
وقد أدى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة إلى ارتفاع التضخم الشهر الماضي. وقفزت أسعار النقل بنسبة 107,6% في مايو، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 91,6%. كما تسببت شائعات عن تدخل عسكري في شمال سوريا في انخفاض قيمة الليرة التركية التي وصلت إلى نحو 16,5 أمام الدولار الجمعة.
وفقدت العملة قرابة 48% من قيمتها خلال العام الماضي.
ومع الاستعداد لانتخابات يونيو/ حزيران 2023، اتهمت المعارضة والعديد من الاقتصاديين هيئة الإحصاء الوطنية بتقليل حجم التضخم عمدًا.
وقالت مجموعة أبحاث التضخم التي تضم اقتصاديين أتراكًا مستقلين الجمعة إن التضخم تسارع فعليًا بنسبة هائلة بلغت 160,8% أي أكثر من ضعف الرقم الرسمي.