Skip to main content

تسابق غربي على تزويد كييف بالدبابات.. كيف ستردّ موسكو؟

الجمعة 27 يناير 2023

في الوقت الذي يتسابق فيه حلفاء كييف الغربيون لتزويدها بالدبابات، وتحديد برامج التدريب على استخدامها، أكدت الاستخبارات الأوكرانية حاجة قوات بلادها إلى مزيد من المدفعية بعيدة المدى، لضرب التعزيزات الروسية التي تصل من شبه جزيرة القرم.

ويُسافر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو إلى إيطاليا، اليوم الجمعة، للاجتماع مع نظيره الإيطالي جويدو كروزيتو، حيث يضعان اللمسات النهائية على التفاصيل الفنية لإمداد أوكرانيا بمنظومة الدفاع الجوي "سامب - تي".

يأتي ذلك، بينما أعلنت كندا أن 4 دبابات قتال من طراز "ليوبارد 2" ألمانية الصنع، ستصل قريبًا إلى أوكرانيا.

من جهتهما، أعربت كل من بريطانيا وألمانيا عن أملهما في وصول دبابتهما إلى كييف مع مطلع شهر مارس/ آذار المقبل، في وقت تتوقّع فيه قوى غربية هجومًا روسيًا كاسحًا بحلول الربيع، ومع تواصل القصف الروسي على العاصمة كييف وعدد من المدن الأوكرانية الأخرى.

في المقابل، اعتبر الكرملين إرسال الغرب دبابات لكييف تورّطًا مباشرًا في النزاع.

وتطلب كييف من حلفائها الغربيين المزيد من نظم الدفاع الجوي، وطلبت نظام "سامب - تي" على وجه الخصوص في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

منظومة فرنسية- إيطالية مشتركة

وفي هذا الإطار، قال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة رويترز: "نضع اللمسات النهائية مع الإيطاليين. الأمر ليس بعيدًا"، من دون تحديد موعد صدور القرار النهائي.

والمنظومة الفرنسية الإيطالية المشتركة يمكنها تعقّب العشرات من الأهداف واعتراض عشرة منها في نفس الوقت. وهي المنظومة الأوروبية الوحيدة التي يمكنها اعتراض الصواريخ البالستية.

وقال دبلوماسي ثانٍ للوكالة إنه "جرى اتخاذ قرار سياسي. المسألة الآن هي مجرد الانتهاء من التفاصيل الفنية لأنها منظومة معقدة"، مضيفًا أنه يتوقّع أن يتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني القرار بصفة رسمية.

وسبق أن زوّدت باريس أوكرانيا بصواريخ "ميسترال" المحمولة المضادة للطائرات، وصواريخ "كروتالي" قصيرة المدى للدفاع الجوي، والتي تستخدم لاعتراض الصواريخ والطائرات التي تحلّق على ارتفاع منخفض.

4 دبابات "ليوبارد 2" من كندا

من جهتها، أعلنت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند، أمس الخميس، أنه سيتمّ إرسال 4 دبابات قتال من طراز "ليوبارد 2" ألمانية الصنع، في أسرع وقت ممكن"، مرجحة "إرسال المزيد في المستقبل".

وحُسمت مسألة تسليم دبابات "ليوبارد 2" إلى الجيش الأوكراني، بعدما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء، موافقة بلاده على إرسال 14 دبابة قتالية من طراز "ليوبارد 2" إلى كييف.

وقالت أناند، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الكندية أوتاوا، إن "دبابات ليوبارد 2 المأخوذة من مخزون كندا البالغ نحو 80 وحدة قتالية، جاهزة للاستخدام في ساحة المعركة حيث تدافع أوكرانيا عن نفسها في مواجهة القوات الروسية".

وأشارت الوزيرة الكندية إلى أن بلادها ستقدّم إلى جانب الدبابات الأربع "التدريب للأفراد، وقطع الغيار، والذخيرة"، مضيفة أن بلادها تبرّعت بـ 200 مركبة مدرعة الأسبوع الماضي لأوكرانيا.

وأكدت أن "بلادها أعلنت مؤخرًا أنها ستشتري وتتبرّع بنظام دفاع جوي صاروخي بقيمة 400 مليون دولار كندي (300 مليون دولار أميركي) للدولة المحاصرة".

تدريبات عسكرية للأوكرانيين في بريطانيا وألمانيا

وفي السياق ذاته، أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع أليكس تشوك أن تدريب عسكريين أوكرانيين على استخدام دبابات "تشالنجر2" البريطانية سيبدأ الأسبوع المقبل، مرجحًا أن تدخل الدبابات البريطانية مسرح العمليات العسكرية في أوكرانيا نهاية مارس/ آذار المقبل.

بدور، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن القوات الأوكرانية ستبدأ التدريب في ألمانيا على دبابات "ماردر" قبل نهاية الشهر الحالي، تتبعها تدريبات أخرى لجنود أوكرانيين على دبابات "ليوبارد2".

أما المستشار في مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولاك فأوضح أن المحادثات جارية لاستلام دبابات "لوكلير" الفرنسية، مضيفًا أن بلاده ستحصل على العدد اللازم من الدبابات مع تسليم الشركاء الغربيين الدبابات المتفق عليها.

ميدانيًا، كثّفت القوات الروسية ضرباتها الصاروخية في أنحاء مختلفة من أوكرانيا؛ حيث أفادت مصادر طبية أوكرانية بمقتل 11 شخصًا الخميس جراء الضربات الروسية.

"نقطة اللاعودة"

كما شنّت القوات الروسية ضربات صاروخية من بينها 37 غارة جوية و10 ضربات صاروخية ليلية استهدفت البنية التحتية في دنيبرو ومناطق أخرى، مما دفع الجيش الأوكراني إلى الإعلان عن حالة التأهب القصوى في عموم أراضي البلاد.

وأوضح يفغيني سيدروف، المحلّل السياسي الروسي، أن موسكو تعتبر أن إرسال هذه الدبابات الهجومية الثقيلة سيؤدي إلى تعقيدات عسكرية وسياسية شديدة بين روسيا والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. 

وأشار سيدروف، في حديث إلى "العربي"، من موسكو، إلى أنه من الناحية العسكرية، تعتبر موسكو أن إرسال الدبابات هو رغبة غربية في إطالة أمد الحرب، ما سيؤدي إلى تطورات عسكرية كبيرة وتصعيد غير مسبوق في مختلف جبهات القتال.

 أما من الناحية السياسية، فأشار إلى أن إرسال هذه الدبابات يعني أن العلاقات بين روسيا والدول الغربية وصلت إلى "نقطة اللاعودة"، وبالتالي، لن يكون هناك حتى في المستقبل البعيد، أي تطبيع للعلاقات الروسية الغربية، والتي هي حاليًا على حافة القطيعة الشاملة.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة